الاثنين، 8 أبريل 2013

الشيخ سليمان بن قاسم آل طارش


الشيخ سليمان بن قاسم آل طارش

بقلم : عبد الله بن علي قاسم الفيفي ..

كلما كان الشيء قريبا منك فأنت لا تراه بوضوح، فمن الفك له، لم يعد يلفت نظرك لتقيمه على حقيقته، (فمن كثرة الامساس يقل الإحساس) واكبر دليل على ذلك أن الإنسان لا يرى نفسه على حقيقتها كما يراها الآخرون، بل يتفاجأ معظمنا إذا سمع صوته مسجلاً، أو شاهد صورته، فلا يكاد يصدق انه هذا المتحدث وان هذا الصوت هو صوته، فهل يعقل انه بهذه البشاعة التي لا تحتمل، أو أن هذه الصورة هي صورته، فيكتشف الكثير من العيوب والنواقص التي لا يتوقع اتصافه بها، ويخجل كثيرا من أسلوب كلامه ومن حركاته المعتادة .
وكذلك كلما كان الشخص قريبا منك، فلا تراه بالوضوح الذي يراه عليه الآخرون، فمهما علا فضله وخلقه وعلمه، فهو في نظرك شيء عادي، لا يرتفع قدره لديك ولا تحسن إنزاله المنزلة التي يستحقها، فمن كثر تعودك عليه ومعايشتك له، لا تحس بتميز لديه، ولا تراه كما يراه غيرك، وكما قيل (زامر الحي لا يطرب) أو كما ورد في المثل (والعود في أرضه نوع من الحطب).
فضيلة الشيخ الحبيب سليمان بن قاسم، عمي شقيق والدي، فيه الكثير والكثير مما هو جدير بان يكتب عنه ويسجل، ولكنني أجد نفسي عاجزة عن الكتابة عنه، فأخشى أن لا أوفيه حقه، فقد لا أرى فيه ما يراه غيري، ولا انظر إليه من الزاوية التي يراه بها الآخرون، لقربي الشديد منه، وتعودي وإلفي له، فلا أكاد اشعر بكثير مما هو عليه من الفضل، وأظنه أمر عادي لا يستحق الذكر ، لذلك كنت أتهرب كثيرا من الكتابة عنه، وأوجل وأسوف، مع أني كنت قد وضعته في راس القائمة لمن ارغب أن اكتب عنهم وأترجم لهم، وفي كل مرة أتراجع عجزا وخوفاً، فهو في نظري كنفسي أو أغلى، ومن الصعوبة أن يكتب الإنسان بتجرد عن نفسه،وكلما عاودت استعراض الأسماء لاختيار العلم الذي سأترجم له ،وهممت بالكتابة عنه تهيبت وأجلت، مع أن لدي الكثير من المعلومات الشخصية عنه ، وأخيراً ها أنا قد تجاسرت وسجلت عنه ما أضعه بين أيديكم في هذه العجالة ،فاستميحكم العذر إن شاب الموضوع شيء من النقص أو القصور، أو جمحت العاطفة في بعض الجوانب.
العم سليمان (حفظه الله) في نظري بحر لا أستطيع أن أفيه حقه ،فهو إنسان بكل معنى هذه الكلمة ،ودود كريم عطوف متواضع عالم فاضل تقي نقي، وعدد ما شئت من الفضائل والصفات فلن تخطئه بشيء منها، لذلك أسجل هذه العجالة، واعترف مسبقا انه قد يعتريها الخلل وقد يخالطها شيء من مبالغة المحب المعجب، فالعذر فقد كنت بين نارين كما أوضحت، إما أن اترك الحديث عنه وهذا لا يليق بي، أو أن اكتب عنه مع شيء من القصور والخلل وهذا لا يليق بحقه وحقكم، ولكن آمل في أنكم ستغضون الطرف عن الهنات والهفوات .
فهو أولا : فضيلة الشيخ الدكتور/سليمان بن قاسم بن سلمان بن جابر بن جبران بن ساتر بن احمد بن طارش بن احمد بن شريف بن حسن بن شريف من قبيلة آل الخساف .
image

ولادته ..

ولد في بيت (الرثيد) الواقع بذراع منفة، شرق الجبل الأعلى من فيفاء، في منتصف عام 1357هـ مع انه مسجل في بطاقته الشخصية انه من مواليد عام 1355هـ ،ووالده كما ورد في عمود النسب أعلاه هو قاسم بن سلمان وأما أمه فهي الفاضلة سلامة بنت سالم بن اسعد بن يزيد بن اسعد بن سليمان بن متعب بن احمد بن شريف، فالأب والأم يلتقيان في الجد احمد بن شريف رحمهم الله جميعا.
نشاء بين هذين الوالدين الكريمين وهو ثالث أخوته الباقين على قيد الحياة (علي ومفرح) حفظهما الله، حيث توفي قبلهما ولدان هما (اسعد وجابر) رحمهما الله وجعلهما ذخرا وفرطا لوالديهما، وكان في طفولته معتل الصحة لسوء الأحوال المعيشية، وانشغال الوالدان عنه في كثير من الأوقات في أداء الأعمال الحياتية الضرورية خارج البيت لفترات طويلة، فيناله من ذلك شيء من الإهمال وبعض الجوع، ونقص العناية التي لا يستغني عنها الطفل في معظم حالاته، وليس المقصود أن هناك إهمال متعمد، ولكنه ما يفرضه واقع حياة الناس في تلك الفترة الصعبة، حيث لا بد فيها من الكد والعمل الشاق المتواصل من الجميع ، فالأسرة كلها تخرج من قبل شروق الشمس الى مغيبها ، للعمل الشاق المتواصل كل فيما يخصه وما يقدر عليه، لا يعفى احد من بذل جهده مهما قل وصغر ، فهذا في المزرعة وهذا في المحتطب أو المورد أو المرعى، الكل يعمل لجلب الاحتياجات الضرورية التي لا غنى عنها ، في توفير الماء والعلف للدواب والحطب، وهذه من أسباب الابتعاد ولو لبعض الوقت عن البيت، وعن الأطفال الصغار فيلحقهم لذلك الإهمال .
لما كبر قليلا أصبح يعتمد على نفسه، ثم يشارك بقية أفراد الأسرة في أداء بعض الأعمال بما يناسب سنه وقدراته،حيث يكلف إما برعي الأغنام القليلة التي كانت الأسرة تقتنيها، للبنها أو لتسمينها للذبح أو البيع، وقد يستعان به كذلك مشاركا في بعض ما يلزم من الأعمال الموسمية في المزرعة، وقت الحرث أو البذر أو الحصاد وغيرها، وبالذات الأعمال الجماعية، وقد تعلم من خلال ملازمته لأبيه الكثير من فنون الزراعة، وكان يثني عليه كثيرا لهذه المعرفة والإتقان السريع لما يكلف به، إما عن حقيقة أو من باب التشجيع، الذي يجعله يبذل جهدا مضاعفا ، لذلك اثر فيه هذا الثناء وجعله يحرص على أن لا يفارق والده، ولكنه لما كبر والتحق بالدراسة، انشغل بها عما سواها من أعمال البيت ،حتى انه صب كل اهتمامه بها، ووجد نفسه تميل إليها، وتعلق بها اشد التعلق .
دراسته وتعليمه :
أول ما التحق بالتعليم كان عند عودة اخيه الشيخ علي بن قاسم الى فيفاء عام 1368هـ، بتكليف من فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي (رحمه الله) لتجديد افتتاح مدرسة النفيعة، التي كان قد افتتحها فضيلته (رحمه الله) عندما صعد لفيفاء عام 1363هـ، واستمرت لسنوات ثم توقفت بعد ذلك، لعدم وجود من يقوم عليها، مما جعل أمير البلدة آنذاك مبارك الدوسري (رحمه الله) وبعض مشايخ فيفاء، يطلبون من فضيلته إعادة افتتاحها ، وحينها التحق بها مجموعة كبيرة من الطلاب، كان من ضمنهم صاحبنا (سليمان) شقيق المعلم، فنال هو وبقية الطلاب الاهتمام والحرص من معلمهم، لتأهله الجيد وسابق خبرته في بيش وفي رملان، حيث قام بالتدريس فيهما لفترة، ولنشاطه وحيويته حيث كان في ريعان الشباب ، مما أضفى على هذه المدرسة الكثير من ذلك ،واستفاد منه طلابه كثيرا، ومن ضمنهم كما اشرنا أخيه ،فكان حازما شديدا معهم، لا يقبل أي تهاون أو كسل، ولا يرضى بالإهمال واللعب والتقصير، فيودب من بدر منه شيء من ذلك بالحزم والصرامة، وقد نال منه أخيه الشيء الكثير مع انه كان هادى في طبعه، ولكنه على ما يبدو أراد أن يجعله أنموذج لبقية الطلاب، وليعلموا انه لا يحابي احد حتى أخيه، فكان ذلك مدعاة للالتزام حتى سلك الأمر كما يحب ويرغب ، ولِما كان عليه من الذكاء والفطنة وسرعة الحفظ ، فقد نال الكثير من العلوم والمهارات، حيث أتقن في وقت وجيز القراءة والكتابة، وحفظ الكثير من سور القرآن الكريم، واستفاد من معلمه في المدرسة وخارجها، حيث لازمه كظله، فلا يكاد يفارقه معظم الوقت، فهو معه في المدرسة وفي البيت والطريق، وفي مجالسه الخاصة والعامة، فكان له القدوة والمثال والمعلم والموجه، انطبع ذلك على كل تصرفاته وأخلاقياته، وتعامله في كل نواحي حياته، وحسن أدبه وتعامله مع الكبير والصغير، فكان يصحبه إلى مجلس الأمير وغيره من علية المجتمع، ويشجعه على إبراز شخصيته كطالب علم، ويتعلم منه أدب الحديث ومخالطة الناس والحوار، وينبهه على تجنب ما قد ينتقده فيه الآخرون، وما لا ينبغي التخلق به من الثرثرة وقلة الأدب، فاستفاد منه الكثير، فكانا إذا انصرفا من احد المجالس أو لاحظ عليه خلل في جانب معين، نقده فيه وبين له الصحيح من الخطأ، وهكذا كانت فائدته منه مضاعفة ،ومنها ما بقي معه طوال حياته بعد ذلك حفظهما الله.
لم تستمر هذه المدرسة طويلا، فقد اضطر معلمها إلى تركها عندما استدعاه فضيلة شيخه الشيخ حافظ الحكمي (رحمه الله) إلى مدينة بيش لإكمال تحصيله العلمي، الذي رأى انه مازال بحاجة إلى استكماله ، ليقطف الثمرة الحقيقة من مشواره التعليمي، فقد بلغ الآن مستوى التأصيل الحقيقي وتثبيت المعلومات ، لكي يكون مردودها عليه أكثر نفعا وفائدة ،وعندما عاد إلى بيش لأجل ذلك ،اصطحب معه أخيه (سليمان) ليصطنعه ويشرف على تحصيله ودراسته، حيث ادخله إحدى المدارس القائمة فيها، ولكن كان لأسلوب معلمها الفظ العنيف، واستخدامه الضرب والزجر الشديد القاسي مع طلابه ، ردة فعل عنيفة كادت تنهي مشواره قبل أن يبدأ ، حيث أصابه الهلع والخوف، مع معاناة الغربة عن والديه لأول مرة ، واختلاف البيئة واللهجة التي لا يكاد يفقه كثيرا منها، مما حال بينه وبين استيعاب الكثير من الدروس ، بل جعله يكره الدراسة ويمتنع عن حضورها،ثم صارح أخيه بكل ذلك، فتفهم وضعه وأحس بمشكلته، وخشي عليه من ردة فعل قد تصرفه عن التعليم بكامله، فلم يكرهه على البقاء في هذه المدرسة، بل اخذ يرتب له بنفسه دروسا خاصة في البيت ويتابعه فيها، رغم انشغاله بدراسته الخاصة ، ولكن حرصه على أخيه جعله يضحي بالكثير من راحته ، فستفاد منه كثيرا، وتحسن وضعه وزاد تعلقه ورغبته في طلب العلم والتزود منه، فلم يمضي طويل وقت حتى زال عنه ما كان يجد من المعوقات الحسية والنفسية، وتأقلم مع البيئة الجديدة، فألحقه حينها بمدرسة غير الأولى ، فاقبل برغبة ولهفة على طلب العلم والنهل من معينه، حتى نال الكثير منه بفضل الله وتوفيقه، حتى بعد أن أصبح وحيدا عند عودة أخيه إلى فيفاء، حين تعيينه قاضيا فيها، فقد بقي في بيش يواصل دراسته وتلقيه العلم ،وكان في هذه الفترة قد لحق به مجموعة لاباس بها من أبناء فيفاء، منهم الشيخ احمد بن علي (المجني) والاستاذ حسن بن فرح وماطر سليمان الظلمي ،فتحسن الوضع واستأنس بهولاء الزملاء.
وفي تلك السنوات كان يتجه اهتمام فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي (رحمه الله) إلى مدارس صامطة، لسعيه إلى التهيئة لافتتاح المعهد العلمي فيها، الذي كان باكورة ما افتتح من المعاهد العلمية التابعة للرئاسة العامة للمعاهد العلمية والكليات (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما بعد) ، وقد ترتب على هذا التركيز الضعف في بعض المدارس في المناطق الأخرى، ومنها مدرسة أم الخشب (بيش)،حيث توقف الكثير من أنشطتها، إلا في بعض الحلقات البسيطة، لذلك انتقل من كان حريصا على مواصلة الطلب إلى مدينة صامطة، وكان (صاحبنا) من ضمنهم يرافقه كل من حسن بن فرح وماطر بن سليمان الظلمي ، وعند وصوله وزميليه إلى صامطة التحقوا مباشرة في مدرسة الشيخ القرعاوي، وكانت حينها مليئة بالطلاب الذين أتوا من أنحاء كثيرة من المملكة ومن اليمن والصومال والحبشة، وهولاء الغرباء يقدم لهم فضيلة الشيخ الطعام في وجبتي الغداء والعشاء، فيخرج الضعيف والمستحي خال الوفاض ، لا ينال كثيرا من الأكل ، حيث لم يستطيعوا مجاراة هولاء الجوعي النهمين، ولم يتعودا على مثل هذا من قبل، فمعظم هولاء لم يلتحقوا بهذه المدارس إلا من اجل ما توفره لهم من ألاكل، دون غيره ، فلاحظ فضيلة الشيخ وبعض القائمين على المدرسة ما يعانونه من هذه الناحية، لذلك لم تمضي بضعة أيام حتى وجه بنقله هو وزميله حسن بن فرح ليسكنا في منزل أمير صامطة (الشيخ حسين بن شديد رحمه الله )،ثم كثر الطلاب الوافدون من فيفاء وبني مالك وبلغازي ، ومن هولاء علي بن فرحان سلعي (رحمه الله) وفرحان بن سليمان، وتحسن وضعهم كثيرا،وكان أسلوب الدراسة لا يختلف عن المدارس الأخرى التي درسوا فيها من قبل ،فالدراسة عبارة عن حلقات، في كل حلقة معلم خاص قد يبدع في تخصص معين ،وتدرس فيها بعض المقررات في التوحيد والتجويد والفرائض، ولم تكن الدراسة منتظمة بدقائق معينة، ومقررات محددة، كما هو الشأن في المدارس النظامية الحالية ، لكنها دروس متواصلة، والمجتهد والراغب في التحصيل العلمي يحصل على فائدة كبيرة، لان المجال مفتوح أمامه للتحصيل متى ما رغب ، ويمكن للطالب أن يختار مادة معينة ليركز عليها، أو يلتحق بحلقة متخصصة عند معلم خاص، و يكون التدريس عادة بعد صلاة المغرب، أو صلاة العشاء، أو بعد صلاة الفجر، أو في الضحى حسب رغبة وظروف الدارس.
في أول عام 1374هـ قام جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) بزيارة منطقة جازان وكان من ضمن زيارته زيارة مدينة صامطة، وقام (رحمه الله) أثنائها بالافتتاح الرسمي للمعهد العلمي ، وبعد افتتاح هذا المعهد تم اللحاق المؤهلين به ،على حسب تحصيلهم العلمي السابق، وبما يناسب مستوى كل واحد منهم ،وقد تم قبول (صاحبنا) في المرحلة التمهيدية،التي تعادل في المرحلة الابتدائية الصفين الخامس والسادس، حيث قبل في السنة الثانية تمهيدي، أي ما يعادل الصف السادس الابتدائي ، ونجح في تلك السنة، وفي العام التالي 1375هـ انتقل إلى السنة الأولى متوسط، وكان من ضمن الدفعة الثانية في المعهد، واستمر في تفوقه ونجاحه سنة بعد أخرى إلى أن بلغ في عام 1378هـ السنة الأولى من المرحلة الثانوية ، فانقطع عن الدراسة بسبب زواجه، والتحاقه بالعمل الوظيفي في المحكمة الشرعية بفيفاء، وفي هذه الفترة أدركه زميلاه (علي بن فرحان وفرحان بن سليمان) الذين كان قد سبقهما، فشجعه ذلك وحفزه على العودة إلى الدراسة من جديد، بعد انقطاع دام سنتين كاملتين، فواصل دراسته بجد واهتمام ،ودخل معهما في تنافس شريف ،إلى أن تخرجوا جميعا من المعهد العلمي في العام الدراسي 1382/1383هـ .
سافر حينها مع زميليه إلى مدينة الرياض، والتحقوا في بداية العام الدراسي 1383/1384هـ في كلية العلوم الشرعية التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما بعد) حيث جد واجتهد وثابر في التحصيل ، ثم ساعده وأعانه على كثير من ذلك عندما اصطحب زوجته (أم احمد) وهو في السنة الثالثة من الكلية، حيث هيأت له الكثير من أسباب الراحة والطمأنينة ،رغم مشاق الغربة عليهما، وقلة ذات اليد التي تساعد على توفير أسباب السعادة والراحة الكاملة، لذلك فقد تفرغ للدراسة وواصل جده واجتهاده حتى تحصل على الشهادة العالية (الليسانس) في العام الدراسي 1386/1387هـ بتقدير ممتاز .
بعد تخرجه عين في سلك القضاء، على وظيفة (قاض ج) شاغرة في محكمة املج، على أن يعمل ملازما قضائيا في محكمة الرياض الكبرى لمدة عام، فباشر في المحكمة الكبرى بالرياض، وكان حينها قد افتتح المعهد العالي للقضاء في الرياض، وكانت الدراسة فيه مسائية لمدة سنتين منهجيتين ، وبعدها يقدم بحثا عبارة عن رسالة تناقش ، يمنح بموجبها درجة الماجستير، فتقدم بطلب القبول فيه، حيث تم قبوله ضمن الدفعة الثانية ، وقد أتم دراسة السنة الأولى بنجاح ،ولكن ما إن انتهى هذا العام حتى انتهت مدة الملازمة ، وصدر قرار مجلس القضاء الأعلى بتعيينه قاضيا في محكمة المندق ببلاد زهران ، فصار ملزما بمباشرة عمله الجديد ،فالتمس من رئيس القضاء الأعلى السماح له بالبقاء في الرياض لاستكمال دراسته، فرفض طلبه رفضا باتا ، قائلا إن العمل الزم من إكمال الدراسة ،ولما كانت زوجته حينها حامل في اشهرها الأخيرة ،ووضعها الصحي لا يسمح لها بالسفر معه إلى مقر عمله، ولا يمكن تركها في الرياض لوحدها ،لذا فقد اخبر الرئيس بهذه الظروف وطلب فقط تأجيل مباشرته حتى تضع زوجته ، فقبل عذره من حيث المبدأ ،وطلب منه تقديم طلب بذلك لعرضه على مجلس القضاء الأعلى ، والى أن يتم انعقاد المجلس والنظر في طلبه واصل دراسته في السنة الثانية من المعهد ، وفي تلك الفترة مرض سماحة رئيس القضاء الأعلى، مما كان سببا في عدم انعقاد المجلس مما أتاح له فرصة أن يكمل السنة الثانية المنهجية بنجاح ،ثم التقدم بعدها بمشروع رسالة الماجستير، التي كانت بعنوان (الخلافة الإسلامية) تحت إشراف الأستاذ الشيخ مناع خليل القطان (رحمه الله)، وشرع في جمع المعلومات فيها والكتابة ، وطوال هذه الفترة لم يعقد المجلس الأعلى للقضاء لاستمرار مرض رئيسه ، ثم توفي سماحة الرئيس فضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (رحمه الله)، وتولى نائبه الشيخ / راشد بن خنين رئاسة المجلس ، فصدر قرار المجلس بتكليفه المباشرة في محكمة المندق، لعدم وجود قاض فيها،وإلحاح أهلها في تعيين قاض لهم ، فاعتذر هذه المرة بأنه على وشك الانتهاء من رسالة الماجستير ،وانه بحاجة إلى التفرغ الكامل لها، ليكون قرب المشرف عليه ،فعرض طلبه مرة أخرى على المجلس الأعلى ، الذي أصدر قرارا بالموافقة على طلبه، وإلغاء قرار تعيينه السابق في محكمة المندق، واستمراره ملازما في محكمة الرياض الكبرى إلى أن يكمل دراسته في المعهد ، فاستكمل الرسالة وتمت مناقشته فيها ، ونال درجة الماجستير بتقدير جيد عام 1390هـ، كأول فيفي يحصل على هذا المؤهل .
وبقي في عمله ملازما قضائيا في المحكمة الكبرى بالرياض، حتى صدر قرار مجلس القضاء الأعلى بترقيته على درجة (قاضي ب)، وانتدابه للعمل في محكمة أم القيوين في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث باشر عمله فيها بتاريخ 8/2/1391هـ .
بعد أن حصل على درجة الماجستير، تاقت نفسه إلى مواصلة الدراسة والحصول على درجة الدكتوراه، فحاول أن يتم قبوله في المعهد العالي للقضاء، أو في كلية الشريعة بالرياض، ولكنه لم يوفق في ذلك ، لعدة أسباب منها إما أن الموضوع الذي يتقدم به قد سبق بحثه ،أو لعدم وجود مشرف على موضوعه لندرة الدكاترة في تلك الفترة،وكثرة المقبلين على الدراسات العليا،وكانت الأولوية للمنتظمين في الدراسة،ولبعد مقر عمله عن المعهد حال دون متابعة قبوله بشكل أفضل.
لما تعذر تسجيله في المملكة، استخار واستشار ممن يثق بهم، من أهل الثقة والخبرة، في تقديم دراسته في جامعة الأزهر جمهورية مصر العربية، فأيده معظمهم وشجعوه، فسافر أول ما سافر إلى القاهرة لهذا الهدف في عام 1395هـ ،وكان قد فكر في عدة مواضيع تكون عنوان لرسالته ، في الفقه وأصول الفقه وفي التفسير والحديث، ليختار إحداها، ولكنه وجد أن شهادة الماجستير التي حصل عليها من المعهد العالي للقضاء في المملكة غير معادلة في الأزهر إلا في أصول الفقه فقط ،والمواضيع التي كان قد فكر في بحثها قد سبق وطرقت في دراسات أخرى، ويشترط للباحث أن يقدم أطروحته في موضوع جديد لم يسبق إليه ، وكاد أن يعود (بخفي حنين) دون أن يصل إلى نتيجة ، فهيأ الله له فضيلة الشيخ احمد بن سير مباركي (حفظه الله)، الذي كان يحضّر حينها الدكتوراه في نفس الجامعة ، فأصطحبه لزيارة احد شيوخ الأزهر القدامى كان يعرفه، وهو الشيخ الدكتور / السيد خليل الجراحي (رحمه الله)، وطلب منه أن يساعده في اختيار موضوع مناسب نظرا لخبرته الكبيرة، وان يوافق على الإشراف على هذه الرسالة، فأشار عليه بان يتقدم بموضوع عن (القاضي أبو بكر الباقلاني وأثره في أصول الفقه) لأنه موضوع لم يطرق من قبل، ووافق على الإشراف عليها ،وأرشده إلى بعض المراجع والكتب ليطلع عليها، ثم يقدم تصوره عن الموضوع والعناوين التي سوف يتناولها كخطة للدراسة ،فانكب على إعداد خطة البحث من خلال ما اطلع عليه في هذه الكتب المتخصصة وغيرها، وقدم هذه الخطة مقرونة بطلب قبوله في قسم الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، ثم عاد إلى مقر عمله ، ولم يمضي طويل وقت حتى وردته رسالة شيخه المشرف يخبره بان الموضوع قد تم قبوله من قبل الكلية ومجلس الجامعة، والموافقة على تعيينه مشرفا عليه فيها.
كان لعدم قناعته التامة بالموضوع، وإحساسه بشيء من الإحباط ، قد أصابه بنوع من الفتور والكسل، فلم يجدّ في الدراسة والبحث،بل انقطع في الاتصال بمشرفه حتى كاد الوقت المحدد للبحث أن ينتهي ، ولكن الله إذا أراد شيئا هيأ أسبابه، فقد التقى فضيلة المشرف بأحد الأخوة السعوديين في القاهرة،ممن يعرف (الشيخ سليمان) ، فلما سأله عن أخباره وأسباب انقطاع اتصاله ،وعلم منه ما كان قد عزم عليه من ترك الكتابة في الموضوع ، فطلب أن يزوده بعنوانه البريدي ، فأرسل إليه رسالة موثرة بتاريخ 16/6/1401هـ ، أنبه فيها تأنيبا قاسيا على ترك الدراسة في الموضوع الذي تمت الموافقة عليه، وطلب منه الاستعانة بالله ومواصلة البحث والدراسة، وانه لا عذر له إلا عدم المبالاة وتقدير العلم والعلماء ، وكانت رسالة قوية صادقة النصح، ومما ورد فيها ( من العجب العجاب أن الإنسان يكون بيده خير عظيم فلا ينتفع به، ولا ينفع الناس به ،والخير العظيم في حصولك على رسالة الدكتوراه، هذه الشهادة العلمية الأدبية، تزيد من قدرك عند الله وعند الناس ، فانتم والحمد لله في غنى عن المادة وفي خير عظيم ، ولا ينقصكم إلا تزدادوا علما وأدبا وتكريما من الله في الدنيا والآخرة ، فبمجرد وصول خطابي هذا إليكم توكل على الله واجمع الكتب والمولفات عن هذا العالم الأصولي الكبير، فاني قد اتصلت بشؤون الطلاب فعلمت انه يمكن تمديد المدة لسنتين بطلب من المشرف، وسنحرزها ـ إن شاء الله ـ فسأكتب الطلب إلى السيد عميد كلية الشريعة وأجهزه ).
يقول بعد وصول هذه الرسالة الموثرة، تأثرت من قوله، واستحييت منه ،كيف لا وهو قد سهل لي أمر قبول هذه الدراسة، والتزم بالإشراف عليها ، لذلك تجددت العزيمة وقويت الرغبة والهمة، وقررت إعادة المحاولة ، فأجبت الشيخ معتذرا عن التأخير، ووعدته بان أواصل السير في الرسالة ،واني سأزوره لأعرض عليه ما أنجزته .
وفعلا فقد استأنف إعداد المسودات،وأرسلها مع احد المسافرين من أصدقائه، على أن يسافر هو فيما بعد ويقابل المشرف شخصيا ، ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان ، حيث أعاد إليه صاحبه المسودات كما أخذها ، ومعها خطاب من ولد المشرف، يخبره فيه بان والده قد توفي ـ رحمه الله ـ
لكن وقد تجددت عزيمته، فقد سعى جادا إلى طلب نقل الإشراف على الرسالة إلى دكتور آخر، وأعانه بعض الأفاضل على متابعة الموضوع في الكلية، إلى أن تمت الموافقة على نقل الإشراف إلى الدكتور/ محمد محمد عبد اللطيف جمال .
فبذل حينها جهدا مضاعفا، واستحس بعظم المسؤولية، وبالذات وقد أصبحت الفرصة الأخيرة المتاحة له، وكان هذا المشرف الجديد (بفضل الله) عالم فاضل قوي ونشيط، وكان حازم معه في المتابعة، يتابع كل ما يكتب أولا بأول دون تأخير ، فكان إذا سافر إليه في القاهرة، يبقى معه معظم الوقت من اجل المراجعة ومناقشة المواضيع التي يكون له رأي مختلف فيها ،حتى اكتملت الأطروحة بتوفيق الله على الوجه المطلوب ، وأذن له بطباعتها، وساعده على متابعتها، ومراجعتها من جميع الجوانب حتى اكتملت .
بعد اكتمالها قدمها للكلية، بموافقة المشرف من اجل قبولها، وتعيين لجنة لمناقشتها ، فقبلت وشكلت اللجنة، وأعلن عن موعد المناقشة، وحدد له يوم الاثنين 16/6/1404هـ، وتمت المناقشة في هذا الموعد حيث استمرت لأكثر من خمس ساعات ونصف الساعة ،وأعلنت النتيجة بالموافقة على أن الرسالة ترقى بصاحبها إلى درجة العالمية، الدكتوراه في أصول الفقه بمرتبة الشرف الثانية، وبهذا أصبح بفضل الله وتوفيقه أول فيفي أيضا، يحصل على مثل هذا الموهل العلمي الرسمي .
حياته الوظيفية :
كما سبق واشرنا انه بعد المرحلة المتوسطة وفي المرحلة الثانوية في المعهد العلمي، انقطع عن الدراسة، حيث تزوج، وكان قد التحق بالعمل الحكومي، على وظيفة مقدر شجاج في المحكمة الشرعية في فيفاء،ثم كاتب ضبط .
وبعد تخرجه من كلية الشريعة جرى تعيينه في السلك القضائي على الوظيفة الشاغرة في المحكمة الشرعية في املج ، فئة قاضي (د) بتاريخ 10/8/1387هـ على أن يعمل ملازما قضائيا في المحكمة الكبرى في الرياض، وفي 8/6/1389هـ صدر قرار مجلس القضاء الأعلى بتعيينه قاضيا لمحكمة المندق بزهران ، ولكنه اعتذر عن المباشرة عليها كما سبق وذكرنا لظروف أهله الصحية،ولرغبته في إكمال دراسته في المعهد العالي للقضاء، وتزامن ذلك كما اشرنا مع ظروف مرض سماحة رئيس القضاء الأعلى ثم موته مما اجل طوال تلك الفترة انعقاد مجلس القضاء الأعلى، الذي لا يتم اتخاذ قرار يتعلق بالقضاة من تعيين أو ترقية أو إعفاء أو غيرها إلا عن طريقه ، مما أتاح له فرصة مواصلة دراسته في المعهد العالي للقضاء ، وبعد انتهاء دراسته في المعهد عام 1390هـ صدر قرار مجلس القضاء الأعلى بترقيته على وظيفة قاضي (ب) وانتدابه للعمل في محكمة أم القيوين بدولة الامارات العربية المتحدة،التي باشر العمل فيها في 8/2/1391هـ ،وقد تدرج على مدى السنوات التالية في درجات سلم القضاء وهو في تلك المحكمة ،وأثناء ما كان يعمل في محكمة أم القيوين كلف أيضا القيام بالإضافة إلى عمله فيها، العمل لفترات متقطعة قاضيا في محاكم شرعية أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة ،إما نائبا عن بعض القضاة حين تمتعهم بإجازاتهم ، أو لسد عجز في محكمة لا يوجد بها قاض، ومن ذلك العمل في محكمة رأس الخيمة، ومحكمة عجمان، ومحكمة فلج المعلا.
في 7/8/1410هـ صدر قرار وزير العدل بنقله رئيسا للمحكمة المستعجلة بالطائف ، حين طلب عودته إلى المملكة ، ثم صدر قرار مجلس القضاء الأعلى في 21/5/1414هـ بنقله قاضيا وعضوا في المحكمة الكبرى بالطائف ، وفي 15/3/1418هـ صدر الأمر السامي على ترقيته إلى قاضي تمييز ، حيث باشر العمل في محكمة التمييز بمدينة الرياض في 28/3/1418هـ .
في 1/7/1425هـ صدر قرار معالي وزير العدل بإحالته إلى التقاعد لبلوغه السن النظامية لذلك (70) سنة ،ثم صدر قرار معالي وزير العدل في 14/7/1425هـ بالتعاقد معه لمدة سنة .
بعد إحالته على التقاعد،وانقضاء سنة التمديد، ترك السكن في مدينة الرياض واستقر في مدينة مكة المكرمة،وافتتح بها مكتبا للمحاماة، الذي تمت موافقة معالي وزير العدل عليه في 12/9/1426هـ بناء على طلبه، وصرفت له التصاريح اللازمة والبطاقة الخاصة ، وقام بتهيئة هذا المكتب، وأكمل افتتاحه على خير وجه ، ومارس من خلاله أعمال المحاماة، من استشارات شرعية وقضائية، وإعداد لوائح المرافعات والاعتراضات ،وتنفيذ قسمة التركات والشركات ،والقيام بالتحكيم وتنظيم العقود وإبرام الاتفاقيات، والسعي بالصلح في المنازعات ، والاشتراك مع بعض المحامين في بعض القضايا، وفي تقديم المشورة وإعداد اللوائح القضائية لبعض الشركات الكبرى.
نشاطه العلمي :


له العديد من الأنشطة الدعوية والعلمية والثقافية، عن طريق المساجد والحلقات العلمية، والكتب والمولفات العلمية والنشرات ،وعن طريق الصحف والوسائل الإعلامية والتلفزيون ، وصدر له العديد من المولفات والكتب والمقالات والخطب، منها ما هو مطبوع وبعضها ما زال مخطوطا ، ومن ذلك :
1.رسالة الماجستير بعنوان (الخلافة الإسلامية) مخطوطة.
2.رسالة الدكتوراه بعنوان (القاضي أبو بكر الباقلاني وأثره في أصول الفقه) مخطوطة .
3. (القول السديد في الزواج السعيد) مطبوع .
4. (قول الرشاد في إنجاب وتربية الأولاد) مطبوع .
5. ( فيفاء في الماضي والحاضرـ كما رأيتها وسمعت عنها) مخطوط .
6. ( التعريف باللهجة الفيفية )مخطوط.
7. (العمالة المستقدمة ــ مالها وما عليها) مطبوع.
8.(فيفاء وأطوارها: أصداء الذكريات لحيات بعض الشخصيات من أبنائها) مخطوط.
9. (محطات وذكريات من حياتي) مخطوط .
10. (منهج الإسلام في بناء الأسرة المسلمة) مطبوع .
11. (موضوعات مهمة في العقيدة والعبادة والأخلاق) مخطوط .
12. (شهر الصيام وما فيه من الحكم والأحكام) مخطوط .
13. (كتاب أحكام الحج والعمرة) مخطوط .
14. (الجانحون كيف تعالج قضاياهم ) مخطوط .
15. (منطقة جازان ابشري بالخير في عهد الخير) مخطوط .
16. (السياحة تعني : نشاط ثقافي اجتماعي اقتصادي تجاري فرص عمل) مخطوط .
والكثير من المقالات المتفرقة، والخطب المنبرية، والكلمات في بعض المناسبات الاجتماعية ، زاده الله علما وتوفيقا، ونفع به وجعل كل ذلك في موازين حسناته، وطريقا سالكا إلى الجنة .

الحياة الاجتماعية:

حياته الاجتماعية مترابطة قوية، يسودها الكثير من الألفة والمحبة والصفاء، ويشد من أواصرها التقوى والصلاح والإيمان ، تمتد جذورها إلى أكثر من نصف قرن، تشعبت بفضل الله خلال هذه الفترة إلى العديد من الأسر والبيوتات العامرة، من أبناء وأحفاد وأسباط، وذلك على النحو التالي:
أولا : تزوج في عام 1378هـ وهو في الحادية والعشرين من عمره تقريبا من الفاضلة (حالية) حليمة بنت سلمان يحي الداثري (أم احمد) .
ثانياً : تزوج في عام 1395هـ من زوجته الثانية الفاضلة مريم بنت احمد قاسم الابياتي (أم محمد).
وله منهما العديد من الأبناء والبنات، الباقون منهم على قيد الحياة ثمانية أولاد وثمان بنات، والعديد من الأحفاد والأسباط، بارك الله فيهم جميعا ونفع بهم وجعلهم صالحين بارين بوالديهم، ومن هولاء :
1. الشيخ /احمد اكبر أبنائه ،ولد في فيفاء عام 1380هـ خريج كلية الشريعة فرع أبها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1403هـ ويعمل موظفا في إدارة جامعة الملك خالد في أبها .
2. المهندس /يحي ولد في فيفاء عام 1381هـ خريج كلية العمارة والتخطيط جامعة الملك سعود، وهو الآن مدير عام الحاسب الآلي والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
3. الاستاذ /عبد الله ولد في فيفاء عام 1382هـ ويعمل موظفا كتابيا في محكمة التمييز بالرياض.
4. الاستاذ / محمد ولد في أم القيوين عام 1396هـ خريج كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويعمل بالتدريس في إحدى مدارس مدينة الرياض .
5. الاستاذ / إسماعيل ولد في أم القيوين عام 1404هـ خريج كلية اللغة العربية (انتسابا) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويعمل موظفا كتابيا في محكمة التمييز بمكة المكرمة.
6. ايمن وبدر وعبد اللطيف مازالوا على مقاعد الدراسة في الكليات والمدارس العامة
بارك الله فيهم جميعا ونفع بهم واقر بهم أعين والديهم .
صفاته وميزاته :


يتصف حفظه الله بالعديد من الصفات الفاضلة، فهو شخص موثر في محيطة، دائب الاتصال والتواصل مع من حوله، يتفاقد أحوال الكل ويقف ويبادر في الوقوف مع المحتاج والضعيف،كثير الصلة لذوي الرحم ،فيزور كل أقاربه وان تعذر فلا يدع الاتصال التلفوني بهم، صاحبته كثيرا في الحل والترحال يخدم صاحبه بنفسه ولو كان اصغر منه، إنسان اجتماعي يحب التجمعات ويكره الوحدة، منظم في حياته العامة والخاصة، لا يفرط في وقته ولا يهدره فيما لا طائل منه ، تلقاه من قبل صلاة الفجر يغادر فراشه ويتهيأ للصلاة ، ويحرص على أن يصلي في مسجد بعيد عن داره ليحفز نفسه على المشي والرياضة ، ثم يتهيأ للذهاب إلى العمل، ثم بعد أن تقاعد لم يغير شيئا من هذا النظام ، حيث اختط لنفسه دواما في مكتب المحاماة التزم به ، واستطاع بذلك تنظيم وقته والاستفادة منه على خير وجه، فيكون في المكتب مع الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا سواء كان لديه عمل أم لم يكن لديه عمل ،فإذا ما أذن لصلاة الظهر، صلاها في الحرم، وينصرف إلى البيت، ثم يصلي العصر في المسجد المجاور لبيته، ويلقي درسه اليومي، ثم يتجه إلى مكتبة إلى صلاة العشاء التي يصليها في المسجد الحرام، فان كان لديه عمل لم ينجزه عاد إلى مكتبه إلى الساعة العاشرة أو الحادية عشرة، ثم انصرف إلى بيته ، فهذا برنامجه اليومي الذي نادرا ما يتغير ، ومن خلال إلزام نفسه بهذا الدوام، ترتب له وقته واستطاع استغلاله كما ينبغي ، فان كان لديه عمل أنجزه ، وان لم يكن لديه عمل اشغله بالقراءة أو الكتابة .
له ادوار متعددة لخدمة وطنه ومنطقته وبلده، لا يفتر في ابتكار ما فيه نفع ومصلحة، يناصح ولاة الأمر ومن بيدهم خدمة الآخرين ، يكتب كثيرا عن الملاحظات التي يرى أهميتها، يشجع ويخطط ويدعم كل عمل نافع ومفيد ،له العديد من الإسهامات والانجازات الخيرية ،ولا يهمه من نسبت إليه ما دام قد تحقق نفعها.
بارك الله فيه وحفظه وأطال عمره على دروب الخير والصلاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

محبكم /عبد الله بن علي قاسم :ابو جمال
الرياض 20/3/1431هـ 

هناك تعليقان (2):