|
شجاعة القلب ، وقوة التصميم ، وحدة الذكاء، تختصر المسافات ، وتختزل الأوقات ، وتقفز بصاحبها إلى الصدارة ، متربعا في المقدمة بكل جدارة.
من نتحدث عنه شجاع قوي ، مقدام ذكي، لا يتردد ولا يتضعضع ، في كل جوانب حياته العامة والخاصة ، العلمية والعملية ، اختصر المسافات ، وتجاوز المعوقات ، نظره للأمام دائما، في كل ادوار حياته اثبت قدرته وعبقريته ، نال التفوق واستحق التقدير، وكان أهل لكل ما نال .
قد تقف العوامل والظروف الزمانية والمكانية أمام شخص فتحبطه، وتقتل طموحه ، وتحد من عزيمته ، فيقعد عن تحقيق آماله وأحلامه المشروعة ، وقد تكون لآخر حافزا يستثيره، ويدفعه إلى تخطي كل المعوقات، بكل قوة وعزيمة وإصرار ، بل تمنحه قوة مضاعفة، يتجاوز بها الكثيرين ممن سبقوه، وممن كانت أمورهم أسهل وأيسر منه .
ولد صاحب السيرة وعاش في بيئة نائية معزولة، لا مدارس فيها ولا طرق ولا خدمات ، وكان يظن أن هذه هي الحياة الرغيدة الهانئة، لأنه لم يعرف غيرها، ولا يتصور أن الحياة إلا ما كان يعيشه في هذا المحيط ، في مزرعة والده ، التي تحتاج إلى جهد مضن وشاق لا ينتهي ، ما بين حرث وقلع وزرع ، أو في الغابات والأحراش التي يتربع في وسطها منزلهم (المركابة) ، حيث ينطلق فيها مع طلوع الشمس يتابع قطعان الأغنام ، يرعاها ويتتبع بها مظان الكلأ ، محاذرا عليها من الضياع، ومن الافتراس أو السرقة .
والرعي ليس بالأمر السهل كما قد يتصوره الكثيرين ، بل هو حرفة وتدريب ومهارة ، تعلم القيادة والتوجيه، وحسن التصرف ومراعاة المستجدات، والتعامل مع المفاجآت ، والصبر والأناة ، مع دوام التحفز والحذر، فكانت حرفة الأنبياء والرسل، ولعل ذلك لتأثيراتها الايجابية على نفسية ممارسها، في تعامله مع هذه العجماوات (يقود ويراعي ويحفظ) قال صلى الله عليه وسلم (ما من نبي إلا ورعى الغنم، قالوا: وأنت يا رسول الله ؟ قال كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) صلى الله عليه وسلم .
كان مقبلا على الحياة متفائلا راضيا بوضعه قانعا بما هو عليه، أما والده فكان ينظر إليه والى أخوانه وقلبه يتحرق على مستقبلهم، وهو يراهم محرومين من ابسط الحقوق في طلب العلم ، فهو يدرك أنهم في زمن مختلف عن زمنه، يدرك إن لم يكونوا مؤهلين بالسلاح المناسب من العلم والمعرفة ، ففرصهم في الحياة الكريمة الهانئة غير مضمونة ، ولا يريد لهم أن يعيشوا على هامش الحياة ، بل يريدهم في مقدمة المؤثرين، فكان يدرك كل ذلك ويعمل لتحقيقه ، ومع أن تعليمه كان بسيطا ، ولكنه كان متفتحا مدركا للعالم من حوله ، يحسن استقراء الأوضاع والمتغيرات ، لذا فقد حرص من البداية أن يبذل جهده على منحهم كل الفرص التي حرم هو منها ، مهما كانت التضحية والبذل ، فكان يحرص على أن يستقطع شيئا من وقته كل يوم ليلقنهم ويعلمهم مبادئ القراءة والكتابة، ويحفظهم شيء من القرآن الكريم ، وما أسرع ما تبدت نتائج وثمرة جهده ، حيث حفظوا الكثير من سور القرآن الكريم ، يكررون حفظها في غدوهم ورواحهم في المرعى والمزرعة ، حتى كانت هي تسليتهم وشغلهم، وكان يحفز هذا الأب الواعي هولاء الأبناء بان من يتفوق منهم سيتيح له فرصة السفر إلى حيث المدارس ليستكمل تعليمه، لذلك فقد كانوا على قدر كبير مما أمله فيهم .
أوفى الأب بما وعد، حيث أرسل صاحبنا وألحقه بأخيه (يحي) في مدينة الرياض، فكان عند حسن ظن والده، فلم يتوان في اهتبال الفرصة رغم صغر سنه ، فاقبل عليها بكل عزيمة وإصرار، وكل رغبة واشتياق ، فاختصر سنواتها، وحقق التفوق والإبداع حتى على نفسه ، فاجتاز المرحلة الابتدائية بسنواتها الست في سنة واحدة، محققا سبقا وتفوقا دفعه إلى مواصلة هذا التقدم والتفوق الدراسي في جميع مراحل التعليم العام ، وواصله في كل حياته الدراسية والعملية، إلى أن وصل إلى أعلى المراتب والرتب، وما زال يواصل (بتوفيق الله وفضله ) يحفزه قوة العزيمة والإرادة والولاء، مواصلا بذله وجهده في خدمة دينه ثم وطنيه ومليكه .
انه اللواء الركن احمد بن محمد بن جابر بن محمد بن يزيد الحكمي الفيفي (أهل المركابة ) والده محمد بن جابر كان من أعيان آل بالحكم ومن الشخصيات البارزة في فيفاء (رحمه الله وغفر له ) وأمه هي الفاضلة جميلة بنت حسن شريف الحكمي (حفظها الله) .

ولد لهما في الحلفة من فيفا في بيت (المركابة) الواقع في سفوح جبل فيفا من الجهة الغربية من الجبل الأسفل في حوالي عام 1381هـ وكان ترتيبه بين إخوته من بنين وبنات العاشر ، وبين الذكور منهم السادس .
والبيئة المكانية لهذا الموقع (المركابة) لها دور كبير وبارز اثر ولا شك في شخصيته وتحفيزها على ارتياد المجهول وخوض المغامرات، فموقعها المتميز على حافة القفر (القفرة) الأرض الخالية من السكان حيث تمتد حولها المناطق الطبيعية الغير المستصلحة في كل اتجاه مع ما تحويه عادة من حياة برية مختلفة، فيوجد في هذه الحياة الفطرية التنوع والتعدد، وما تحويه من الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات ، وما تخبئه من أسرار بين أشجارها وغاباتها الملتفة، وأحراشها وكهوفها ومغاراتها ، وهذه البيئة زاخرة بالمفاجآت والمغامرات ، وكل ذلك يصقل في النفس الشجاعة والإقدام، وارتياد المجهول دون خوف أو تردد أو وجل ، وهو ما سار عليه واستمر معه وما زال في كل ادوار حياته، وفقه الله وحفظه.
تعليمه :
كما سبق وذكرنا ولد ونشأ في منطقة معزولة وبعيدة لا يتوفر بها خدمات ولا مدارس، وحرصا من والده على أن ينال هو وإخوته حظا وافرا من التعليم، وحيث لا يوجد من يعينه على هذه المهمة ، فقد عمل جاهدا على تحقيقها بنفسه ، فما لا يدرك كله لا يترك جله، وقام على تلقينهم بعضا مما يتقنه من علوم ولو كانت بسيطة، وكانت محدودة وقاصرة على بعض من أجزاء القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة ، ولكنها كانت مباركة نافعة ، بحسن النية وصواب التوجه.
فالإمكانيات بسيطة ومحدودة ،والحياة صعبة وشاقة، والوقت شحيح وثمين،يجب أن يستغل بكامله دون تفريط، لتحصيل الكسب وطلب الرزق، فالأمور تستلزم من كل قادر من أفراد الأسرة على القيام بأي جهد مهما قل في تحصيل الرزق لتتوفر اقل درجات ومقومات الحياة البسيطة، فالكل لا بد أن يشارك في هذه الحياة الصعبة، سواء في المزرعة، أو في رعي الأغنام، أو في جلب الحطب أو الماء، فالكل في عمل شاق لا ينتهي أبدا، يبدأ من طلوع فجر كل يوم والى غروب شمسه، لكي يكفل لهم ذلك حياة معيشية تتجاوز حد الكفاف .
ومع كل ذلك وشعورا من هذا الأب الواعي تجاه حتمية تعليم أبنائه، فقد جعل ضمن برنامجهم اليومي وقتا مستقطعا في حدود الساعة، خصصه للدرس والتعليم، كان هو المعلم فيه ،وأبنائه هم الطلبة، والمواد الدراسية هي القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة ، ومع عدم توفر الوسائل لا مصاحف ولا أوراق ولا دفاتر وأقلام ، فكانت الالوح الخشبية هي البديل، صنع لكل منهم لوحا صغيرا للكتابة عليه ، والأقلام من العيدان المبرية أو من قصب اليرع، والحبر من النورة البيضاء المنقوعة بالماء، فتعلموا مع محدودية الإمكانيات والوسائل والوقت ، مبادئ القراءة والكتابة، وحفظوا العديد من سور القرآن الكريم، وتدرج معهم على هذا المنوال في كل يوم ، وتحسن الوضع وتطور حتى أصبح بعضهم يعلم البعض الآخر، وكانت الفائدة والنتيجة عظيمة ، وقد أتقن (صاحبنا ) حفظ جزئين من القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره، وبرع في القراءة والكتابة ، فلما لاحظ عليه والده هذا النبوغ والتفوق أولاه المزيد من العناية والاهتمام، وحرص على أن يمكنه من الاستزادة من طلب العلم ، ولكن كيف السبيل (فالعين بصيرة واليد قصيرة) فدون ذلك الكثير من المشاق والمعوقات ، فدون العسل الكثير من ابر النحل ، إذ لا بد من مرارة الغربة ونار الفرقة ، وهل يستطيع ذلك ويقوى على احتماله ،وهو ما زال صغيرا وسنه لا تزيد على سبع سنوات، وكيف بالأم والأب وتحمل فرقاه .
لابد إذاً من التضحية، ولا بد من التحمل ، إن أراد نوال المراد ، وبناء المستقبل الصحيح، المبني على قواعد راسخة من العلم والمعرفة ، الذي هو سلاح هذا العصر ، لذا فقد عزم الأب وتوكل على الله ، وشجعه على تنفيذ تلك الفكرة وجود الابنة الكبرى في مدينة الرياض، مع زوجها فضيلة الشيخ يحي بن محمد الحكمي الطالب في كلية الشريعة، وكذلك الابن (يحي) الذي يعمل موظفا وفي نفس الوقت يدرس في بعض المدارس الليلية في الرياض ، مما حفز الأب على أن يصطحب هذا الصغير إليهما مع صغر سنه (لا يتجاوز السابعة) ولكنه قد استشعر فيه كبر الهمة وقوة الإرادة والعزيمة.
لما استقر لدى شقيقه وشقيقته وزوجها في عام 1389هـ، ألحقاه مباشرة بإحدى المدارس الأهلية، المدرسة التجارية (مدارس المنار حاليا) القسم الليلي فيها ، وكان قبوله في الصف الرابع الابتدائي، بناء على تحصيله السابق، في مدرسة والده (الخاصة) في حفظ القرآن ومبادئ القراءة والكتابة ، وكانت هذه المدارس حينها لا تشترط الشهادات للمراحل السابقة ، ووزارة المعارف لا تلزمهم بكثير من الشروط إلا عندما يتقدم طلبتها لنيل شهادة الصف السادس ، حيث تشترط على الطالب الليلي أن يختبر ضمن طلبة المدارس الحكومية في نفس المقررات ، وفي نفس لجان الوزارة المعتمدة .
كان إقباله على الدراسة بلهفة وشوق من أول يوم، وبكل جد واجتهاد ورغبة متوثبة ، لأجل ذلك استطاع أن يهضم مواد هذه السنة ويستوعبها في وقت قياسي وجيز لا يتجاوز الثلاثة أشهر ، مما جعله يتقدم للمدرسة بطلب اختباره في هذه المواد، وفعلا نجح فيها بكل جدارة، وانتقل مباشرة أثناء العام الدراسي إلى الصف الخامس الابتدائي ، وكرس جهده في استيعاب مواده أيضا ، وما صعب عليه منها كان يخصص له وقتا في العصر لدى بعض المعلمين ، ويواصل مع زملاءه في المساء، حتى استطاع أيضا في زمن قصير اجتياز هذه المواد واستيعابها ، وطلب اختباره فيها، ونجح من الصف الخامس في خلال الثلاثة الأشهر الأخرى ، لينتقل بعدها إلى الصف السادس في نفس العام 89/1390هـ ،ويستلم مقرراته، ليدرس مع طلابه شبه مستمع ، لقرب الاختبارات النهائية ، حتى أن الطلاب في تلك الأثناء كان يقومون بتعبئة استماراتهم لدخول الاختبارات النهائية ، ضمن لجان وزارة المعارف لتكون شهاداتهم معتمدة ، فالوزارة تعتمدهم ضمن الطلاب الذين سيتقدمون للاختبارات النهائية للمرحلة الابتدائية ، ولتحدد لهم اللجان الرسمية التي سيختبرون مع طلابها ، لأجل ذلك فقد أشار عليه شقيقه وصهره الشيخ (يحي محمد) وشجعاه ، عندما استوحيا فيه الذكاء والفطنة والجدية، حيث اقترحا عليه أن يعبئ له استمارة دخول الاختبارات مع بقية الطلاب ، من باب اكتساب الخبرة والاستعداد والتهيئة للعام الدراسي القادم ، وفعلا قام بذلك، ورفعت له استمارة مع بقية طلاب المدرسة، واعتمد اسمه ضمن طلاب الشهادة الابتدائية في ذلك العام ، واعتمد له رقم جلوس في احد لجان الاختبارات ، في مدرسة من مدارس حي الشميسي الابتدائية في الرياض .
دخل الاختبارات بتحصيله المحدود ، الذي لا يتجاوز دراسة اقل من شهر، ولكن رغبته وجديته وقدراته العقلية المتوثبة ، جعلته (بتوفيق الله) يجتاز معظم المواد بنجاح، ويتدارك ما تبقى منها في الدور الثاني، مما جعله يتحصل على الشهادة الابتدائية في ذلك العام ، وبالتالي يكون من القلائل ممن يجتاز المرحلة الابتدائية بكاملها في عام واحد، مع صغر سنه (تسع سنوات) وتلك نادرة تدل على شخص متميز قل أمثاله .
سجل مباشرة في المرحلة المتوسطة ، في المتوسطة الثانية بالرياض، لكن في تلك السنة طرأ شيء جديد لم يكن له في الحسبان، حيث فقد حنان الأخت المشفقة التي كانت تعوضه بعض مما فقده من حنان أمه، التي تغرب عنها وهو في هذه السن دون العاشرة من العمر، وها هو الآن يفقد حنان الأخت التي انتقلت مع زوجها إلى مدينة أبها بعد تخرجه من الجامعة وتعيينه معلما فيها ، فلا بد له من الصبر والتحمل فسيضطر للسكن متعزبا مع أخيه (يحي) ومع الأستاذ سلمان بن محمد الحكمي (رحمه الله) الذي يدرس حينها في السنة الثالثة من كلية اللغة العربية ، ولولا ما كان يجده في منزل الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم وزوجته (حليمة أم احمد) في نهاية كل أسبوع (عندما يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزلهم ومع أبنائهم احمد ويحي وعبدالله) فتوليه حفظها الله الكثير من العناية الحانية، والمعاملة الطيبة المشفقة، التي تعوضه شيء بسيط مما فقده ، وتمنحه الدافعية من العاطفة ليستطيع مواصلة مشواره المرهق.
انتهى العام الدراسي بنجاح ، ولكنه عام طويل وثقيل ، لذا انتقل في السنة التالية إلى مدينة أبها حيث تقيم شقيقته وزوجها، وأكمل فيها المرحلة المتوسطة في المتوسطة الثانية بأبها ، والتي كان مديرها الشيخ الأستاذ حسن بن فرح الفيفي، ومساعده الشيخ الأستاذ يحي بن محمد الحكمي الفيفي، ودرس فيها السنتين الثانية والثالثة ، ثم سجل في الثانوية العامة بابها، ودرس فيها السنتين الأولى والثانية ، ثم قرر مواصلة دراسته في الثانوية العسكرية في الخرج، رغبة منه للاقتراب سريعا من تحقيق حلمه، حيث يجد ميوله متجهة إلى القطاع العسكري ، فتحصل منها على الشهادة الثانوية العامة القسم العلمي ، وهاهو يقترب أكثر وأكثر من هدفه وحلمه، فيتقدم مباشرة إلى كلية الملك عبد العزيز الحربية ، التي قضى فيها أحلى أيامه وسنين عمره، متنقلا من نجاح إلى آخر إلى أن تخرج منها في العام 1401هـ حاملا شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية القسم العلمي .
وبعد تدرجه في الرتب العسكرية يبادر بالالتحاق إلى كلية القيادة والأركان بالرياض، ويحصل منها على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ، وقد تلقى كذلك خلال مشواره العسكري الطويل الذي تجاوز الثلاثين سنة العديد من الدورات التخصصية داخل المملكة وخارجها ، ومنها (دورة الصاعقة ، ودورة معلمي الصاعقة ، ودورة قادة القفز المظلي ، ولديه أكثر من (200) قفزة مظلية) .
حياته العملية :
عين بعد تخرجه من كلية الملك عبد العزيز الحربية على رتبة ملازم في سلاح المدفعية بالجنوب (خميس مشيط) .
ثم انتقل عمله للواء الأمام فيصل بن تركي الأول المظلي .
ثم انتقل بعد ذلك لمجموعة لواء خالد بن الوليد الثاني عشر (تبوك).
وانتقل بعد ذلك إلى قوة درع الجزيرة (حفر الباطن).
بعدها نقل إلى قيادة سلاح المدفعية (الرياض) .
ومنها انتقل إلى قوة (جازان) ركن استخبارات قوة جازان .
وكلف مساعدا لقائد قوة (جازان) .
ثم قائدا للواء حمزة بن عبد المطلب (حفر الباطن) .
وحاليا مساعدا لقائد سلاح المدفعية (الرياض).
وهي أعمال في معظمها قيادية، وفيها الكثير من الجهد والتعب والتضحية ، وفيها الإبداع والتفوق والمثالية، وتحتوي على الكثير من الأحداث والمشاق والأسرار ، والحياة العسكرية كما هو معروف قائمة على قاعدة ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) لذلك هناك أشياء كثيرة مما لا يسمح الوقت الحاضر بالتوسع في ذكرها، لكون أحداثها ما زالت قريبة وقائمة، ومرتبط في معظمها بما يجري حاليا، والعرف العسكري يحول دون التطرق إليها ، لقرب أحداثها وتأثيرها، وتفاعلها ما زال قائما ، وبالذات وصاحب السيرة على رأس العمل ، ومن منسوبي قطاع حيوي كبير ، وفي عمل له أهميته وخطورته وأسراره ، ولكن قد يتحقق لصاحب السيرة في ما بعد ، وفي وقت لاحق وقد تباعدت الأحداث وتقادمت أهميتها، أن يسجل شيئا من ذكرياته عنها ، في مذكرات أوسع وأعمق واشمل ، تفيد المتلقي بتجاربها وأحداثها ، فالحياة العسكرية عالم عظيم يحوي الكثير من الحكايات والمغامرات ، مما تميل وتطرب النفوس إلى سماعه ، ونكتفي الآن بمقولة ( لكل مقام مقال )، وعلى العموم فهو شخصية قيادية ناجحة ومتفوقة، وهو مخلص ومتفان في عمله إلى ابعد الحدود، اثبت نجاحاته وإبداعاته في كل ما قام به، وكل ما أوكل إليه ، لتميزه الشخصي أولا، وتهيئته وكفاءته العلمية الاحترافية ، وأخذه الأمور بكل جدية وإخلاص وحزم ، ينشد الكمال في كل أموره ومهامه ،وفقه الله وحفظه وسدده ، وقد نال الكثير من التقدير والشهادات، والعديد من الدروع والأنواط والميداليات ، مما هو جدير به وأهل له ، زاده الله رفعة في الدنيا والآخرة .

الأنواط والأوسمة والميداليات:
حصل على عدة أوسمة وميداليات وأنواط عسكرية أهمها
1. وسام تحرير الكويت.
2. عاصفة الصحراء.
3. نوط المعركة.
4. وسام قوة درع الجزيرة من الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله).
5. وسام درع الجزيرة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد آل سعود (رحمه الله).
6. نوط الرامي لحصوله على بطولة القوات المسلحة في الرماية لعدة سنوات، وبطولة المملكة في الرماية أيضا.
7. نوط القيادة.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
أدواره الاجتماعية:
إنسان اجتماعي ومؤثر سواء في حياته العملية أو الاجتماعية ، وفي حياته الخاصة والعامة ، يقف دائما في الصفوف الأولى مشاركا وداعما فيما يعود بالنفع على الآخرين ، يسعى إلى زيادة وتقوية أواصر المحبة والألفة بين الناس، ويدعو إلى التواصل والتعاضد بين الجميع، وإصلاح ذات البين ، وإزالة كل المعوقات والمفرقات بين أهله وجماعته ، يحب الكل ويحبونه ، فهو قريب وحبيب ، لا يعرف الكبر ولا التكبر، ليس في قاموسه شيء من التفرقة والتعنصر ، له أدواره المتعددة في كل المجتمعات التي عاش فيها بحكم ظروف عمله وتنقلاته ، في خميس مشيط وفي تبوك وحفر الباطن والرياض وجازان ، ففي كل مكان ترك له بصمة وذكر طيب وذكرى حسنة ، وهو دوما في المقدمة بين المؤثرين والداعمين لكل تجمع وكل نشاط وما زال ، ورغم مشاغله الرسمية التي تستحوذ على معظم وقته إلا أنها لا تصرفه عن الأمور الاجتماعية فيما يهم الأفراد والجماعات من حوله ، وفقه الله وثبته.
الحياة الاجتماعية:
1ـ زوجته هي الفاضلة : ريعه بنت جابر علي زاهر الحكمي
2ـ الفاضلة : شوقة قاسم سلمان العبدلي الفيفي (آل غرسة ) معلمة بإحدى مدارس فيفاء .
وقد رزقا بالذرية الصالحة المباركة من الأبناء والبنات، ثلاثة أبناء وسبع بنات، وهم حسب الترتيب :
1. جميلة ــ جامعية ، تخصص رياضيات.
2. مريم ــ جامعية ، تخصص أحياء.
3. فايزة ــ جامعية ، تخصص رياضيات.
4. لطيفة ــ جامعية ، تخصص اقتصاد منزلي.
5. سامي ــ جامعي ، تخصص حاسب آلي .
6. ياسمين ــ جامعية كلية الطب ، تخصص طب بيلوجي .
7. محمد ــ ...طالب جامعي
8. نسيم ــ طالبة عام ، مرحلة ثانوي.
9. تسنيم ــ طالبة عام ، مرحلة متوسطة.
10. مهند ــ آخر العنقود في الوقت الحاضر...ثلاثة سنوات.
حفظهم الله ووفقهم وجعلهم قرة عين لوالديهم ، وبارك فيها من أسرة مباركة ، وتمنياتنا دوما لصاحب السيرة بمزيد من التوفيق والنجاح ، والترقي في أعلى المراتب ، تحت قيادتنا الرشيدة التي تعرف قدر الرجال ،وتحتفي بالمخلصين الأوفياء، في كل مجالات الحياة ، أدام الله عزها ورفع قدرها ، وحرسها وأعلى شأنها ، اللهم أحفظ لنا ديننا وأمننا وإيماننا، ووفق ولاة أمرنا دوما إلى كل خير، أقوياء على الحق سائرين موفقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي ــ ابو جمال
الرياض في 1432/8/8هــ
محبكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي ــ ابو جمال
الرياض في 1432/8/8هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق