اليتيم هو من فقد والديه أو احدهما، وهو دون سن البلوغ، قال تعالى ( الم يجدك يتيما فأوى) فالرسول صلى الله عليه وسلم فقد والديه وهو دون سن السادسة من عمره ، وهناك تعريف آخر فيقال إن اليتم بمعنى الانفراد، فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم ، وأما من فقد أمه فيقال له منقطع ، أما من فقدهما معا فهو لطيم ، فهناك فرق بين هذه الألفاظ ، فاليتيم اخف من لفظ المنقطع ، واليتيم أو المنقطع اخف من اللطيم، فاليتم كما عرفنا هو الانفراد ، والانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة، فمن فقد أمه أكثر واشد بؤسا ممن فقد أباه، فدور الأم في حياة الأبناء يفوق دور الأب بكثير، فتنفرد بالحضانة والرعاية والحنان ، يتضح بجلاء في قوله صلى الله عليه وسلم (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك)، أما اللطم فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وهو تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجرح ، نتيجة فقد الأم والأب معا، وهذه أعظم حالة من اليتم والانقطاع، لأنه يشملهما معا.
وكما هو في الغالب المشاهد، أن من فقد أمه يكون أكثر تعرضا للضياع ، لان معظم الآباء ينشغلون عن أبنائهم، أما بأمورهم الحياتية، أو لانشغاله بزوجة بديلة، فيكون الضحية في الغالب الأبناء ، ومعظمهم يضيع ويتحطم ويفشل ، وأما إذا فقد الأب مع وجود الأم الواعية الحازمة، فهي تحفظهم وتحدب عليهم وتحضنهم، وتعوضهم بحنانها ورعايتها ومراعاتها فقدهم لأبيهم ، مما يكون في الغالب سببا في أن يخرج أبنائها رجالا يعتمد عليهم، ناجحون مبرزون ، بل إن اليتم قد يكون محفزا قويا لمعظم هولاء في التغلب على معوقات الحياة، وتجاوز الأزمات، مع ما يتخلل حياتهم مع أمهم في تلك الفترة من تعب ومشقة وجلد وصبر ومعاناة، ولكن نتائجها في العادة تكون مبهرة وقوية. قال صلى الله عليه وسلم (أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة، وأومأ (الراوي) بإصبعيه الوسطى والسبابة، امرأة آمت زوجها، ذات منصب وجمال، حبست نفسها على يتاماها، حتى بانوا أو ماتوا) السفعة هي: اثر تغير لون البشرة من المشقة ، فهذا دليل على عظم اجر الأم التي مات عنها زوجها، وحفظت أبنائها ونذرت حياتها لهم، حفظتهم وربتهم حتى كبروا وغدوا رجالا ، فليس لها جزاء إلا رفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وهل هناك أعظم واجل من ذلك . هذه المقدمة عن اليتم، وعن دور الأم الرؤوم في التربية والتضحية، نجدها ماثلة بكل صورها ومعانيها في سيرة شخصيتنا ،فهو يعبر عن ذلك بقوله: الطفولة السعيدة من أجمل مراحل العمر في حياة الإنسان، وقد يحول الفقر أو المرض أو اليتم دون هذه السعادة ، فبعد وفاة والدي (رحمه الله) عشت طفولة صعبة خالية من المرح والمتعة في معظم الأحيان ، ولا أنسى والدتي التي بذلت جهودا كبيرة في سبيل إسعادي أنا وإخواني الأصغر مني،وتحملت كل الظروف ، وبذلت كل الجهود في سبيل توفير ما نحتاج إليه، وحافظت علينا من التشرد والضياع الذي كان سيحل بنا لولا الله ثم بقائها ترعانا وتحافظ علينا. ما أجمل الوفاء لأهل الوفاء، وهل أعظم من الوفاء للام التي تحملت وبذلت وصبرت وصابرت حتى غدى أطفالها رجالا ناجحون، لهم مكانتهم ومراكزهم المرموقة، وصاحب سيرتنا اكبر هولاء الأيتام، وأعظم صفاته وفي المقدمة منها الوفاء، وهو نموذجا ومثالا ناصعا للرجل المكتمل الذي أُحسن إعداده وبنيانه حتى نجح وأصبح عضوا ايجابيا في مجتمعه وما زال إلى اليوم انه : العقيد ركن هادي بن سليمان بن قاسم بن سلمان بن حسن بن قاسم بن متعب الداثري الفيفي. ![]() فوالده (سليمان بن قاسم) كان شيخ قبيلة آل الداثر (رحمه الله) ، تزوج في أواخر حياته من الفاضلة مشنية بنت قاسم بن يحيى العبدلي (حفظها الله وختم لها بالصالحات) ورزقا بثلاثة أبناء ، ثم توفي عنها في حوالي عام 1382هـ ، فنذرت نفسها لهولاء الصبية الأيتام ، ترعاهم وتحدب عليهم، فوفقها الله حيث أخرجت منهم رجالا بمعنى الكلمة ، لهم مكانتهم وأدوارهم البارزة ( حفظها الله ووفقها وكتب ذلك في موازين حسناتها) فهي من تولت تربيته وإخوانه الصغار بعد ما مات والدهم، نذرت نفسها لهذه المهمة العظيمة، فنجحت بكل جدارة واقتدار ، ولكنها ولا شك ضحت في سبيل ذلك بالكثير من شبابها وراحتها حتى رأتهم رجالا يطاول بهم الثرياء، وفي مقدمة جيلهم إن لم يكونوا الأفضل من كثير ممن كانوا بين أبويهم، ولم يصابوا بشيء من الفقد واليتم ، نسال الله سبحانه وتعالى أن لا يحرمها ثواب ما قدمت وضحت ، وان يجزيها الأجر والمثوبة والرحمة والمغفرة، وان يبعثها في الآخرة في معية رسوله صلى عليه وسلم . ولد هادي في بيت المثابة الواقع في أعلى جبل فيفاء، المطل من أعلى قمة السماع ، وذلك في حوالي عام 1375هـ ، وقد مات والده وهو دون السابعة من عمره . معاناة اليتم: لو نتعرف على ما عانت الأم وهو الأكثر ، وما عانوه جميعهم في تلك الفترة بعد موت الأب، لكي نعرف أولا قدر التضحية التي بذلتها هذه الأم في سبيل تربية هولاء الأبناء، الذين نراهم اليوم وقد تسنموا أعلى الدرجات وارفعها ، في وقت قاس وصعب وشديد، ولكنها فعلا تحملت وصبرت وصابرت، فلنسمع لطرف من هذه الحكاية ، من صاحب سيرتنا بأسلوبه الصادق المعبر، لكونه يتكلم عن واقع عايشه فيقول: يبقى الفضل الأكبر بعد الله لوالدتي ، فقد بقيت بجانبنا بعد وفاة والدي، وتحملت كل الظروف، وبذلت كل الجهود، في سبيل توفير ما نحتاجه، وحافظت علينا من التشرد والضياع، الذي كان سيحل بنا لولا الله ثم بقائها ترعانا وتحافظ علينا ، رغم أنها كانت في حينها في مقتبل العمر، وطلب يدها أناس كثيرون لهم وزنهم الاجتماعي، ولكنها ضحت وصبرت وتحملت ، وكانت حريصة على دراستنا ومهتمة بنظافتنا المدرسية من ثياب وحلاقة وغيرها، وتزودنا بالكثير من النصائح في الأدب والأخلاق والصبر ، وكيفية التعامل مع الآخرين ، وتحثنا على الاهتمام بمستقبلنا، وان نعتمد على أنفسنا لا على الآخرين ، جزاها الله كل خير وعظم لها الأجر والمثوبة ، واقر عينها بهم وبأبنائهم . أما ما عاناه هو في هذه السن وهو اكبر إخوانه، وقد أدرك لمحات من حياة والده، لذلك كان أكثرهم تأثرا، لتمييزه لعظم هذه الفاجعة، وإحساسه بالتغيير الكبير الذي أصابهم بعد فقد أبيهم ، واصطدامه باختلاف تعامل كثير ممن حولهم بعد تلك الفاجعة ،فيقول : إذا ما رأس أهل البيت ولى ### بدا لهم من الناس الجفاء فقد كان أبي مقدرا وذو شأن كبير بين الناس، بصفته الشخصية ولكونه شيخ القبيلة ، وكان ينالني من ذلك التقدير الشيء الكثير، رغم صغر سني ولكني كنت استشعر الكثير من ذلك، ولكن بعد وفاته تغير كل شيء وأحسست بهذا الاختلاف ، وان لم استوعبه تماما إلا بعد أن كبرت قليلا، فالذين كانوا يصافحونني ويبتسمون في وجهي، ويقدمون لي أحيانا بعض المال البسيط (هدايا)، عندما أكون برفقته أو لوحدي أحيانا، أصبح معظمهم بعد موته وكأنهم لا يعرفونني عندما يقابلوني، فكان لذلك أسوأ الأثر في نفسي ، حتى انه لم يبقى احد ينظر إلي بأكثر من نظرة الازدراء والاستضعاف، وربما العطف والشفقة من بعض الناس الطيبين ، بالطبع لا أعمم هذا الحكم ولكنه الغالب، ولا يشمل هذا الحكم إخواني الكبار ، وان كان الأكبران منهما يعملان خارج المنطقة وبعيدان عنا، ولكنهما لا يتركان تفاقد وضعنا، ولا يقصران في شيء من شاننا ، وأما أخينا الموجود في فيفاء (مفرح) فكان نعم الأخ الودود الرحيم ، وان أنسى لا أنسى من الناس، الذي اذكره دوما بكل التقدير والإجلال والاحترام، والدعاء الصادق بان يعظم له الأجر والمثوبة ، الأخ الفاضل الشيخ محمد بن حسن حسين (رحمه الله وغفر له)، فقد كان يقدرني حق التقدير، ويرفع من معنوياتي في كل حين ، مما لم أجده في غيره من الناس ، حتى انه في جميع مناسباته الاجتماعية وما أكثرها، يدعوني أنا وأخوتي دعوة خاصة ، فنجد أنفسنا، ونحس بمكانتنا وقيمتنا، رحمه الله وأثابه، واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. تعليمه : لم يدخل المدرسة إلا بعد أن كبر قليلا،حيث لم يدخلها في بداية سن الدراسة النظامي ، بل تركته أمه إلى أن كبر أخوه محمد، ليذهبا سويا إلى المدرسة الابتدائية بالنفيعة، وذلك في بداية العام الدراسي 1385/1386هـ لكي تطمئنا عليهما، وليراعي بعضهما بعضا ، وقد عايش في هذه المدرسة ومن خلالها الكثير من الحكايات المتعددة والمعاناة القوية ومن ذلك ما يورده في قوله : كانت المدرسة آنذاك خوفا ورهبة،بسبب تعامل بعض المعلمين، ومعظمهم من الجنسية الفلسطينية، فيلاحظ أن كثير منهم كانوا ينظرون إلى الطلبة نظرة دونية، ويتعاملون مع الطلاب تعاملا قاسيا وعنيفا، وخاليا من الرحمة والتربية السليمة ، وليسوا كلهم ولكن الأغلب فيهم ، ومما أذكره كشواهد، انه وفي الصف الأول الابتدائي، لم يكن لدى أخي (محمد) قلم مرسم (رصاص)، مما جعل المعلم يضربه حتى بكى من ألم الضرب المبرح ، وجعلني وأنا أشاهد ما حل به أشاركه البكاء تأثرا وشفقة وغيضا ،فالمعلم لم يرحم صغر سنه ووضعه الاجتماعي كيتيم، وفي حادثة أخرى في الصف الثاني أو الثالث، في مادة الرياضيات (الحساب)، وكان المعلم متعنتا مزاجيا يمارس السادية، وعلى ما يبدو انه يعاني من حالة نفسية، فأدخلني في تحد كبير ليمارس من خلاله عنجهيته وظلمه على هذا الطفل الضعيف، حيث طلب مني أن أعد على غير المألوف ، من المائة إلى الواحد عدا تنازليا، وإياي أن أخطئ أو أتردد، ومع أول غلطة مني وهو أمر متوقع ، إلا وفاجأني بصفعة قوية على وجهي، وكأنه قد أطمأن إلى انه لن يحاسبه احد على هذا التجاوز، فالطالب وكما تعودوا منهم لا يجرؤ احدهم على الشكوى، لاحترامهم الزائد للمعلم، ويعرفون مدى تقدير الناس في هذا المجتمع للمعلم، لدرجة انه لا يسال ولا يحاسب عما فعل ولم فعل، مهما كان هذا الفعل خاطئا وقاسيا، ولكنه وقد علم بالصدفة الرجل الشهم (محمد بن حسن يحيى السنحاني) رحمه الله، بهذه الواقعة وهذا التجاوز غير المبرر ، لم يسكت وبادر إلى تعنيف المعلم على سوء فعلته وتعديه ، بل وحرر ضده شكوى في مركز الأمارة ، ولكن المعلم لم يستمر كثيرا بعد ذلك،حيث سلط الله عليه لظلمه وجوره من ظلمه وقهره لسبب آخر، حيث احتد بينه وبين احد زملائه المعلمين خصام شديد ، تطور إلى عراك بالأيدي بينهما، أصابه هذا المعلم بحجر شج به رأسه مما أفقده الذاكرة ، وجعل الجهات الأمنية تتدخل بينهما، وصدر قرار بإنهاء عقديهما وإبعادهما عن المملكة. كانت حياته في تلك الفترة منصبة فقط على اهتمامه بدروسه والتفوق في مدرسته ، ولا يوجد لديه ما يشغله أو يلهيه عن ذلك ، لطبيعته الهادئة، ولكون وسائل اللعب واللهو والترفيه قليلة ، إن لم تكن معدومة بالكلية ، ويتحدث عن ذلك في قوله: لقد كانت وسائل الترفيه شبه معدومة، عدى بعض الألعاب الشعبية البسيطة (كالمزاقرة) ، ثم توفرت بعد ذلك بعض كرات اللعب الصغيرة ، ولكنه كان محروما من كثير منها لقلة ذات اليد، لذلك كانت وسائل اللعب بسيطة وبدائية، وكانت هي السائدة في تلك الفترة، ولعله كان خيرا لهم، فوقته مقسم بين المدرسة والبيت، فأول النهار يقضيه في المدرسة ، وفي آخره من بعد العصر يقضيه في اللعب البسيط والتنزه حول منزلهم ، وما أن تدنو الشمس من المغيب حتى يعود مسرعا إلى البيت، فيستذكر ويحل ما عليه من واجبات ، ثم يأوي إلى النوم مبكرا من بعد العشاء مباشرة، حيث لا يوجد ما يوجب السهر الطويل ، وحتى انه لا تتوفر الإضاءة الجيدة ، بل إن الكروسين (القاز) الخاص لإشعال السرج قليل حينها ونادر الوجود ، مما يوجب الاقتصاد في استخدامه . ومع ذلك مضت السنين رغم المعاناة، وقد يتخللها الكثير من الصفاء والسعادة، والذكريات الحلوة الجميلة، التي تتمخض عادة من رحم المعاناة ، ومن هذه الأشياء الحلوة التي لا ينساها، ما كان يحضره له أخوه الأكبر قاسم (حفظه الله ومتعه بالصحة) إذا ما قدم في الإجازات السنوية ، من الهدايا والأشياء الحلوة (حقائب مدرسية وأقلام ودفاتر وساعات) له ولإخوانه ، التي تسعدهم وتفرحهم كثيرا. لقد أكمل دراسته في هذه المدرسة إلى أن تخرج من الصف السادس الابتدائي، في نهاية العام الدراسي 1390/1391هـ، ولما لم تكن هناك مرحلة دراسية بعد هذه المرحلة في فيفاء، مما اضطره إلى السفر خارج فيفاء لأول مرة بعيدا عن أمه وإخوانه ، حيث سافر إلى مدينة خميس مشيط، حيث كان يقيم أخوه الأكبر الشيخ قاسم، الذي يعمل عسكريا حينها في القوات المسلحة (الجيش) ،وكانت هذه النقلة انتقال إلى معاناة من نوع آخر، وكان اكبر المعاناة هو في فراق أمه وإخوانه وابتعاده عنهم لأول مرة ، وهو في سن ما زال صغيرا عن احتمال مثل ذلك ، ولكن لا بد مما ليس منه بد ،حيث يقول عن ذلك: كان أول خروج له من فيفاء للدراسة إلى مدينة خميس مشيط، وكان المسافر في ذلك الزمن يشعر بالغربة، ففيها انقطاع بالكلية ، فلم تكن هناك وسائل مواصلات ولا اتصالات ، فما بالك بمن هو في مثل سنه وظروفه، ورغم أن المسافة بالكيلوات قليلة لا تتجاوز (270) كم ، ولكن الطريق في معظمه وعر ترابي ، وفي أول رحلة سفر له حينها ، كانت وسيلة الركوب سيارة شحن (مرسدس) ، لأنها الوحيدة التي تستطيع السير في تلك الطرق الصعبة، وزاد من قتامة الموقف أن كان التحرك في بداية هذه الرحلة من مدينة صبيا بعد الساعة العاشرة ليلا، تتهادى بهم السيارة ببطء في ليل دامس يبعث في النفس الهم والكدر، ويسيرون في تموجات ومطبات لا تنتهي ولا ترحم، وهو لا يدري أين الاتجاهات ولا يرى إلا ما تكشفه أضواء السيارة أمامها ، فهو في خوف ووجل من ما هو فيه، مما ضاعف أحاسيس الألم النفسي من فراق أمه وإخوانه، وشعوره بالإحباط والتوجس من القادم ، لم يستطيع الراحة والطريق طويل وشاق ، وكأنه ليس له نهاية ، فإذا ما أشرقت شمس اليوم التالي إلا وهو في عالم آخر مختلف لم يألف له مثيلا ، أودية وجبال جرداء تحيط بهم من كل جانب ، وعقاب صعبة مخيفة ، ويمضي على هذا المنوال والشمس ترتفع قليلا قليلا ، وفي مفاجئة لم يتوقعها إذا هم أمام منظر يخلب الألباب، تتبدا فيه مدينة ابها مشرقة فاتحة ذراعيها لهم ، أنستهم كل تعب وكدر ، ويمر الركب في ذلك الإبهار والجمال الساحر، مواصلا سيره إلى مدينة الخميس التي لا تبعد كثيرا. بدد أخيه بحسن تلطفه وكريم استقباله ، كل توجس كان قد خامره ، وأزال عنه كل ما قد علق في نفسه من مخاوف الغربة وفراق الأم والمرابع، وهيئ له سكن مستقل في منزله، وتم قبوله بالمتوسطة الأولى بالخميس، فاطمأنت نفسه وارتاح باله، وما أسرع ما تأقلم مع حياته الجديدة، ومدرسته ومع زملائه، ومضت به تلك السنة الأولى، بأمن وسلام وراحة بال ، واقبل على دراسته بكل همة واجتهاد، وقد لاحظ الاختلاف الكبير في التدريس هنا عما كان قد ألفه، والتعامل الراقي للطلاب عما كان يعامل به الطلاب في مدرسته السابقة ،فيقول في هذا الجانب (كانت بعض هذه المدارس في بيوت عادية ، ولكن كان مستوى التعليم مرتفع فيها ، من حيث الاهتمام بإيصال المعلومة، والتأكد من قبل المعلم أن الطالب قد استوعب ما درس ، وكان التركيز فيها على الكيف لا على الكم ). مع نهاية السنة الدراسية الأولى، التي اجتازها بحمد الله وتوفيقه بنجاح ، ومع عودته بعد نهاية العطلة الصيفية، التي قضاها منشرح النفس والخاطر مع والدته وإخوانه وأهله، مما أنساه كل الم الفراق والغربة طوال تلك السنة ، ولكن والخوف والتوجس من لكن ، كان مع نهاية العطلة الصيفية والعودة إلى الخميس لاستئناف عامه الدراسي الجديد، حيث تفاجأ أن أخاه قد انتقل عمله من الخميس ، دون سابق إنذار كطبيعة العمل العسكري ، وهنا ابتدأت له معاناة من جانب آخر لم تكن في الحسبان ، حتى أنها كادت أن تقضي على مستقبله الدراسي، لولا انه كان محصنا بقوة الصبر والتحمل بعد حفظ الله له وتوفيقه ، فلنستمع إلى شيء من هذه الحكاية حيث يقول : مع نهاية العام الدراسي ، نقل أخي إلى شرورة ، ولكن من لطف الله أن قدم في نفس الفترة صهره منقولا إلى الخميس،حيث يعمل هو الآخر عسكريا في الجيش ، فسكن محله في نفس البيت بعد أن تركه له بأثاثه، ولما كانت زوجته أخت لي من الرضاع، فقد أقمت معهما ولم اشعر بشيء كبير من التغير، ولكن لم تمضي فترة وجيزة من بداية العام الدراسي، إلا وحصلت له ظروف قاهرة جعلته يغادر المنطقة، ويترك العمل العسكري بالكلية، مما أوقعني في مشكلة عويصة لم أجد لها حلا،ولم ادري كيف أتصرف ، لقلة خبرتي وصغر سني على أن أحسن التصرف وتدبير الأمور في مثل هذا الوضع، زيادة على قلة ذات اليد، فبقيت في البيت وحدي ، حيث تركه بكامل أثاثه ، ثم كان قد حان موعد سداد الإيجار ، فلا ادري كيف أتدبر أمري ولمن الجأ، وماذا افعل وكيف أتصرف، فكنت اذهب في أول النهار إلى المدرسة، وبعد نهاية الدراسة أعود إلى البيت، فأغلق على نفسي الباب، ولا اخرج إلا في اليوم التالي، وكان مالك الدار يتردد على البيت ، فيطرق الباب باحثا عن المستأجر ليسدده الأجرة، فألوذ بالصمت ولا أجيبه، لا ادري ما العمل ، بقيت على تلك الحال فترة إلى أن بلغ الخبر أخي الكبير في شرورة، فنسق مع احد الأخوة ممن يسكن في الخميس ، حيث حضر وأخلى البيت ، وسدد الأجرة ونقل الأثاث إلى منزله ، وأسكنني معه في بيته ، ولما كان في تلك الفترة في دورة عسكرية ، ولم يكن يستطيع الخروج منها إلا في يوم الجمعة فقط، فقد كلفني بان أقوم بجلب ما يحتاج إليه أهله وأبنائه من السوق وغيره ، ولكنني كنت غير مرتاح لشعوري باني عبء عليه ، وزاد هذا الشعور لما انتهى من تلك الدورة وعاد إلى وضعه الطبيعي، يستطيع الخروج إلى منزله كل يوم بعد نهاية الدوام ، فكنت اشعر بالحرج في البقاء لدية، مع انه جزاه الله خير لم يبدي شيء مما يوحي باستثقال بقاء لديه ، فكنت ابحث وأفكر في الحلول المناسبة، وفي كل مرة تقف أمامي إمكانياتي المحدودة وخبرتي القليلة، فأقف حائرا لا ادري ما افعل ، وفي أثناء هذا الهموم التي تجتاحني، قابلت أخا عزيزا وفقه الله وأسعده (إبراهيم بن اسعد الابياتي ـ صاحب بطحان) فلما أطلعته على وضعي، اقترح علي إذا ارغب أن اسكن معه وبعض أصحابه ، من أبناء فيفاء الذين يعملون في بعض الشركات، ممن انقطعت بهم السبل ، والحياة المعيشية الصعبة في تلك الفترة في فيفاء، لانقطاع الأمطار وتدهور الزراعة بسبب ذلك، مما تعارفوا على تسميته فيما بعد (بسنة الهربة) ، فكانوا يعملون في الشركة التي تقوم على تنفيذ مشروع القاعدة الجوية ، ودوامهم فيها يبدأ من بعد صلاة الفجر مباشرة إلى غروب الشمس. لا تسال عن فرحتي بهذا العرض، الذي جاء في وقته المناسب ، فانتقلت مباشرة للسكن معهم ، في شبه منزل يقع في حي الهميلة، وأقول شبه منزل ؛ لأنه عبارة عن بيت من الطين، لا يوجد به إلا غرفة واحدة، وفناء داخلي صغير، وملحقات بسيطة، وليس به كهرباء ولا تمديدات للماء ، والاضائة الوحيدة في الليل سراج واحد، يشعلونه حتى يفرغون من عشائهم، ثم يطفئونه ليخلد الجميع إلى نوم عميق، بعد يوم شاق ومتعب، وليتهيئوا من صلاة الفجر ليوم آخر مجهد . فلا تسال عن حالي وعن وضعي ، ولكن هذا هو المتيسر والممكن ولا هناك خيار أفضل منه ، لذا كنت أبقى طوال وقتي في احد الممرات في هذا البيت ، حيث لا مكان لي في غرفتهم الصغيرة، ولان برنامجي مختلف عن برنامجهم، لذلك أقلمت نفسي مع هذا الوضع ورضيت به ، فكنت مع شروق الشمس أتهيأ للمدرسة ، وانطلق سيرا على الأقدام في الذهاب والعودة، مكبا على دراستي لا اشكوا إلا إلى الله سبحانه وتعالى، وان لم تكن هذه المعاناة غريبة علي، فقد مررت بأكثر منها في طفولتي، ولكن بحمد الله لا بد من الوصول إلى النهاية، فقد انتهى العام الدراسي ونجحت بتفوق والحمد لله، وجاء الفرج بعدها من عند الله سبحانه وتعالى، ففي بداية السنة الدراسية الجديدة، كان أخي قد انتقل عمله من شرورة إلى مدينة الرياض ، فلما استقر بها الوضع طلب مني الانتقال إليه، وفعلا بادرت بالانتقال الى مدينة الرياض، وسكنت في منزله (حفظه الله)، والتحقت بالمتوسطة الثانية بالرياض. لنقف معه والدروس التي استفادها من تجربته السابقة في مدينة الخميس، حيث لا يكاد يخرج من تجربة مهما كانت قاسية، إلا بدروس مستفادة، وكأنها تهيؤه لمستقبل جاد ينتظره، فمن هذه الدروس كما يذكر ، والتي لو مرت بغيره لكانت كفيلة بتحطيمه ، أو لأفقدته التركيز في دراسته، ولبددت كل آماله وأحلامه ، ولكنه خرج منها أكثر قوة وأكثر صلابة ، ويلخص هذه الفوائد في التالي : • التعود على الصبر والاعتماد على النفس. • صقل شخصية الإنسان وتهذيبها. • التعامل مع أصناف عدة من الناس (ففيهم الصادق وفيهم المرائي وفيهم أصحاب المواقف النبيلة). مع بداية العام الدراسي الجديد في مدينة الرياض ، عادت إليه الآمال والإحساس بالتفاؤل ، وشعر مرة أخرى بالراحة والطمأنينة تعود إلى نفسه ، لذلك اقبل على دراسته في الصف الثالث المتوسط في مدرسته الجديدة، وكما قد وطن نفسه على تقبل الأمور كما هي، والتأقلم مع الظروف مهما كانت ، فلم يمضي طويل وقت حتى ألف مدرسته ، وتعرف على زملائه وطبيعة الحياة الجديدة ، وسارت به الأمور على خير وجه ، وما أسرع ما انقضى العام الدراسي، الذي تحصل في نهايته على شهادة الكفاءة المتوسطة. كان في هذه المرحلة قد ناهز سن البلوغ، ونضج عقله واكتمل إدراكه، وفهم طبيعة الحياة وحدد ما يناسبه، ويتوافق مع طبيعة نفسه ، واكتسب الخبرة والثقة بها ، لذلك اختار بعد أن استشار أخاه في الالتحاق بالثانوية العسكرية في مدينة الخرج، وكانت عبارة عن مدرسة داخلية، توفر لطلابها السكن والإعاشة، ولا تختلف كثيرا عن المدارس الثانوية الأخرى، إلا أنها تزيد عليها بوجود نوع من الانضباط العسكري داخلها، لكونها تؤهل خريجيها ليكونوا نواة للكليات العسكرية، وأما مقرراتها ونظامها فهي تتبع نظام وزارة المعارف ، وإداريا تتبع وزارة الدفاع ، فأيده أخوه على حسن اختياره، وأشعره بأنه أدرى بما يناسبه، وما تميل إليه نفسه ، ومع ذلك مخضه النصيحة، وأوضح له أن الحياة العسكرية حياة صعبة، على من لم يوطن نفسه على الجدية والالتزام ؛ لأنها حياة جادة وتتطلب السمع والطاعة المطلقة . تم قبوله في هذه الثانوية، والتحق بها مرتاحا مطمئنا يرى مستقبله بكل وضوح ماثل أمامه ، فمضت به السنين ، سنة بعد أخرى ، حتى تخرج في السنة الثالثة من القسم العلمي ، وزاد انشراحه وارتفعت معنوياته ، وهو يبادر بالالتحاق بكلية الملك عبد العزيز الحربية، ومقرها الرياض ، وكان قد تمرس بالحياة العسكرية ، مع ما يتمتع به من جلد وصبر وطموح ، فترقى في مستوياتها حتى تخرج منها حاصلا على البكالوريوس في العلوم العسكرية، ورتبة ملازم في الجيش في 15/7/1400هـ . وأثناء دراسته في هذه الكلية، حصل على دورة في القفز المظلي، من مدرسة المظلات بتبوك، وكذلك بعد تخرجه، وأثناء ممارسته الأعمال العسكرية التي انيطت به، لم يدع أي فرصة تتاح له في سبيل أن يتعلم أو ينال معرفة وعلما إلا وبادر إليها، سواء كان في تخصصه أو في غيره ، حيث حظي بالكثير من هذه الدورات العلمية والعسكرية ومنها: 1. دورة إشارة تأسيسية من سلاح الإشارة بالطائف. 2. دورة متقدمة في الإشارة من الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1405 و1406هـ. 3. دورة في اللغة الانجليزية بمركز ومدرسة سلاح الإشارة بالطائف. 4. ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة بالرياض. الحياة العملية: بعد تخرجه مباشرة في 15/7/1400هـ عين في سلاح الإشارة (اتصالات الجيش) في مدرسة سلاح الإشارة بالطائف ، ضابط معلم بجناح المعدات الخطية ، وبقي في هذا العمل لمدة عام كامل . تم نقله بعدها إلى لواء الملك خالد الرابع المدرع بخميس مشيط ، سرية إشارة اللواء ، قائدا لفصيل التموين والصيانة بالسرية. وبعد فترة تم نقله إلى فصيل الخطوط، قائدا للفصيل في نفس السرية، وقد أمضى في هذه الوحدة سبع سنوات ونصف ، تخللها حصوله على دورة متقدمة في الإشارة، من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أثناء عمله في هذه السرية قام بعمل قائد السرية بالنيابة في بعض الفترات ، وحصل في هذه الأثناء على رتبة نقيب. في تاريخ 1/8/1408هـ نقل إلى مدينة نجران قائدا للإشارة فيها ، وأمضى هناك خمس سنوات ونصف ، وحصل خلالها على دورة في اللغة الانجليزية بمركز ومدرسة سلاح الإشارة بالطائف. نقل في عام 1414هـ إلى مدينة الطائف، حيث عين قائدا لجناح المعلومات بمركز ومدرسة سلاح الإشارة فيها ، وأمضى فيها أربع سنوات ، حصل خلالها على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة بمدينة الرياض. نقل في عام 1418هـ إلى مدينة تبوك في لواء الملك فهد الثامن ، قائدا لسرية إشارة اللواء ، ولكنه لم يمكث فيها إلا شهرا،حيث نقل اللواء بكامله إلى مدينة شرورة، وبعد مضي عام على عمله هذا في شرورة نقل قائدا لإشارة قوة شرورة ، وأمضى فيها سنتين. تم نقله في عام 1421هـ، مساعدا لمدير الإشارة بالمنطقة الجنوبية في خميس مشيط ، وأمضى بها ست سنوات ، حتى أحيل على التقاعد في تاريخ 15/7/1426هـ وهو برتبة عقيد ركن. أطال الله عمره، وختم بالصالحات أعماله، فحياته كلها عمل وإخلاص وكفاح وصبر وجلد ، وهكذا هي الحياة العسكرية، ليس فيها استقرار ولا راحة، بل سمع وطاعة في كل ما يصدر من ولاة الأمر ، فالتنقل بين فترة وأخرى ، من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة، مع ما فيه من التعب والإرهاق له ولكل أفراد أسرته، فالعسكري وبالذات الضابط، يجب أن يكون دوما على أهبة الاستعداد متى ما طلب منه ذلك، فلا يتأخر عن الاستجابة لداعي واجب العمل دون تأخر أو تذمر أو نقاش. لقد تحصل أثناء هذه المسيرة الطويلة والمشرفة ،على العديد من شهادات التقدير، ومن النياشين والأوسمة ومن ذلك : • وسام الخدمة عن الفترة الأولى. • وسام الخدمة عن الفترة الثانية. • وسام حرب الكويت. الحالة الاجتماعية: متزوج من الفاضلة سارة بنت طاحوس السبيعي ولهما من الأبناء أربعة ولدان وبنتان : 1. عيسى يعمل عسكريا في القوات المسلحة في الخميس. 2. محمد خريج كلية التقنية ويعمل في شركة الراجحي المصرفية فرع محافظة العارضة. 3. فاطمة أم عمر لديها الشهادة الثانوية، متزوجة وربة بيت . 4. أحلام أم محمد شهادة البكالوريوس، متزوجة وربة بيت . بارك الله فيهم ونفع بهم ، وبارك الله في صاحب السيرة وأجزل له المثوبة والجزاء ، وحفظ والدته وختم لها بالصالحات وأعظم لها الأجر والمثوبة. قبل الختام: نقدم لكم بعض الهدايا من روائعه الابداعيه، فهو شاعر متمكن في الشعر الشعبي، وبالذات العاطفي منه وفيما يلي نماذج بسيطة منها، نختم بها سيرته ونعوض بها ما ورد في المقدمة من معانات وصعوبات: ومنها تحت عنوان فيفاء : فيفاء يا جنة الفردوس فيها الجو رايق ## والجبال الشواهق كلها للفن لوحات والقمم للسحاب العابرة دايم تعانق ## والمطر فوقها والسيل له فيها مسارات والزهور الجميلة ريحها في الجو عابق ## بين ذيك الحدائق هب نسناسه بنسمات والتطور وصل ولا يعوقه أي عايق ## له علامات مشهودة وللتحديث بصمات طورتها بالإخلاص في كل المرافق ## باهتمام من الدولة وتوجيه القيادات الثانية : هام قلبي بوديانك في سفوحك وفي القمة ## يا ربا فيفاء الطاهر أنت في الأرض كالدره أو كما البدر في العالي تشرق الأرض من نوره فاقت الوصف أوصافك في علوك وفي الهمة ## ثم في حسنك الباهر في جماله وفي سحره يعجز الواصف الماهر لو تفنن في تصويره يذكرك كل من شافك كل ما هبة النسمه ## كم تغنى بك الشاعر في مقيله وفي السهره ينتظر طيفك العابر قد ملك كل تفكيره كيف وأنت القمر جارك وانت من دونك النجمه ## وأنت من فوقهم ظاهر يا جبل قد علا قدره هذه حكمة الباري في الخلايق وتدبيره الطرق تربط أطرافك والهواتف لها نغمه ## وأنت في عصرنا الحاضر يشملك كل تطويره حكمة القايد الباني واهتمامه وتقديره الثالثة : من بديع المناظر ينشرح كل خاطر ## والمصيّف يجد فيفاء الهناء والسعاده تستثير المشاعر كم خطر لي خواطر ## كل من جاء وزارك ينسى حتى بلاده الهمت كل شاعر جوها جو ساحر ## تشفي النفس من كل الهموم العنيده من يحبك يجاهر بعد ما كان صابر ## يعذره من قضى فيك الليالي السعيده بعد بث مباشر كل مغرم يسافر ## بعد ما شاف حسنك في القناة الجديده مر بي طيف عابر قلت ابشر وحاضر ## ما طلبته نلبي لك على ما تريده قال لي جو ماطر في الجبال السواحر ## لا تفوتك زيارتها ولا هي بعيده ومن شعره الغزلي الجميل: له سلامي عدد ما لاح برق الشمال ## والتحية عدد نسمات ورد الجنوب يا رسول المحبة قم وشد الرحال ## قم وبلغ رسالة قبل وقت الغروب قبل ما يختلط نوره بنور الهلال ## حيث نوره عن البدر الحقيقي ينوب وانتبه لا يصيبك في مقامه ذهول ## في حضوره وقدامه تذوب القلوب يا قمر هل ترى غزوك علينا محال ## خفت من عاصفة ولا يهب الهبوب قال حاول وجرب إن حصل لك مجال ## وانتبه لا تبيح السر عند الكذوب شف وصالي على غيرك بعيد المنال ## له صعوبات فيها مثل خوض الحروب الثانية: الشباب الذي عانى متى يحسم خياره ## أو يضع في اعتباره لا أمل يلقى مراعين كم من الناس له غزلان يحبسها بداره ## مقصده بالتجارة ما سمع صوت المنادين تنظر العين لكن كل نجم في مداره ## ما تفيد الشطارة به رجوم (ن) للشياطين والحدائق بمنظرها تشدك للزيارة ## والعنب والبخاره تسلب اللباب المساكين العمر يا زهور الفل لا يمضي خسارة ## لا يعدي قطاره ما معك يا زهر عمرين صح لسانه ونقف عند هذا الحد ..... فهذه شخصية فذة، وقصة واقعية، من قصص العزيمة والمثابرة، والجد والاجتهاد ، نال بفضل الله ثم بصبره وجلده، أعلى المراتب وأعلى الرتب ، قدوة بيننا لأجيالنا، يتعلمون منها الكثير من الدروس والعبر، حفظه الله وأدام توفيقه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبد الله بن علي قاسم الفيفي ــ أبو جمال
الرياض في 26/1/1434هـ |
الاثنين، 8 أبريل 2013
العقيد ركن هادي بن سليمان قاسم الداثري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ردحذفشركة نقل عفش بالدمام
بامهر النجاريين و الفنيين في فك و تركيب العفش تقدم شركة المنزل شركة نقل عفش بالدمام بكافة اعمال نقل عفش بالدمام , تخزين اثاث بالدمام علي اعلي مستوي من افضل العمالة المدربين و اكبر المخازن و المستوردعات بافضل طرق تخزين للعفش حتي لا يصل اليه اي ضرر اثناء فترة التخزين
شركة المنزل شركة نقل عفش بالدمام تعمل علي نقل عفشك من الباب للباب باحترافية و امان
و بافضل لااسعار بالمملكة
تخزين اثاث بالدمام
http://elmnzel.com/moving-furniture-dammam/