الاثنين، 8 أبريل 2013

د ـ احمد بن علي احمد الاخشمي


حسن إدارة الوقت ، فن لا يقدر عليه إلا قلة من الناس، فتنظيم وقتك بحيث يستوعب مهامك وواجباتك وراحة نفسك ، بحيث لا تتداخل، ولا يطغى شيء منها على آخر، تكون كل الأمور مهمة لديك، تعطي كل منها حقه من الوقت ، فلا يستحوذ بعضها على كل الوقت ، أو يشغلك شيء منها عما سواه، مهما كانت أهميته ، فلكل منها حصة مقدرة من الوقت ، لا تزيد ولا تنقص ، وأنت المدير الذي تسيّر وقتك وتوزعه بينها في توازن عادل ، وهذا هو النجاح الحقيقي المنشود، فكثير من الناس إن لم يكن معظمهم ، يلتهي ببعض الأمور في حياته، حتى تشغله أو تصرفه عما سواها، فتراه إن اهتم بأمر أعطاه كل وقته وكل جهده، ولا بد أن يكون ذلك على حساب أمور أخرى يهملها ، فالوقت هو رأس مال الإنسان ، وهو الأداة التي تصرف فيها كل الأعمال، فإذا لم يحسن الإنسان توزيعه، على حسب مهامه ومشاغله، أصابه الفشل والخسران، مهما حقق من نجاحات في هذا الأمر الذي صرفه فيه، لأنه لم ينظر إلى ما ترتب عليه من تفويت مصالح في الجانب الآخر، قال صلى الله عليه وسلم (صدق سلمان، عندما اخبره بما نصح به أخيه أبي الدرداء رضي الله عنهماـ لما زاره في بيته ووجده يقضي كامل وقته في العبادة لله، صوم بالنهار وقيام بالليل، على حساب واجباته مع حق نفسه من الراحة والغذاء وحق زوجه ـ فقال له : إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه) فقال صلى الله عليه وسلم مؤيدا له (صدق سلمان).
إذا فإدارة الوقت هو النجاح في الحياة ، تتقن الكيفية المثلى في إدارة حياتك، وذلك من أهم المهمات وأصعب الواجبات، ولا يستطيع ذلك إلا من كان على قدر كبير من القوة والحزم والصبر ، فالإنسان يحتاج لكي يدير وقته بالشكل الصحيح، إلى فهم حقيقي لمهامه وأولوياته ،ما له وما عليه ، ويحتاج إلى دربة طويلة لإتقان ذلك ، والى قوة عزيمة وإرادة وثبات ، والى طول نفس وصبر وجلد.
صاحبنا ورفيق رحلتنا في هذه الحلقة، عرفته من فترة ليست بالقصيرة، عرفت فيه الأدب الجم والتواضع الكامل ، يتحلى بالكثير من الصفات الجميلة، من حسن الخلق الذي يزينه علم ويقين وثقة عالية بالنفس، واحترام مفرط لمن معه كبروا أو صغروا، وحضور بديهة، وخفة روح وصفاء نفس ، تلقاه متواجدا ومؤثرا في مجتمعه ، إن غاب فقد، ولا يسد مكانه احد، يؤدي وظيفته الاجتماعية وما أوكل إليه بكل اقتدار، وكأنه لا شاغل له عنها ، وتجده في نفس الوقت يبني حياته الخاصة دون تفريط أو كلل، يدرس ويدرّس، ويبحث ويحضّر ، دون أن يؤثر هذا على هذا ، يعطي كل شان من أموره الخاصة والعامة حقه المستحق ، يدير وقته بحسب أولوياته دون تأثير على سير حياته، يعمل بصمت ،وأفعاله تتكلم وليست أقواله، حصل على درجتين للماجستير، ثم نال بعدهما الدكتوراه، كان يعمل فيها بكل جد واجتهاد، ينقب في أمهات الكتب، ويسافر هنا وهناك، ويتردد على المكتبات ودور البحث، يسهر ليله ، ويكدّ فكره ، يعد ويمحّص ويستنتج، ومعظم من كان حوله لا يدرون بكثير من ذلك ، ولا يحسون بتقصير في جهده وحضوره معهم ، حتى أن الغالبية منهم تفاجأ عندما علم بنبأ حصوله على درجة الدكتوراه، بل إن بعضهم لم يكد يصدق، فعادة وكما تعودنا من أمثاله الذين يعملون على الحصول على مثل هذه الدرجة أو حتى اقل منها، ينقطعون كلية عن كل الناس، حتى من أهلهم وأقربائهم ،وعن العالم من حولهم ، بحجة أن الواحد منهم مشغول بما هو اكبر من أي أمر آخر .
وما نريد الوصول إليه، هو إثبات تميزه في حسن إدارة وقته، وتوزيع جهده ومتطلبات حياته، بطريقة راقية وسليمة وناجحة، ومن لا يعرف قدرات هذا الرجل التي المحنا إليها، وغيرها الكثير من التميز، فليواصل قراءة الأسطر التالية، ليتعرف على شيء من سيرته العطرة ، وحكايته في هذه الحياة ، حفظه الله ووفقه .
انه : الدكتور احمد بن علي بن احمد بن علي بن اسعد بن جابر بن يحيى الاخشمي الفيفي .

image



والده علي بن احمد (حفظه الله)، نشأ يتيم الأب، ولكنه مدرك للحياة، فهو الرجل المكافح الصبور ، التاجر الصادق، صاحب البسمة الدائمة، والخلق الحسن، والكلمة المتفائلة، تجده في مقدمة كل عمل خيّر، مبادر بنفسه وجهده وماله، ومن الأعضاء المؤثرين في مجتمعه، صريح صادق النصيحة، لا يخبئ خلاف ما يظهر، إن قال صدق وان قيل له صدّق، عرك الحياة واستوعبها، وأحسن تربية أبنائه، على الكثير من الأخلاق الطيبة النبيلة ، والصفات الحميدة الكريمة، وزرع فيهم الخير وقوة الإيمان، نشّأهم على تعلم القرآن من صغرهم، فكان له مدرسة خاصة في بيته، يتدارس فيها القرآن الكريم، جميع أفراد الأسرة، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم ، على فترتين كل يوم لا تنقطع ، بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة المغرب، وقد ينضم إليهم أحيانا بعض الأقران، من أبناء العمومة والأخوال ، وفي رمضان تتسع الدائرة ، ويختلف الوقت والمكان ، فتكون في مسجد المعرف ، طوال الشهر من بعد صلاة العشاء إلى موعد السحور، فبذلك زرع هذا الوالد الصالح، في أبنائه حب الخير وحب القرآن الكريم، تعلموه وأتقنوه تلاوة وحفظا ،علما وعملا ، حفظه الله بحفظه ، وحفظ هذه الأسرة المباركة ، وبارك فيه من أب صالح موفق، وختم له بالصالحات من الأعمال، وثقل بها موازين حسناته.
وأمه هي : الفاضلة مريم بنت سليمان بن اسعد الاخشمي، والدها هو الشيخ سليمان بن اسعد شيخ قبيلة آل مخشم لما يقارب الستين سنة، تولاها من شبابه خلفا لوالده، وما زال إلى تاريخه، أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، وختم له بالصالحات، رجل صدق وأمانة وحسن خلق ولطف تعامل ، والبنت كما قيل (سر أبيها) وفقها الله واقر عينيها بأولادها دنيا وآخرة .
ولد لهما (احمد) في منزلهما الواسط، في وسط بقعة آل مخشم، في بقعة المعرف في تاريخ 28/8/1392هـ، وكان ترتيبه بين أخوته لأبيه الرابع ، والثاني بين أشقائه، ولد لهذين الأبوين الفاضلين، فقبس منهما الكثير، من حسن التربية وجميل الأخلاق، وكريم الصفات ومحاسنها ، فبرز بوضح وجلاء على شخصيته المتألقة المتفائلة الناجحة.
تعليمه:
لم يعي على هذه الحياة ويبدأ إدراكه لما حوله، إلا وهو منتظم في مدرسة القرآن الكريم القائمة في بيتهم، التي أوجدها والده الواعي في منزلهم، كما اشرنا سابقا ، حيث ألزم الوالد نفسه ببرنامج دراسي يشمل كل أفراد الأسرة، يتدارسون القرآن الكريم فيما بينهم، على فترتين صباحية ومسائية ، احدهما من صلاة الفجر إلى الإفطار، لينطلق بعدها الطلاب منهم إلى مدارسهم مبكرين، وقد يختلف البرنامج فيها قليلا ، حسب طول الوقت من طلوع الفجر إلى شروق الشمس، فإذا ما كان الوقت قصيرا، اكتفوا بدرس المساء ، ودرس المساء يبدأ من بعد المغرب إلى صلاة العشاء.
فهذا النظام إضافة إلى ما فيه من بركة على البيت وأهله، فهم يستفيدون جميعا من إتقان القرآن الكريم، مما أعانهم على التفوق الدراسي، فالقرآن الكريم يقوي الإيمان، ويجلوا الفكر، ويوسع المدارك، ويهذب اللسان، واحمد أتقن قراءة القرآن بمهارة، وحفظ عدة أجزاء قبل أن يدخل المدرسة، وانطلق لسانه في إتقان النطق الصحيح ، فكان يمتلك قدراً جيداً من مهارات الإلقاء، أعانته على اجتياز الدراسة المنهجية بكل يسر وتفوق ، وميزه في الأنشطة ألا منهجية في المدرسة ، فكان عنصراً من العناصر الأساسية المشاركة في الإذاعة المدرسية في المعهد العلمي، وفي المناسبات والاحتفالات المختلفة.
وأما انضمامه إلى المدرسة الابتدائية ، فقد تأخر قليلا، عن سن الدراسة المعتبر(ست سنوات ) ، لان موقع المدرسة الابتدائية ، (ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم) في النفيعة، ولبعد بيتهم عن هذا الموقع ، وما بينهما من عقبة كؤود، وطريق شاق المسالك صعب بعيد، يتطلب الذهاب فيه سيرا على الأقدام قرابة الساعة، في منطقة جبلية ذات مسالك وعرة، يصعدون خلالها ضلعا مستقيما شاقا، ومنطقة خالية من السكان والبيوت والمزارع (أطوار العفارة) ، لذلك أشفق عليه والده لصغر سنه ، فآثر تأخير تسجيله إلى أن يكبر قليلا، ليشتد عوده ويقوى ساعده ، فلم يلحقه بالمدرسة إلا عندما بلغ السابعة من عمره.
أحس حينها بشيء من الإحباط، وهو يرى إخوته وأبناء عمومته وجيرانهم من الطلاب ، وهم في غدوهم ورواحهم من والى المدرسة، فكان يتحرق شوقا إلى الانضمام إليهم ، ولمّا يدرك ما يعانونه من مشقة الطريق وبعدها ، مما يتطلب التحرك من بيوتهم قبل طلوع الشمس ، ولا يعودون إلا قبيل صلاة العصر، ولكنها اللهفة لاكتشاف هذا العالم المجهول، طغى في نفسه عن كل ما سواه ، لأجل ذلك كان يرقبهم في غبطة، وهم ينطلقون مع كل صباح، في طريقهم إلى المدرسة، حتى يغيبون عن ناظريه، ويرقبهم وهم عائدون في المساء، وكم حلم بان يكون رفيق دربهم ، يحمل حقيبته وكتبه كل صباح مثلهم، ويردد القراءة والأناشيد معهم، وكم من صور وردية كانت تداعب مخيلته الصغيرة تسابقهم ، وتحلق في عالم المدرسة الجميل.
مع بداية العام الدراسي 1400/1401هـ، وقد تحفزت نفسه كثيرا ، وبلغت قمة الرغبة والجاهزية ،هاهو يصل إلى تحقيق حلمه ، و يسير أمام إخوته في رحلة المستقبل العظيم، وما زال يواصل سيره في هذا الطريق الممتع ، حتى فاقهم وفاق كل أقرانه، وتفرد دونهم في المقدمة ، لم يتخلى عنها أو يتقهقر، وفقه الله وزاده رفعة وأعلى من درجاته دنيا وآخرة (..... سلك الله به طريقا إلى الجنة).
بعد التحاقه بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بفيفاء، التي بقي فيها إلى الصف الخامس الابتدائي، متفوقا متطلعا دوما إلى الأمام ، لا يرضى بديلا عن المراكز الأولى طوال هذه الفترة ، وفي الفصل الدراسي الثاني من ذلك العام ، حولت الدراسة في المدرسة مؤقتا إلى الفترة المسائية، لملاحظات فنية على المبنى، تطلبت ترميمه والبحث عن مبنى بديل، فأثر ذلك على برنامجه اليومي في الذهاب والعودة دون بقية الأخوة، فلم يعد معه منهم احد ، فقد تخرجوا وانتقلوا إلى المراحل العليا ، لأجل ذلك سعى والده لنقله إلى المرحلة التمهيدية في المعهد العلمي، التي توازي الصفين الخامس والسادس الابتدائي، لكي يطمئن عليه مع أخوته في مكان واحد، يذهبون ويأتون مع بعضهم .
تم قبوله مباشرة في الصف الثاني تمهيدي ، التي تعادل الصف السادس الابتدائي ، وبعد نجاحه من هذا الصف، انتقل مباشرة إلى المرحلة المتوسطة في المعهد ، وواصل نجاحه وتفوقه سنة بعد أخرى، وأحب المعهد ودروسه وأبدع، وكان له الكثير من الأنشطة ألا منهجية ، ومن أقطاب إذاعة المعهد ، فمضت به سنين المعهد سريعة حلوة هنيئة، إلى أن تخرج من الصف الثالث الثانوي في العام الدراسي 1411/1412هـ ،بتقدير (ممتاز) .
وكانت له في هذه المرحلة العديد من الذكريات الجميلة، وغير الجميلة، وان كان غير الجميل هو الذي يبقى في الذاكرة ، ويصبح له حلاوة ومتعة لا تنسى ، وهي التي يستعيدها الإنسان في الغالب ، فلبعد منزلهم عن المدارس التي درس فيها ، سواء ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم، أو في المعهد العلمي، وللطريق الشاق المتعب الذي يسلكونه كل يوم، ذهابا وعودة من واليها ، على مدار فصول السنة وتقلباتها الجوية، واختلاف المناخ بين شمس وغيم وحر وبرد، ورياح وأمطار، وما يتعرض له من مخاطر الطريق ومسالكها الوعرة ، وما يصادفه من حشرات وهوام وحيات خطرة، وما يعترضه فيها من بعض الحيوانات المؤذية والكلاب الضالة ، وما يمر به من مناطق موحشة، ومزالق خطرة ، فهو يسلك في طريقه مع أخوته بعض الغابات والأشجار والأحراش الملتفة ، فيقابلون في طريقهم الكثير من الصعوبات والمواقف الخطرة ، لنسمع منه شيئا من ذلك ، ونعيش معه بعض المواقف، ولنختار ما يخص ذكرياته مع الأمطار، وما أكثر نزولها في تلك النواحي، (زادها الله بركة ونماء) ، وحكايته مع هذه الأمطار أكثر تخليدا ، لأنه يتعرض لها كثيرا، ولكنه في بعض الأحيان لا يجد ما يتقيها به، لإتيانها فجأة دون احتياطا منه مسبق ، ولوجود مسافة بعيدة تفصله عن منزله، في منطقة شبه خالية من البيوت التي قد يحتمي فيها خلال نزول هذه الأمطار، فيقول عن شيء من هذه الذكريات :
بسبب بُعد المنزل عن مقر المدرسة، والظروف المناخية التي كانت تشهدها المنطقة في بعض الأحيان، من سقوط الأمطار الغزيرة، وجريان السيول في أوقات متعددة من العام، وفي ظل تعوّدي على الانضباط، وعدم أخذ الأعذار حجة للغياب، فقد كانت لي مع تلك الأجواء بعض المواقف، ومنها موقفان لا زلت اذكر تفاصيلهما جيداً :
الموقف الأول: حين كنت في الصف الخامس الابتدائي، وتحديداً في الفصل الدراسي الثاني، (كان عمري حينئذ حوالي 12 سنة) نُقل مقر الدراسة في التحفيظ إلى ثانوية فيفاء بنيد الدارة، بسبب أعمال الترميم التي أجريت على مبنى التحفيظ، وحُوّلت الدراسة إلى الفترة المسائية من بعد الظهر إلى بعيد العصر، وفي أحد الأيام وبعد خروجي من المدرسة بعد العصر، كانت الأمطار قد بدأت في الهطول، وواصلت المشي إلى (مبسط) إذ لم أصل هناك إلا وقد اشتدت الأمطار جداً، وكانت مصحوبة بهواء شديد، بالإضافة إلى البرق والرعد المتواصل، كان الجو في غاية الرعب، وكان بيتنا لا يزال بعيداً، والطريق وعر، وربما كان معرضاً للانهيارات بسبب شدة الأمطار والسيول، حاولت الاختباء بجانب أحد البيوت في مبسط، ولكن ذلك لم يَـحْـمِني من غزارة الأمطار، وقوة الرياح وشدة البرد، الذي بدأ يزلزلني بسبب تبلل ثيابي بالكامل... لم أكن أجرؤ على طرق باب بيت لأحتمي به، اختلطت دموعي مع قطرات المطر، ولكن هذا الموقف الشديد لم يشلّ تفكيري في البحث عن مخرج من هذا الموقف، هداني تفكيري إلى أن اطلع إلى بيت الشيخ حسن بن أحمد آل خفشة رحمه الله(النغوة) فقد كان لي فيه قرابة، إذ كانت زوجة الشيخ جدةً لي (أختاً لجدي لأمي) رحمها الله، قررت الذهاب إلى ذلك البيت رغم شدة تبلل ثيابي، وبعد الطريق قليلاً في ظل تلك الظروف، وحين وصلت إلى البيت استقبلتني جدتي، وجففت ثيابي الخارجية، وأحضرت لي جمراً أستدفئ به، وغطتني ببطانية إلى أن ذهب عني ما بي من بَرْد وخوف، وقبيل المغرب كانت الأمطار قد توقفت، فخرجت من عندهم متوجها إلى بيتي من طريق (العفارة)، وحين وصلت البيت لا أذكر أن أهلي كانوا قد (قلقوا) علي، إذ كانوا يظنوني بقيت في المدرسة حتى انقطاع المطر.
الموقف الثاني: وكان حينئذ في الصف الأول الثانوي بالمعهد العلمي، وتحديداً في أيام الاختبارات النهائية للفصل الثاني، خرج من بيته صباحاً والأجواء تنذر بالمطر، وتوجه إلى الطريق الذي يسلكه عادة، (طريق العفارة، ثم الاتجاه باتجاه الجُرَنَة، ثم وسط البقعة إلى المعهد) ولم يحتط لنفسه بمظله كما فعل بعض زملائه الذين يتقابل معهم في الطريق، وبعد خروجه بقليل بدأت الأمطار تسقط خفيفة واشتدت قليلاً بعد تجاوزه ( الجُرنة)، وحين وصل (الشِّباب) كانت ثيابه قد تبللت كثيراً، وحينها عزم على العودة إلى البيت لتغيير ملابسه رغم محاولة أصحابه أن يثنوه عن ذلك، وبخاصة أن موعد بدء الامتحان قد اقترب إذ لم يبق على بدايته إلا قريباً من نصف ساعة، لكنه أصر على موقفه، عاد إلى البيت جرياً، وغيّر ملابسه، وأخذ مظلته، ورجع مسرعاً، وصل إلى المعهد وقد مضى على بدء الاختبار أكثر من خمس دقائق، لكن الموقف الذي لن ينساه أن مدير المعهد الشيخ عبد الله بن حسن (حفظه الله)، وبعد أن علم بالموقف الذي حصل من زملائه الذين وصلوا قبله، أمر مراقب الاختبار في الصف أن يتريث قليلاً بتوزيع الأسئلة حتى وصوله، وهو ما تمّ بالفعل، حيث لم توزع الأسئلة إلا بعد دخوله قاعة الامتحان.
هذه المواقف وان كانت في نظر البعض بسيطة، ولكن لها دلالاتها، فالموقف الأول يدل على حسن التصرف منه رغم صغر سنة، ثم وضع الأهل واطمئنانهم على مثله وهو في هذه السن، وما يعرفونه من الطريق الذي يقطعه وحيدا، في مناطق خالية مهجورة، وفي هذا الجو العاصف الممطر، وما قد يتعرض له بسبب ذلك ، فلو قارنا بين حالهم وحال كثير من الأسر اليوم وحتى في ذلك الوقت ،لأحسسنا بالتميز في تلك الأسرة، من حسن التوكل وقوة الإيمان ، والصبر والجلد والتعود على المصاعب، (وما نيل المطالب بالتمني) ، ثم نلحظ أن النظام الذي كان مطبق في بيتهم من (الوالد) حفظه الله، أن الدراسة وطلب العلم في رأس الأولويات، فكان حازم في المواظبة على الدراسة مع الجميع ، فالغياب عن المدرسة فكرة مرفوضة لديه ، إلا في نطاق ضيق جداً، حين يكون الابن مريضاً مرضاً شديداً، لا يستطيع معه القيام من فراشه، ولذا فقد تعوّد احمد على الانضباط في الدراسة وعدم التغيب عنها، وقد امتد معه ذلك إلى المرحلة الجامعية (كما يقول)، فعلى الرغم من بعده عن والده، بالإضافة إلى النظام الجامعي الذي يتيح للطالب فرصة غياب ما لا يزيد عن 20% من ساعات المقرر الواحد، إلا أنه كان منتظماً في حضوره، لدرجة أن مجموع عدد الأيام التي تغيبها، طوال الدراسة في المرحلة الجامعية والدراسات العليا، لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .
وما يميزه أيضا ومن تلك السن المبكرة ، ما جبل عليه من قوة الشخصية، وحسن الخلق والسمت والهدوء والأدب الرفيع ، والانضباط والجدية في كل أموره ، لذلك كان يكلف بمهمة (عريف الفصل) في جميع الصفوف الدراسية، من الصف الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي .
بعد تخرجه من المعهد العلمي، بادر حاملا شهادته، ميمما مدينة الرياض، وهناك التحق بكلية اللغة العربية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حلمه وطموحه وميول نفسه ، فتم التحاقه بها وعاش فيها أحلى سنين عمره ، وهنا فقط ارتاح من عناء الطريق ، ولكن في المقابل عان من فقد الأسرة بالبعد عنها ، ومن فقد حنان الوالدين الدافق، ولكنه دارى نفسه واشغلها بالأهم، من تحصيل العلم وبناء المستقبل، وانطلق يمتع نفسه بالدراسة واكتساب الكثير مما يتشوق إليه من المعارف وطلب العلم، وتعرف على العديد من الزملاء والأصدقاء، واكتشف المواهب الكامنة في داخل نفسه ،فنال النجاح اثر النجاح ، وكسب الثقة بنفسه في كثير من الأمور، ومضت به السنين سريعة، إلى أن تخرج من الجامعة في العام الجامعي 1416/1417هـ، وحصل على شهادتها بتقدير (ممتاز).
والتحق مباشرة بالسنة المنهجية للدراسات العليا (مرحلة الماجستير)، بقسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وحققها بتفوق وحصل على تقدير (ممتاز)، مما أتاح له فرصة مواصلة الدراسات العليا لمرحلة الماجستير بالقسم، وحصل على درجة الماجستير في الأدب العربي، من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1424هـ بتقدير( ممتاز ) وكان عنوان بحثه لهذه الرسالة ( عزيز ضياء ناثراً).
وفي أثناء عمله معلماً،في مدارس الحرس الوطني، لاحظ ضعف الطلاب في مهارات اللغة العربية، ورأى أن الحاجة إلى تطوير مناهجها، وطرائق تدريسها، مما شجعه على الالتحاق ببرنامج الماجستير، في تخصص المناهج وطرق التدريس، بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على درجة الماجستير، بتقدير (ممتاز) في عام 1426هـ، وكان عنوان البحث المكمل للدرجة العلمية (أسباب ضعف طلاب المرحلة المتوسطة في مهارات التعبير، من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين).
التحق في عام 1429هـ ببرنامج الدكتوراه، في تخصص المناهج وطرق التدريس، بكلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على درجتها العلمية، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في عام 1433هـ، وكان عنوان بحثه المقدم فيها (تطوير منهج الأدب للصف الأول الثانوي بالمملكة العربية السعودية في ضوء مقومات التذوق الأدبي) .
وقد التحق بالعديد من الدورات التدريبية في المجال التربوي، والتدريب، واللغة الإنجليزية، وتنمية الذات.
الدراسات والأبحاث:
قدم العديد من الدراسات والأبحاث في مسيرته التعليمة، بما يتعلق برسالتيه في الماجستير، ورسالته في الدكتوراه ومن هذه البحوث والدراسات ما يلي :
• عزيز ضياء ناثراً . (رسالة ماجستير في الأدب العربي مقدمة إلى قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )، عام 1424هـ .
• أسباب ضعف طلاب المرحلة المتوسطة في مهارات التعبير، من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين، ( بحث مكمل لنيل درجة الماجستير، في مناهج وطرق تدريس اللغة العربية من قسم التربية "قسم المناهج وطرق التدريس حالياً " بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) ، عام 1426هـ .
• نشرت مكتبة الملك فهد الوطنية في عام 1426هـ جزءاً من رسالته للماجستير في تخصص الأدب، وذلك في كتاب مستقل بعنوان (عزيز ضياء حياته وآثاره وما كتب عنه).
• بحث الدكتوراه (تطوير منهج الأدب للصف الأول الثانوي بالمملكة العربية السعودية في ضوء مقومات التذوق الأدبي) ، عام 1433هـ .
• له عدد من الدراسات العلمية المعدة للنشر، في مجال مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها.
العمل الوظيفي:

كان حلم حياته أن يعمل في التدريس، خير المهن وأفضلها ، وكانت (شخصية المعلم) من الشخصيات التي تأثر بها منذ وقت مبكر في حياته، فقد كان في مراحل دراسته الأولى يتخيل نفسه معلماً، وقد أتاحت له المسافة التي يقطعها من البيت إلى المدرسة والعكس، فرصة للذهاب بعيداً في هذا الخيال، وبخاصة حين يكون وحيداً في ذهابه أو عودته، فيتخيل الشجر والحجر في طريقه طلاباً يقف أمامهم، يحدثهم ويشرح لهم، ويعنّفهم، وقد يجنح به خياله إلى آفاق بعيدة في ذلك، فيقوم بمعاقبة بعض الأشجار وضربها بالعصا التي يحملها في يده، كرمز لكونه معلماً قويّ الشخصية.
ولكن مع ذلك وقد حصل على الشهادة (الجامعية) التي تؤهله لكي يحقق حلمه في أن يكون معلما، فلم يستعجل البدأ في التنفيذ، رغبة منه في اكتساب مزيد من العلوم والدراسات العليا،خشية أن تحد الوظيفة من طموحاته ،وتعرقل مسيرته ، فلم يقدم أوراقه للعمل الوظيفي ، بل قدمها لمواصلة دراسته العليا في السنة المنهجية للماجستير، فلما تم قبوله بها لم يشغل نفسه طوال عام دراسي كامل بغير التفرغ لهذه الدراسة، فلما انتهى من هذا العام وقد حقق النجاح المطلوب ، سعى أولا في تسجيل البحث العلمي المكمل للرسالة ، ولطبيعة احتاج التحضير للبحث العلمي، كان يتردد كثيرا على مكتبة الملك عبد العزيز، ليستعين بما تحويه من المراجع والكتب، فتعرف أثنائها على مدير هذه المكتبة، وبعد تفكير خطر له فكرة إيجاد عمل داخل المكتبة ، ليصيد عصفورين في وقت واحد(كما يقال) عصفور الوظيفة ،والثاني وهو الأهم أن يكون بين الكتب بصفة مستمرة، مما يعينه على بحوثه وتحصيله العلمي، ولما أبدى تلك الرغبة لمدير المكتبة ، وأطلعه على شهاداته وتقديراته، رحب به كثيرا، ولكنه عرض عليه بدل أن يعمل في المكتبة ، أن يعمل في مدارس الحرس الوطني، فكان مدير المكتبة مستشارا تعليميا ومتعاونا مع الحرس الوطني، وقد أقنعه بهذا العرض حين لامس وتر الرغبة الكامنة في نفسه وشغفه بالتدريس، مع ما قدمه له من حوافز ومغريات، فوعده بالمستوى الرابع في هذه المدارس ،حين كانت وزارة المعارف لا تعطي إلا المستوى الثالث، مع إتاحة الفرصة له بمواصلة دراسته العليا ،فوافق بعد الاستخارة وقبل بالعرض ، وكان في ذلك الخير والتوفيق بحمد الله ومنّه .
تعين معلماً في مدرسة سعد بن أبي وقاص المتوسطة، بمدارس الأبناء بالحرس الوطني ، وكانت مدارس الحرس الوطني في تلك الفترة كمثيلاتها في بقية القطاعات العسكرية، مستقلة عن وزارة المعارف، ولها إدارة خاصة بها ،ضمن إدارات الحرس الوطني ، واستمر يعمل فيها على مدى خمس سنوات، من عام (1418هـ إلى عام 1422هـ) وكان في أثناء هذه الفترة قد أنهى بنجاح رسالة الماجستير في الأدب العربي.
في عام 1423هـ تمّ اختياره ليكون أحد أعضاء هيئة التدريس بمعهد القرآن الكريم، بالمدارس العسكرية بالحرس الوطني، وهذا المعهد معهد متخصص لتخريج الأئمة والدعاة من أفراد الحرس الوطني ، وله نظام خاص به وبأعضاء التدريس فيه، حيث للقائمين عليه، الصلاحيات في اختيار الصفوة من العاملين، في بقية مدارس الحرس الوطني، وأثناء عمله في هذا المعهد المتميز ، كان من ضمن المشاركين في لجنة التحكيم فيه، لمسابقة خادم الحرمين الشريفين، لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، للطلاب والطالبات، وذلك من عام 1427هـ إلى 1431هـ ، قبل أن ينتقل إلى الجامعة وبعد انتقاله، حيث استمر عمله في المعهد لمدة ست سنوات من عام (1423هـ إلى 1428هـ).
وفي عام 1429هـ طلب الانتقال للعمل محاضراً، بقسم المناهج وطرق التدريس، (قسم التربية سابقاً) بكلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتم له ذلك.
وفي عام 1432هـ كُلِّفَ بقرار من معالي مدير الجامعة، بالعمل وكيلاً لقسم التربية الخاصة، الذي تم افتتاحه بكلية العلوم الاجتماعية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك لمدة عام واحد، ثم أعيد تكليفه بهذا العمل خلال العام الجامعي الحالي 1433/1434هـ ،وفقه الله وأعلى من درجاته.

اللجان والجمعيات العلمية:
العمل الجامعي يتطلب من عضو التدريس، الحركة والنشاط والبذل المستمر، وبقدر ما تعطي وتنتج ترتفع درجتك ومكانتك العلمية والوظيفية في الجامعة، حتى إن ترقيات عضو هيئة التدريس ترتبط بقدر نتاجه الفكري، وبحوثه العلمية المحكّمة، لأنه إذا ما توقف عن تنشيط فكره وزيادة معلوماته، توقف به الحال عند مستوى معين، وارتد عليه ذلك عجزا وقصورا، لذا فكان ربط العطاء والبذل العلمي بالارتقاء في السلم الوظيفي ،والدرجات العلمية ، اكبر تحفيزا لعضو التدريس لكي يضاعف جهده ويحسن من قدراته العلمية .
ومع انه حديث الالتحاق بالجامعة ، ولكن لطموحه ونشاطه، وغريزة المنافسة المتأصلة لدية على الصفوف الأولى ، حتى وكأنها صفة له لا وصفا، فهو شعلة من النشاط والعطاء، وهو ديدنه في كل الأحوال، تعوده وسار عليه في كل أموره ، بل وأصبح نهجه وطريقته ، فنجده مشاركا في العديد من الأنشطة والفعاليات ومنها:
• عضو اللجنة الدائمة لتأسيس وإعداد خطط قسم التربية الخاصة، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
• عضو لجنة التوثيق وتقنية المعلومات، بكلية العلوم الاجتماعية.
• عضو في الجمعية السعودية، للعلوم التربوية والنفسية.
• منسق لجنة التحكيم، بمسابقة خادم الحرمين الشريفين، لحفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية، للطلاب والطالبات منذ عام 1427هـ/ 1431هـ ، قبل أن ينتقل إلى الجامعة عندما كان احد أعضاء هيئة التدريس بمعهد القرآن الكريم في الحرس الوطني.
• بالإضافة إلى عضويته في عدد من اللجان العلمية، بقسم التربية سابقاً، وفي قسم التربية الخاصة.
الأنشطة الاجتماعية:
هو إنسان اجتماعي من الطراز الأول، لا يحب العزلة ولا يطيقها، يعيش بين الناس مشاركا بنفسه وفكره وماله ، مؤثر في محيطه ومجتمعه ، يسعى لكل ما يقوي أواصر التقارب والمحبة والألفة، بين كل من حوله، مشاركا في تنظيم العديد من الملتقيات والأنشطة الاجتماعية، والثقافية والرياضية لأبناء فيفاء في مدينة الرياض، ويُعد أحد مؤسسي دورة أبناء فيفاء الرياضية بمدينة الرياض، التي تقام سنوياً منذ ثمانية عشر عاماً، كان في البداية لاعبا، أثناء ما كان طالبا في الجامعة ، ثمّ منظما ومن ابرز الداعمين المهمين لها، وكذلك مع قرينتها دورة الصداقة ، التي تقام مرادفة لدورة أبناء فيفاء ، وهي الآن في عامها السابع ، وبسبب أدواره الايجابية المؤثرة ، ومكانته وقربه الشديد من الشباب العاملين في هذه الدورات، ولثقة الجميع بتوجهاته وقدراته التنظيمية والإدارية الفاعلة ، تم اختياره بالإجماع رئيسا للدورات الرياضية لأبناء فيفاء في مدينة الرياض، بدءاً من هذا العام 1434هـ ، ولمدة أربع سنوات ، ويكون من مهامه في هذا المركز،انه المسؤول الأول عن تنظيم كل الدورات الرياضة، لأبناء فيفاء في مدينة الرياض ، من تحديد مواعيدها، ورسم خططها، وسن أنظمتها والإشراف على تطبيقها ، واختيار الرؤساء المنظمين لكل دورة منها كل عام، وحفظ أوراقها، وارشفت المعلومات عنها، وكل ما يتعلق بها في هذا المجال، ومعالجة مشاكلها وما يترتب عليها ، ونتوقع لقدراته بعد توفيق الله تحقيق نقلة كبيرة لهذه الدورات المهمة لأبناء فيفاء في مدينة الرياض، بجميع فئاتها شبابا وأشبالا وناشئين وجميع الأعمار السنية، نتمنى له التوفيق، ومزيد من النجاح في هذا الجانب، وكل الجوانب في حياته الاجتماعية والعلمية والعملية .

الحالة الاجتماعية:
زوجته هي الفاضلة/منيرة بنت حسين اسعد الاخشمي الفيفي ، ولهما من الأولاد :
1. نسرين تدرس في صفوف الروضة.
2. غسان في عامه الأول .
حفظهما الله وأصلحهما، وجعلهما بارين بوالديهما، وقرة عين لهما.
وبعد فهذا نموذج، يحوي العديد من الميزات، التي تضافر على إبرازها فيه، حسن التربية والإعداد الجيد من الوالدين، حيث ربيها على الصدق والتقوى، والالتزام والمثابرة والإصرار والعزيمة، منذ الصغر في بيتهما، وتعاهداه به حتى شب عن الطوق، إلى أن أصبح له سجية وخلقا لا ينفك عنه، ثم بما وهبه الله إياه من الهمة العالية، وقوة الإرادة، وحسن إدارة الوقت واستغلاله في النافع له، ولمن حوله في مجتمعه، وبنى نفسه وعقله بكل نافع من العلوم والمعارف.
أنار الله دربه، وحفظه بحفظه، ووفقه لكل خير، وكثر من أمثاله في مجتمعاتنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محبكم/ عبد الله بن علي قاسم الفيفي ــ ابو جمال
الرياض في 27/3/1434هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق