رشحه شيخه قاضيا، بعد إجازته له، لاكتمال علمه، واستواء نضجه، ورجاحة عقله، فكان من وجهة نظر شيخه قد انطبقت عليه شروط تولي هذا المنصب الخطير ، ولكنه اعتذر وتنصل عن قبول تولي هذا المنصب في حينه، زهدا واستبراء وتحرزا لدينه، وتحرجا وخوفا على نفسه من أن لا يكون قد بلغ الدرجة التي تؤهله لان يكون أهل لما أمل منه، لمعرفته ضخامة هذا العبء الثقيل ، وكيف لا؟ وهو يردد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحذرة من خطورة هذه الوظيفية، لمن لا يملك في نفسه مؤهلاتها وأدواتها، والقوة والشكيمة والإرادة، التي تمكنه من أن يقف مع المظلوم فينصره ، ومع الحق فيمضيه، ولا تلتبس عليه الأمور،أو يميل مع الأهواء ،أو تخدعه أقوال الزيف والزور والبهتان ، فيتلجلج الحق بين يديه، ويضيع العدل ويفشو الظلم بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم (من ولي القضاء أو جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين) وقوله صلى الله عليه وسلم (القضاة ثلاثة : واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق وقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار) وغيرها من الأحاديث التي ترفع من قدر هذه الوظيفة، وتنبه على التحرز عند أدائها، ولا بد أن يكون القاضي على علم تام ،وبصيرة وحذق وفهم ، فكل ذلك جعله يحجم ويتردد عن قبول ما أوكل إليه، ليس نقصا في علمه أو عقله أو ذكائه، أو عدم الثقة في النفس ، ولكنه التحوط والاحتراز للدين، والخوف على النفس من الزلل.
لقد بقي يتأبى من هذا المنصب لأكثر من تسع سنوات، مع محاولة شيخه وممن حوله من الزملاء والأصدقاء، ولكنه أصر على موقفه وقناعاته، ومع ثقة شيخه وقناعة التامة بأنه مؤهل وجدير بهذا المنصب ، ولكنه مع ذلك راع رغبته الشخصية ، ونزل عند قناعاته الذاتية ، فلم يلح عليه كثيرا، مقدرا له كل ذلك، ومحترما مشاعره، مع وجود الحاجة الكبيرة والملحة إليه والى أمثاله، من طلبة العلم المؤهلين لسد الحاجة في هذا الجانب ، وولاة الأمر يرغبون إليه في ترشيح المناسبين لذلك من طلابه . انصرف إلى عشقه وميول نفسه في خدمة العلم ، وبالذات وقد اتسعت مدارس فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله في فيفا وبني مالك، فعمل فيها معلما ثم مراقبا ومشرفا، إلى أن أقفلت هذه المدارس في عام 1379هـ لحلول مدارس وزارة المعارف مكانها ، وانتهى عندها ما كان يشغله ويتحجج به أمام شيخه ، فعندها عاود الشيخ والكثيرون من محبيه أقناعه من جديد، في قبول ما كان قد رشح له، فاستطاعوا بعد جهد تغيير قناعاته، وتم ترشيحه من جديد من قبل شيخه، وصدر قرار تعيينه قاضيا في محكمة بني مالك ، التي شغرت بموت قاضيها السابق ، وذلك في عام 1381هـ حيث باشر عمله فيها في شهر ذي القعدة ، واستمر بهذه المحكمة لم يغادرها ، يودي عمله بكل جدارة واقتدار، لما يربو على ثمان وعشرين سنة ، إلى أن أحيل في 1/7/1409هـ على التقاعد ، فكانت سنوات حافلة بالأعمال الجليلة في مجال عمله الرسمي داخل المحكمة، وفي المجتمع الكبير حولها ، جعلته محبوبا من الجميع، مرضيا عنه من كل أهل البلدة (بني مالك ) ومن كل من عرفه، ومازال الناس والى اليوم يذكرونه بكل خير وإجلال، ويدعون له بالأجر والمثوبة والغفران ، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه أفضل الجزاء . انه فضيلة الشيخ القاضي علي بن احمد بن يزيد بن سلمان بن محمد بن احمد آل شحرة الخسافي الفيفي (رحمه الله) ![]() والده (احمد بن يزيد ـ رحمه الله) من المبرزين في أسرة آل شحرة، ومن أقطاب رجال ذراع منفه، ومن المشهورين في قبيلة آل الخسافي، لعلمه وفضله ورجاحة عقله ، وكان له مدرسة لتعليم القرآن الكريم عند منزله، ويتنقل بها أحيانا بين بيته وبين نيد المزرة، مراعاة لظروف طلابه الذين يأتون من مسافات بعيدة، من قبائل الظلمي والدفري والخسافي والمثيبي ، وقد تولى الشيخة في أهل ذراع منفة خلفا لأخيه (سعيد) عندما كانت منفصلة عن آل الخسافي، إلى أن اندمجت القبيلة بكاملها تحت شيخة واحدة (الشيخ جابر بن جبران بن سلمان رحمه الله ) عام 1361هـ. (احمد بن يزيد آل شحرة) ![]() وأما أمه فهي الفاضلة مشنية بنت جبران بن ترابي القبلي المثيبي الفيفي (رحمها الله). ولد لهما في حوالي عام 1346هـ في بيت (المبدا) أسفل ذراع منفه، الواقع في شرق الجبل الأعلى من فيفا، بل إن هذا البيت مجاورا لبيت (منفة)، الذي سمى الذراع باسمه (ذراع منفة)، وبيت منفة احد بيوتات آل شحرة ، ويقع بين هذين البيتين بيتهم الآخر المسمى (الغولة) الذي بنى على أنقاضه فضيلة الشيخ (علي بن احمد) بيته الذي سكنه لفترة ، ثم شغلته مدرسة ذراع منفة الابتدائية للبنين، وقريبا منها ليس بالبعيد تقع في بيت له آخر مدرسة ذراع منفة الابتدائية للبنات ، إلى أن انتقلتا في مبان على الشارع العام (الدائري ). تعليمه : التحق أول ما التحق بمعلامة المعلم علي بن حسين آل مدهش الخسافي ،في بيت الوادي عندما افتتحها عام 1358هـ نزولا عند توجيهات أمير فيفا حينها رشيد الخثلان (رحمه الله) وشيخ الشمل علي بن يحي (رحمه الله) الذين رأيا اللزام كل متعلم على فتح مدرسة عند بيته، أو في مكان مناسب، يستقبل فيها أبناء جهته، يعلمهم القران الكريم ومبادئ القراءة والكتابة ، وفرضا على الأهالي إحضار أبنائهم إلى هذه المدارس، وقد استمر يدرس في هذه المدرسة لفترة لا باس بها، تعلم الكثير من سور القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة. وفي حوالي عام 1361هـ افتتح والده احمد بن يزيد رحمه الله (وكان متعلما) مدرسة عند منزله المبدا، فاجتمع لديه طلاب كثر من المناطق المجاورة، من قبائل آل الخسافي وآل القبل (المثيبي ) وآل ظلمة والدفرة ، لذلك كان ولده (علي) من أوائل طلابه، بل كان هو وأخوه سليمان (حفظه الله) يعينانه في التدريس وفي أداء مهمته في ضبط النظام مع طلابه الكثر. وفي عام 1363هـ قام فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي (رحمه الله) بزيارة فيفا لأول مرة، وكان نتيجة هذه الزيارة افتتاحه مدرسة النفيعة بجوار مركز الأمارة وبجوار السوق، واختار لها احد أفضل طلابه فضيلة الشيخ القاضي محمد بن يحي القرني (رحمه الله) معلما فيها، وكان الإقبال عليها كبير، حيث استقطبت معظم النوابغ من طلاب المدارس في نواحي فيفا، لاختلاف ما يدرّس فيها ولكونها أكثر تنظيما وجدية وفائدة ، فكان صاحبنا من أوائل من التحق بهذه المدرسة، هو وبعض إخوانه، وهنا تزامل هو والشيخ علي بن قاسم، الذي كان يصغره قليلا، فاتحدت أهدافهما وتفكيرهما وتوجهاتهما، لتقاربهما في العمر والمستوى والفهم، وتجاورهما في السكن وصلة القرابة، مما جعلها تقوم بينهما اللفة وزمالة وصداقة، وتنافس شريف في طلب العلم وتحصيل الخير والسعي إليه ، امتد بينهما واستمر طوال السنوات التالية، في أيام الطلب والتلقي، وفي حياتهما العلمية والعملية ، ومعظم مناحي حياتهما الاجتماعية ، جعلها الله لهما أجرا وثوابا في الحياة الآخرة وجمعهما في جنات النعيم . استمرت هذه المدرسة لأكثر من سنتين ، كانت حافلة بالجد والاجتهاد والمثابرة، مما جعل المعلم في نهايتها يختارهما ضمن مجموعة من الطلاب المبرزين ، الذين رافقوه في النزول إلى مدينة صامطة لاستكمال دراستهم في مدارسها الأكثر تخصصا، بناء على توجيهات فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي (رحمه الله) لتكون دراستهم ذو ثمرة وفائدة ،وهو ما تحقق بفضل الله وتوفيقه. وهنا صارت نقلة كبيرة ومحورية لهما،فقد ابتعدا لأول مرة عن الأهل والبلد، وأصبحا غريبين في بيئة لم يألفاها، وكبرت إمامهما المهام والمسؤوليات، وارتفع سقف المواد التي يدرسانها، واتسعت العلوم التي يتلقيانها، في علوم التفسير والحديث والتوحيد والفقه والنحو والقواعد والبلاغة، وكل الفنون التي يطمح إليها كل طالب علم حريص ، فتكاتفا وتعاونا وشجعا بعضيهما، فعكفا على دروسهما، وتغلبا على غربتهما، وتفاعلا مع وضعهما،لأنهما أصبحا الوحيدين الباقيين من طلاب فيفا ،الذين نزلوا في صحبة الشيخ القرني ، فصبرا وتحملا وتعازما على الاستمرار والتضحية ، يحفز كل منهما رفيقه ويدعمه، وقد نالا الكثير بفضل الله وتوفيقه ، وتحصلا على الوافر من العلوم والمعارف المفيدة، وبقيا في غربتهما لأكثر من عام، أظناهما خلاله الفراق وشدة الغربة التي لم يألفاها، فقررا زيارة الأهل والتزود بما يعينهما على مواصلة طريقهما . في هذه الزيارة استجدت عليهما في بلدهما أمور، وتغيرت عليهما أوضاع، واصطدما بواقع جديد لم يكونا يعرفاه، أو يحسا به من قبل ، فهما الآن في سن المراهقة، وفي بداية الشباب، ويحملان الكثير من العلوم والمفاهيم المختلفة عما ألفه أهل البلدة ، والمجتمع مجتمع يكتنفه الكثير من الجهل، والناس في مثل هذه المجتمعات لا تقبل التغيير بسهولة، ولا تجامل ولا تحسن النقد المؤدب ، بل إن أكثرهم لا يرحم الآخرين جبلة ، فلا يعير وزن للمشاعر والأحاسيس ، بل قد يتعمد إلحاق الضرر الحسي والمعنوي بمن حوله ، لذلك فقد جوبهوا بكثير من النقد اللاذع ، والإنكار الجارح، والتسفيه المباشر وغير المباشر لكثير مما تعلموه، في أمور دينهم وصلاتهم ،وفي تعاملاتهم وفي لبسهم وهيئتهم ،مما هز معنوياتهم وأصابهم بكثير من الإحباط ، (والناس أعداء لما جهلوا) فكثير من الناس العوام يظن أن كل ما يخالف ما يعرفه هو فهو باطل، وبالطبع فعلمه محدود وإنما هو مقلد يجهل الكثير، ولا يملك الحجة والدليل والترجيح، فمعظم الناس كانوا على المذهب الزيدي، بحكم التواصل القبلي بينهم وبين المناطق السائد فيها هذا المذهب ، ومدارس القرعاوي تدرس على المذهب الحنبلي ، وان كانت المذاهب الصحيحة لا تختلف في مجمل الأركان والفرائض ، وإنما يدور الاختلاف في الاجتهادات فيما يسوغ فيه الاجتهاد، وفي السنن القولية منها والفعلية ، ففي الصلاة مثلا (الضم والتامين والجهر بالبسملة)، ولكن الكثير من الجهال يرون المخالفة فيما ألفوه كبيرة ، فيسخرون منهما التزامهما في الصلاة والإتيان بخلاف ما يعرفون ، مما ثبطهما وجعلهما ينفران من المجتمع القريب لما يسمعانه ، بل وكردة فعل أحجما عن العودة لمواصلة دراستهما ، وسوغا لنفسيهما الأعذار والحجج والتبريرات الواهية ، وبأنه قد تحقق لهما كل ما يصبوان إليه ، واكتفيا بما حصلاه من العلوم والمعارف. افترقا على هذه القناعة ، وان لم يؤمنا بها حقا في قرارة نفسيهما، ولكنه نوع من الدفاع بالهروب والتنحي عن المجابهة ، فارتد عليهما انهزام داخلي ، وكل منهما سعى بطريقته الخاصة لحماية نفسه ، عن سماع المزيد من التسفيه والتجريح ، فأما صاحبنا فقد التحق بوالده المقيم في جهة (سقام) الواقعة في سهل جبل المشنوي، على ضفاف وادي ضمد، حيث تملّك مزرعة هناك ، وانتقل إليها بأفراد اسرته ومعظم أبنائه، وهجر منزله في ذراع منفة ، وأما زميله (علي بن قاسم) فكان يتجنب الالتقاء بهولاء، ويكثر تردده على النفيعة مقر المركز، فيصلي الجمعة في مسجدها، حيث يرتاده خليط من الناس من موظفي المركز، ومن مرتادي السوق، فلا يلفت نظر احد إليه بين هولاء الجموع ، الذين لا يعرف معظمهم ولا يعرفونه ولا يأبه احد به وبما هو عليه. ولكن حكمة الله اقتضت أن قيض له في احد الجمع، من انتزعه مما هو فيه من توهان وتخبط ، وأعاده إلى جادة الصواب، فقد لفت نظر فضيلة الشيخ الداعية حسين بن شريف العبدلي (رحمه الله) بالتزامه في صلاته وحسن تأديتها، وجمال ملبسه وهندامه ، فتنحى به جانبا بعد الصلاة ، وسمع منه شكواه ،ومحضه صادق النصح، واظهر له خطأه وقصور تفكيره ، وانه لا يجب أن ينهزم مع أول مجابهة بهذه السهولة ، وان لا يتحطم من كلام وسخرية هولاء الجهلة ، بل يجب عليه أن يصمد بما يؤمن به ، ويحصن نفسه بالاستزادة من طلب العلم ، وعليه مواصلة ما انقطع من طلب العلم وتحصيله ، وزوده بالكثير من الكلام الطيب الذي أنعش نفسه وجدد عزيمته ، وأشعل همته وقدح زنادها من جديد، فقرر من ساعته استئناف مشواره، وخطر على باله أول ما خطر، رفيق دربه، وصديق عمره ، الشيخ علي بن احمد ليكونا معا. من تلك الساعة عاد إلى منزل أهله، عاقدا العزم على استئناف ما انقطع ، وودعهم منطلقا إلى مبتغاه ، وفي (سقام) حيث مستقر رفيقه ، الذي حاوره كثيرا، لكنه عجز عن إقناعه ، لقصور حجته ، وتعمق القناعات في نفس صديقه ، مما اضطره إلى الانطلاق وحيدا ، وفي النفس حسرة وفي القلب غصة . لم تذهب محاولته عبثا ، فقد أثرت في نفس رفيقه كثيرا، وان كابر ولم يظهرها في الحال ، ولكنها أحدثت ردود أفعال متناقضة في نفسه ، وحركت كوامن قد تناساها ،أشغلت تفكيره، وأرّقت مضجعه ، ولامست شغاف قلبه ، ولكن في المقابل كانت كلمات التنقص والنقد قد تعمقت في داخله ، وكان انصبابها على ما يتعلمه، خلاف الشائع من مذهب قومه ، قد أصابه بالحيرة والتردد ، فلماذا إذا لا يغير مسار تعلمه، ويتوجه صوب المدرسة الأخرى ، فيرضي نفسه المتشوقة لطلب العلم، وبالتالي لا يخالف مجتمعه ، لذا فقد عزم على التوجه إلى إحدى هجر العلم في صعدة أو ضحيان وقد كان . وصل هناك بعد مشقة وتعب ، ولكنه اصطدم فيها بالكثير من المفاهيم والرواء التي تعاكس تفكيره، وما تعلمه طوال سنواته السابقة، وظنها في البداية أحاسيس وقتيه ستزول مع الوقت، ولكنه وجد نفسه تعاف وتتنكر لكثير مما يرى وما يسمع، فلم يطق البقاء أكثر ، فلم تمضي سوى فترة بسيطة إلا وهو مع رفيقه من جديد ، مقبلا بلهفة على تعويض ما فاته، فتتحد الرفقة مرة أخرى ، على درب الخير والفلاح، متعاهدان على مواصلة المسير ، وان لا يفترقا أبدا، حتى يحققان كل ما يصبوان إليه، من بلوغ الغاية والمراد في طلب العلم والمعرفة. بقيا في صامطة لفترة طويلة، وانقطعت أخبارهما عن الأهل، لانشغالهما بالتحصيل والجد في طلب العلم، وتعويض ما كان قد فاتهما أثناء الانقطاع ،وانتقلا بعد فترة مع شيخهما الشيخ حافظ (رحمه الله) إلى بلدة بيش ، ولازماه هناك مكبان على ما هما عليه من التحصيل . وكان فضيلة الشيخ القرعاوي (رحمه الله)، قد اتخذ أسلوبا مع المميزين من طلابه ، حيث يكلف بعض منهم القيام بالتدريس في بعض القرى النائية، ليكون ذلك لهم نوع من التدريب، وليكتشف الواحد منهم قدراته الذاتية، ومدى حصيلته العلمية، ويتعرف على القصور لديه من ذات نفسه ، مما يعينه على تقييمها، ويتلافى النقص ويتداركه ، وتلك طريقة ناجحة ، ووسيلة راقية ، لذا فقد وجههما كأمثالهما إلى قريتين من قرى درب بني شعبة . وجه الشيخ علي بن احمد إلى قرية القصبة ، التابعة لدرب بني شعبة ، وهي تقع الآن بعد مفرق أبها من نقطة الحمراء شرقا، فكان يقوم بتدريس صغار أهل القرية، ويخصص للكبار دروسا وعظات ، ويصلي بهم الجمع والجماعات، ويعظهم ويرشدهم ويوجههم ، ويعلمهم أمور دينهم ، ويأمر بينهم بالمعروف وينهي عن المنكر ، وقد بقي في هذه القرية لأكثر من سنة، أفادهم بعلمه وتوجيهاته ،واستفاد هو باكتشاف ما لديه ، وسبر مدى علمه، والنواقص لديه ، وتعلم كيفية التعامل مع الناس، وحسن التصرف في الملمات. استدعاه بعدها فضيلة الشيخ حافظ (رحمه الله) ليواصل تعليمه، ويستكمل تحصيله، وليكون مؤهلا أكثر مما هو عليه ، بتركيز أكثر، وعمق اشد، وتخصص أتم، فعاد إلى بلدة بيش وهو أكثر شوقا وتحفزا ، وإدراكا لما يحتاجه من علوم ومعارف ، فثنى ركبتيه من جديد بين يدي معلميه ومشايخه ، وسرعان ما نال الكثير، مما أهله لينال الإجازة العلمية، التي منحها له بكل جدارة، شيخه فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي (رحمه الله) . بعد هذه المرحلة وقد وصل الغاية ، رشحه شيخه مع بعض زملائه ، ممن آنس فيهم القدرة والجدارة، لتولي منصب القضاء،وذلك في عام 1372هـ ، حسب توجيهات جلالة الملك عبد العزيز آل سعود (رحمه الله)، ولكنه أبدى زهدا ونفورا عن قبول هذا المنصب ،واعتذر لشيخه بكل أدب ولباقة ، فقدر له شيخه اعتذاره ، ولم يلح عليه كثيرا مراعاة لقناعاته ، وتركه لما يحب ويرضى ،فاكب على تعليم الناس واتجه إلى قرية (شباب) في حبس من جبال بني مالك ، يعلم ويعظ ويصلي بهم الجمع والجماعات ، ولم يلبث أن استدعاه زميله ورفيق دربه الشيخ علي بن قاسم ، وقد عين قاضيا في فيفا ، وكلفه شيخه عبد الله القرعاوي بالإشراف على مدارسه المتنامية في القطاع الجبلي في فيفا وبني مالك ، فلم يجد خيرا من رفيقه ليعينه على تحمل هذه المسؤولية على خير وجه، فكان عضيده وساعده الأيمن ، عمل في هذه المدارس معلما، ثم فرغ فيها مراقبا ومشرفا ، وتركزت جهوده على مدارس قطاع بني مالك ، واستمر على ذلك بكل جد واجتهاد وجدارة ، إلى أن أقفلت هذه المدارس في عام 1379هـ ، فحاول العودة من جديد لطلب العلم ، حيث سعى إلى الالتحاق بالمعهد العلمي في صامطة ، ولكن نظرا لكبر سنه، وتفوق مستواه العلمي عن طلاب تلك المرحلة، فقد حال دون قبوله منتظما فيه ، ولكنه أللحق إرضاء له مستمعا بالقسم الثانوي ، وعندها اهتبل شيخه الفرصة من جديد ، واستعان عليه بالكثير من زملائه وأصدقائه ، لإقناعه بقبول الترشيح على القضاء ، فسعوا بكل جدية إلى إقناعه حتى رضي واقتنع . حياته العملية: أول عمل مارسه هو التدريس والإمامة في قرية القصبة التابعة لدرب بني شعبة، عندما وجهه شيخه إلى هذه القرية في عام 1367هـ ، وكانت سنّة متبعة لدى الشيخ (رحمه الله)، فإذا بلغ احد طلابه مرحلة متقدمة في التعليم، يكلفه بالعمل في احد القرى البعيدة، لفترة مستقطعة من دراسته ، فيها تهيئة للطالب، واكتشاف لمواهبه، وتعرف على قدراته وعلمه ، فهي نوع من التعليم العملي ، يحسس الطالب بالمسؤولية، ويصدمه بالواقع الحقيقي، فيسبر حصيلته العلمية ، ويختبر تفاعله المباشر مع المستجدات ، وكيفية تعامله مع الحياة المعاشة ، وتفاعله مع ما يطرأ عليه فيها ، وإيجاده الحلول المناسبة لما يعرض له من إشكالات ، فينغمس في الحياة الحقيقية ، معتمدا في كل أموره على نفسه ، فلا يوجد حوله من يعينه ويقف بجانبه ، إلا ما حصله من علم واكتسبه من معرفة ، وعلى مواهبه الذاتية في حسن التعامل والتصرف . بقي في تلك المهمة لأكثر من سنة، ثم عاد بعدها لاستكمال دراسته وإتمام الغاية من تحصيله، وقطف ثمرة جهد سنين الطلب الطويلة، فكان من ضمن من أجازهم الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي (رحمه الله)، في حوالي عام1372هـ ، وحينها رشحه للقضاء ضمن مجموعة منتقاة من طلابه المؤهلين، بناء على توجيهات جلالة الملك عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) ، ولكنه تمنع واعتذر عن قبول هذا الترشيح ، كما سبق وفصلنا في بداية الحديث، زهدا منه وتحرزا في حينها، من أن لا يكون قد بلغ الدرجة العلمية التي تؤهله لهذا المركز الخطير، وقد قدر له شيخه رغبته وقناعته حينها. ذهب بعدها من ذات نفسه إلى قرية (شباب ) في حبس من بني مالك محتسبا ، يعلم الصبيان ويعظ ويرشد ويخطب فيهم ، ثم استدعاه شيخه وعينه مدرسا بمدرسة الخشعة بجبل الحكمي بفيفا، وكلفه بإعادة افتتاح مدرسة والده في ذراع منفه وقام بالتدريس فيها، ثم فرغه لمعاونة قاضي فيفا (الشيخ علي بن قاسم ) المشرف على جميع مدارس القطاع الجبلي (فيفا وبني مالك) فكان له خير معين وعضيد، تعاونا على القيام بالإشراف على هذه المدارس، ومراقبتها ومتابعة سير العمل فيها، واختيار المعلمين ومتابعتهم، وصرف مستحقاتهم، ومكافآت الطلاب، وكل ما يلزم في جولات مكوكية لا تفتر، وعلى فترات متتابعة لا تنقطع ،ورفع التقارير والبيانات وكل ما يلزم . عندما أنشئت وزارة المعارف في عام 1373هـ ، وكان أول وزير لها هو صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود الملك خادم الحرمين الشريفين فيما بعد (رحمه الله)، الذي سعى حثيثا إلى تعميم التعليم الرسمي النظامي ، الذي يخضع للمناهج والمقررات المتكاملة، ولمخرجات مدروسة ، فكان تعميم هذا التعليم يصطدم بمنافسة المدارس الأهلية القائمة في معظم المناطق ، التي تجد قبولا وارتياحا لدى عامة الناس ، وكانت في زمن تسد حاجة ملحة لرفع الأمية ، ولكنها لا تودي المطلوب الذي تنشده الدولة ، وحسب ما هو مؤمل من تخريج الكفاءات المتعددة ، لذا اقتضت الحكمة توحيد الجهود في هذا المجال ، ليكون التعليم تحت مظلة وزارة المعارف ،الجهة الرسمية المعتبرة ، وإلغاء كلما ينافسها من الأنشطة الشخصية والمدارس الأهلية في جميع مناطق المملكة ، فقّلّ الدعم الذي كان يبذل لهذه المدارس ثم قطع بالكلية ، وكان من ضمنها مدارس فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي (رحمه الله) في المنطقة الجنوبية، فتقلصت هذه المدارس تبعا لذلك ، إلى أن أقفلت نهائيا في عام 1379هـ . بعد قفلها تفرق العاملون فيها، من معلمين ومراقبين ومشرفين، فوجد الشيخ نفسه خاليا من العمل الوظيفي، وهو بحاجة إلى إيجاد عمل مناسب له ، يؤدي من خلاله واجبه ويسعى في تحصيل رزقه، وكانت الوظائف في ذلك الحين قليلة ومحدودة ، وأصبحت الشهادات الدراسية الرسمية ضرورة ، فقرر حينها الالتحاق بمعهد صامطة العلمي طالبا منتظما، ليحصل منه على شهادة علمية توهله لوظيفة حكومية مناسبة ، إلا انه لم يقبل منتظما لكبر سنه ولان مستواه العلمي يفوق الطلاب الذين سيدرس معهم، فالتحق بالقسم الثانوي فترة وجيزة كطالب مستمع ، وحينها سعى شيخه وزملائه وعارفوه والحوا عليه في قبول ترشيحه للعمل قاضيا . تمّ ترشيحه مرة أخرى من قبل شيخه قاضيا، وتمت مباشرته قاضيا للمحكمة الشرعية في بني مالك في شهر ذي القعدة من عام 1381هـ ، واستمر في هذا العمل يترقى في مراتبه القضائية إلى أن وصل فيها إلى درجة رئيس محكمة (أ) وفي نفس محكمة بني مالك ، ويقوم بالعمل مكلفا على فترات في كل من محكمة فيفا وفي محكمة عيبان (بلغازي) في حالة غياب القاضي فيهما في مهمة أو تمتعه بإجازة رسمية ، وكذلك ينتدب للعمل في المحكمة المؤقتة في جبل الحشر لعدة أيام من كل شهر ، إلى أن أحيل على التقاعد في 1/7/1409هـ لبلوغه السن النظامية (70) سنة، لكون تاريخ ميلاده المسجل في حفيظة النفوس انه من مواليد عام 1339هـ ، وقد بلغت خدماته في القضاء لأكثر من ثمان وعشرين سنة رحمه الله وغفر له. كان طوال حياته الوظيفية في القضاء، متميزا بالعدل والتروي والنزاهة ، ويتصف بالحلم والصبر والأناة ، ومعالجة الأمور بالحكمة والتعقل والبصيرة، والسعي في حل النزاعات بالتي هي أحسن ، والحرص على الوصول إلى الصلح والتراضي بين الخصوم ، واستلال الضغائن وإزالة أسباب التباعد والتنافر بين الناس، وزرع المحبة والألفة بينهم ، فكان يتأنى كثيرا، ولا يستعجل في إصدار أحكامه إلا بعد أن تنفد كل الوسائل الممكنة في إصلاح ذات البين، وإصرار المتخاصمان على اخذ القاصي من حكم الشرع ، دون تنازل أو إعفاء أو تسامح ، فعندها يصدع بالحكم المناسب دون تردد . صفاته الشخصية : كان تقيا متواضعا،على جانب كبير من اللين والطيبة والسماحة، يألفه الناس ويحبه كل من عرفه، فلا يتكبر ولا يترفع على احد مهما كان ، بل لا تكاد تميزه عن غيره إن لم تعرّف به شخصيا، لجميل تواضعه وسماحة نفسه ، ولكنه مع ذلك شديد في إيضاح الحق والحكم به، وتنفيذ شرع الله فيما وجب دون هوادة أو تراخ. وكان كريما جوادا ودودا، بيته مفتوح لكل الناس، وقد مضت فترة كان الناس في حاجة وفاقه،فكان ملاذا لكل ذي حاجة، وفي عمله الذي يشمل جميع قطاع بني مالك من أقصى جبال آل تليد وآل يحي وزيدان وجبال العزة وآل علي والحشر وآل خالد وآل سعيد وحبس وآل سلمى ،يأتي إليه منها الكثير من أهل الحاجات لمراجعة المحكمة آو المركز، ولم تكن فيما مضى تتوفر للناس أماكن للراحة، ولا من يهيئ لهم الطعام والسكن، ولا تتوفر وسائل المواصلات كما هو الحال الآن ، أيام كان المركز والمحكمة يقعان في القهبة، ثم في بداية انتقالهما إلى سوق الداير في عام 1389هـ ، فكان بعض الناس أو معظمهم يضطر للبقاء أياما قرب المركز والمحكمة إلى أن ينجز ما لديه من مراجعات ، فيكون أثنائها في ضيافة المركز سواء عند القاضي أو لدى الأمير، وكلاهما كريمان جوادان، أو لدى جيران المركز، فكان بيته رحمه الله مفتوحا لكل طارق وغريب، يجلس ويأكل وينام إلى أن يفرغ من قضاء حوائجه ، غفر الله له وجزاه كل خير على ما قدم وبذل وجعلها في موازين حسناته, وصالح أعماله. ![]() (القاضي علي بن احمد وشيخ شمل بني مالك حسين بن جابر والأمير عبدالله بن قزيز (رحمهم الله) وكان مؤمنا صابرا محتسبا، ابتلاه الله بالكثير من الابتلاءات والمصائب ، في نفسه وفي أهله وولده، فكان مثال المؤمن الصابر المحتسب،نحسبه كذلك والله حسيبه،ولعلها سابق بشرى ليندرج تحت من عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (من يرد الله به خيرا يصب منه ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وان الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) نرجو أن يكون كذلك، لقد ابتلي (رحمه الله) بالكثير من المصائب أصيب في ولده البكر(عبد الله) بعدما بلغ مبلغ الرجال، وأصبح يؤمل فيه الخير والنفع ويعتمد عليه، حيث ثارت فيه بندقية زميله وصديقه عن طريق الخطأ فقتلته في الحال،فتقبل ذلك (رحمه الله) بكل صبر وتجلد واحتسبه عند الله سبحانه وتعالى ،ولم يؤثر في علاقاتهم هو وأهل المتسبب (غفر الله لهم جميعا) ، وابتلاه الله بعدها بفقد زوجته رفيقته وأم أولاده (عافية بنت علي) ومعها ابنتها الصغيرة (فايزة) حيث احتملهما السيل وأغرقهما رحمهما الله وغفر له و لهما، وابتلاه الله في نفسه بالمرض، حيث كان كثير الأسقام والأمراض، نحيل الجسم ، أصيب في آخر حياته بالفشل الكلوي، فكان يبقى الساعات الطوال تحت أجهزة الغسيل الكلوي ،واضطر للاستقرار والسكن في مدينة جدة بعد تقاعده لأجل ذلك، وقد سافر على حسابه الخاص إلى دولة الهند للعلاج ، وقام بزراعة كلية بديلة له هناك ، ولكنها ما أسرع ما انتقضت ولم يتقبلها الجسم وفشلت ، وعاد من جديد إلى الغسيل الكلوي ولكنه لم يمهله الأجل بعد ذلك كثيرا ، رحمه الله وغفر له وجعل كل ذلك في موازين حسناته . حياته الاجتماعية : تزوج عدة زوجات مباركات وهن : 1. الفاضلة الشهيدة /عافية بنت علي مسعود المثيبي الفيفي أم عبد الله رحمهما الله . 2. الفاضلة /جميلة بنت يحي جبران الشراحيلي أم بندر حفظها الله. 3. الفاضلة /فاطمة بنت جبران احمد الفيفي لم ترزق بولد حفظها الله . وله من الأولاد والبنات حسب الميلاد: 1. عبدالله رحمه الله . 2. مريم. 3. محمد . 4. احمد . 5. نعمة رحمها الله . 6. خالد . 7. سليمان . 8. فايزة رحمها الله . 9. خديجة رحمها الله. 10. فاطمة . 11. خيرة . 12. بندر. رحم الله من مات منهم وحفظ بحفظه وتوفيقه الباقين وبارك فيهم ونفع بهم . وفاته : عانى كثيرا من المرض في أواخر حياته، وأصيب بفشل كلوي، واضطر إلى السفر إلى دولة الهند، وقام بزراعة كلية بديلة ، وقد استمرت لفترة بسيطة ثم فشلت هي الأخرى، وفي فجر يوم السبت الموافق 1410/4/6هـ توفي رحمه الله في مدينة جدة التي استقر بها بعد مرضه وتقاعده ، وصلي عليه في ظهر اليوم نفسه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ودفن في مقبرة المعلاة رحمه الله رحمة الأبرار وغفر له واسكنه فسيح جناته، وبارك له في أعماله وذريته ، وجعلهم صلة بر وعمل صالح يرفع من درجاته . وفد رثاه الوالد فضيلة الشيخ علي بن قاسم حفظه الله بقصيدة بعنوان (أودى الوفاء ) وهي: أودى الوفــاء فركنـه منـهــار ## واللين والإحسـان والإيثــار والحــلـم وهـو سـجـية محمـودة ## ونـزاهـة وتواضـع ونجـار وشمـائل وفضـائـل ومكارم ## أودت وأودى الحزم والإصرار أودى السخـاء فهل له من عودة ## أودى الحياء وأنـاءة ووقـار أودى وأودى الصدع بالحق الذي ## لا ريب فيه وان أبى الجبار *** ما هـذه الـدنيـا بدار إقـامـة ## بـل مـرتـقى يجتـازه العبـار ومجـال أعمـال وسعي ثـابت ## ومحصـل يجـزي به الجبـار فالصـالـحون مقـامهم في جنـة ## تنسى بها الأتراح والاكـدار والمجرمـون مكبكبون أذلـة ## يـا بئس مثوى المجرمـون النار *** أأخي علي يا أبن احمد فقدكم ## أدمى المحاجر والدموع غزار كم رضت بالرفق الذي أوتيته ## صعب المراس فزالت الاوحار وانقـاد للحكم الذي أصدرتــه ## لم يلزم التنـفيذ والإجبــار كم قمت في نصر الضعيف أنلته ## حقا له إذ عزت الأنصار ضحيت بالوقت الثمين وراحة ## كي يعتلي للعدل منك منار *** أأبا محمــد إن فقـــدك مــوجع ## ومـؤرق إذ حمـت الأقــدار ما خلت يـا خلي بأنك سـابقي ## لكنها الآجــال والأعـمــار قد كنت انسي في الحياة وصاحبي ## ورفيق عمري يوم نحن صغار ولئن ذرفت الدمع بعـدك حسـرة ## فلقد مضيت وذا لنـا إنذار والمـوت اكبر واعظ ومذكر ## ثمــر يجذ وذا به الإزهــار أزف الرحـيـل وان أتـى إبـانه ## لا يقبل التمديد والاعـذار *** ذوت (الذراع) وأهلها وتفرقوا ## أين الاباة الشوس والأحرار أين الالى كان (القويد) يضمهم ## والانديات بها الحديث يدار قصص البطولة والرجولة والوفا ## لا من هو القوال والكوار ماتوا ولكن هل نموت بموتهم ## كلا فلــيـل يقتفيه نهــار وعـزاؤنا أنجـالكم من بعـدكم ## وعــوارف أسديتهن كبــار صبرا بني الشيخ الجليل وإخوة ## ما خاب محتسب ولا صبار مكة المكرمة في 9/4/1410هـ رحمه الله واسكنه فسيح جناته وبارك فيها من أسرة مباركة طيبة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي أبو جمال
الرياض في 16/9/1432هـ ملحوظة: الشكر الجزيل لفضيلة الشيخ فرحان بن سليمان، والأخ خالد بن علي احمد، والعم الغالي مفرح بن قاسم ، والشقيق منير بن علي ، وكل من زودني بمعلومة حول الموضوع . |
الاثنين، 8 أبريل 2013
القاضي علي بن احمد آل شحرة (قاضي بني مالك)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق