أول جامعي من أبناء فيفاء
بقلم : الأستاذ/ عبد الله بن علي قاسم الفيفي .
كانت الأمور صعبة، والفرص قليلة، بل ونادرة إن لم تكن معدومة، فالحياة قاسية بشكل قد لا يتصوره الكثير من أبناء هذا الجيل، حتى إن متطلبات الحياة الأساسية لا تتوفر لمعظم الناس، فإذا لم يكد ويكدح الإنسان طوال وقته فلن تتوفر له لقمة العيش الأساسية التي يسد بها رمقه، والكثير من الأسر ينفرط عقدها لهذه الأسباب، فإذا لم يعد في استطاعة الزوج توفير القوت الضروري له ولزوجته ولأبنائه إن كان لديه أبناء فلابد أن يفارق كل منهما رفيقه، ليسعى كل منهما إلى الحفاظ على حياته وما يقيم أودها، وهذا كان الوضع السائد، فالجسوم شاحبة ومنهكة، كلها هياكل عظمية تتحرك،وما أكثر المواسم التي تتساقط فيها هذه الهياكل من الإعياء والجوع والتعب، فإذا ما انتعشت الحياة بنزول الأمطار ووفرة المحاصيل الزراعية، (المصدر الوحيد) عادت الحياة من جديد، واستأنفت بعض هذه الأسر مسيرتها مرة ثانية إن لم يكن قد طال الوقت وكل اخذ مسارا بعيدا عن الآخر ، فليس بالحب فقط تقام الأسر إن لم يسندها شيء من القوت الذي يحفظ الحياة ويغذي هذا الحب ويقيم صلبه، فبفقد القوت يفقد كل معنى للحياة، ومن أول هذه المعاني الحب وتبعاته من الألفة والرحمة والتوادد، وعادة يكون ضحاياها الضعفاء، وهم في الغالب الأبناء، فكم من طفل تيتم وأبواه موجودان على قيد الحياة، ولكن افترقت بهما السبل من اجل لقمة العيش، وكل سار في طريق مختلف عن الآخر، وتذبذب هذا الطفل أو الأطفال بين هذه الاتجاهات، واهتزت حياتهم فتعثر معظمهم وسقط، أو خرج وقد اثخنته الجراح، والقليل النادر من يجتاز هذه المحنة إما لقوة في شخصيته، أو لأنه وجد من يسنده حتى اجتاز هذه المرحلة واستطاع الوقوف على قدميه ونهض بنفسه.
شخصيتنا رجل عصامي بمعنى الكلمة، كانت كل الظروف تقف أمامه حتى من قبل أن يعي معنى الحياة، افترقا والداه وهو دون الثانية من العمر، وبقي مع والدته لفترة ثم اضطر إلى تركها عندما تزوجت من آخر يقيم في بني مالك، وعاد هو إلى والده الحاضر الغائب، فهو لا يستقر كثيرا في البيت، فكونه شاعر مشهور على مستوى فيفاء حتم عليه ذلك التواجد الدائم في معظم المناسبات التي تقام كالاهواد وغيرها، فشهرته توجب عليه عدم التغيب عن أي مناسبة ولا يعفيه الناس من ذلك، فللشاعر مكانة خاصة يجلها الناس ويحترمونها، والمناسبات تنجح أو تخفق على قدر شاعرها أو شعّارها، فهم من يحركون الناس بتفاعلهم، وينعشون الاحتفال بما يبدعونه من أشعار ومحاورات، تؤجج المشاعر، وتجلب الجماهير، فالكثير من هولاء الشعراء لهم جمهور ومعجبون يتابعونهم في كل مناسبة، فإذا ما حضر هذا الشاعر التفوا حوله يرددون أشعاره وأقواله، ولا يكادون ينسون منها شيئا، بل يروونها ويبثونها بين الناس حتى تنتشر وتشتهر، يتفاخرون برده على هذا الشاعر أو ذاك ،وغيرها من الأمور التي يحرص عليها الكثير من الشعراء، فهي تخلد مكانتهم وذكرهم ، فالمناسبات هي الفرصة الوحيدة لهولاء الشعراء ليبنون لهم المكانة المرموقة بين اقرأنهم ، وكل شاعر يحرص على أن يكون هو الاميز والأفضل، ولا يكون ذلك إلا بتواجده الدائم والموثر، وبإبداعاته التي تبهر المستمعين وتعجز المنافسين ، فهو يدخل في منافسات مع هولاء الأقران ويسعى جاهدا إلى التغلب عليهم ، ولكن لكل شيء مقابل وثمن يدفعه الإنسان مقابل ما يتحصل عليه ، فقيمة الشهرة والمكانة والسمعة تكون على حساب راحة النفس والأهل والأسرة، فهي الضريبة اللازمة لهذه الشهرة، فالغياب المتواصل والطويل يؤثر ولا شك على البيت والأسرة والأبناء ،وإذا ما عاد عاد مجهدا، بسبب السهر وطول التفكير، وكد الفكر ليبدع ويتميز، ثم بعد ذلك هو مشغول بإعداد نفسه وتهيئتها لجولات قادمة، لكي يحافظ على توهجه وإبداعه ، فهو في كلا الحالين مشغول ، بل يعتبر كما اشرنا سابقا الحاضر الغائب . لقد عان صاحبنا من هذه الأمور أو بعضها، فعاش اليتم بطلاق والديه، وقد يكون اشد من اليتم الحقيقي ، فهو محروم منهما ومن حنانهما ، ولن يتعاطف معه احد كاليتيم الحقيقي ، فيشعر بالحرمان أكثر وأكثر ، لنتعرف إذا على كل ذلك، والكثير من المصاعب التي واجهها وعان منها، حتى تجاوزها بفضل الله وتوفيقه، ثم انطلق بعدها ليحقق النجاح لنفسه، حتى فاق معظم أقرانه وبذهم رحمه الله وغفر له. انه فضيلة الشيخ الاستاذ الداعية قاسم بن يحي بن زاهر بن سليمان بن قاسم بن يحي الظلمي الفيفي رحمه الله رحمة واسعة. ![]() والده هو الشاعر المشهور على مستوى فيفاء والجبال المجاورة، يحي بن زاهر الظلمي ، الشاعر الفحل المبدع، الذي كان له حضوره المميز رحمه الله وغفر له، وأمه زرعة بنت يحي آل سالم الظلمي من أهل أمعرف رحمها الله وغفر لها، ولد رحمه الله لهذين الوالدين في عام 1346هـ تقريبا، في بيت الجماعي في بقعة العرق بجبل آل ظلمة، وكما ذكرنا عاش حياة صعبة غير مستقرة حرم فيها الكثير من الرعاية والحنان، أم بعيدة بعد أن طلقها والده، تعيش مع زوجها في بني مالك، فلا يستطيع هذا الطفل الوصول إليها، لبعد المسافة ولصغر سنه وعدم الأمن، وأما الأب فمشغول بحضور المناسبات المتعددة التي يحرص على أن يكون مشاركا فيها،وبتحصيل الرزق لمن يعول، فالظروف لم تكن ميسرة والحياة صعبة وشاقة، كبر الابن وترعرع في هذا الجو الخالي من العواطف والحنان الذي يحتاج إليه كل صغير،ولكن رغم كل ذلك فلم تهزمه كل هذه المعوقات إن لم تكن هي الدافع والمحرك لطموحاته وتطلعاته، فنظره يتطلع دوما إلى الأعلى والى الأفق البعيد ، وإرادته تدفعه إلى الأمام ، وهمته عالية لا ترضى إلا أن تتربع على القمم ، فاعتماده بعد الله على نفسه في كل مناحي ومراحل حياته ، لم يداخله اليأس في كل ادوار حياته ، كل خطواته ثابتة واثقة، يسعى دوما إلى التفوق وكسب المعالي . عندما كبر قليلا ألحقه والده بمعلامة السيد عبد الله بن أحسن آل مشكاع، القائمة في نيد المزرة وهي المدرسة الوحيدة المتوفرة في تلك الفترة، تعلم فيها قراءة القرآن الكريم والكتابة والقراءة البسيطة ،ولكنه لم يستمر طويلا ، فلما دخل طور الشباب اكتشف موهبته الشعرية فكان محط إعجاب وأنظار الكثير من الشباب ممن يستهويهم هذا الفن، فكان يعيش ويعيشون معه أحلى الأوقات وأسعدها من خلال ارتياد المناسبات وبعض التجمعات والملاعب، وهي مرحلة لم ترضي طموحه وأحلامه،فهو يميل إلى الهدوء وينشد الاستقرار والدعة التي طالما حرم منها، واستيقن انه لن يجدها في هذا المسلك ،لأجل ذلك سعى جاهدا إلى تكوين نفسه، والى بناء اسرة تحقق طموحاته ، فدخل في العديد من التجارب العملية محاولا الوقوف على قدميه،وعلم أن أهم أساسيات بناء المستقبل الواعد هو المال، وتوفير الدخل المناسب ، فعمل بالأجر اليومي في مجال الزراعية والرعي ، الحرفتان المتوفرتان حينها ، وبما أن مردودهما قليل وبطي، ولا يحقق طموحاته بالصورة التي يرغبها، اتجه بفكره في البحث عن وسيلة أكثر جدوى ، حيث سعى إلى إقناع بعض عماته اللاتي يملكن بيت اليسير والمزرعة المجاورة له ، لكي يقوم باستصلاح هذه المزرعة مقابل نسبة معينة من إنتاجها ، وفعلا بدأ العمل فيها بكل جد واجتهاد، وكان مردودها في البداية جيدا حقق له بعض ما يؤمل، وبادر بالزواج من زوجته الأولى فاطمة بنت احمد زاهر الظلمي (أم سالم) رحمها الله، حيث سكنا في بيت اليسير، وعاشا معا في سعادة ورضا ، يكدحان ليلا ونهارا في هذه المزرعة، راضين بما تدره عليهما من دخل وان كان قليلا ولكنه يسد بعض حاجتهما ،ولكن وكما قيل ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) فالأمور لا تصفو دوما ، والمزارع بالذات في تلك البيئة سرعان ما يتأثر بأي هبّة ريح أو تغيير يمر بمزرعته، فالحيازات صغيرة والاعتماد في سقيها على الأمطار فقط ، فهو يعيش دوما مع الكثير من المفاجآت والمنغصات، فإذا ما قلّت الأمطار أو تأخر نزولها، أو اجتاح مزرعته جائحة أو كارثة بيئية، كان تأثيرها مباشرة سلبا عليه ، وعلى مجهوده طوال العام، وعلى حياته التي تدور علوا وانخفاضا مع هذا المحصول الذي لا يوجد غيره، وقد يكون تحمل الكثير من الديون أثناء إعداده لها، على أمل أن يسددها من هذا المحصول، فإذا حصل ما حصل تكون الخسارة مضاعفة، ويصبح صيدا ضعيفا لكل صاحب حق،فالكل يطالب باسترداد حقه ولا يقبل عذرا، وكل هذه المخاوف والإشكالات قد وقعت لصاحبنا، ففي ذلك العام اجتاح الجراد كل ما زرع فلم يبقي منه ولم يذر، بل خرج خالي الوفاض محمل بالديون والهموم، مع زوجة وطفل صغير يحتاجان إلى لقمة العيش الضرورية ولا حيلة يلجئ إليها لتخفيف محنته، فإذا ما نظر لحاله واسرته الصغيرة اسودت الدنيا في عينيه ، وازداد حزنه حزنا، فما الحل وما العمل إذ لم يعد أمامه حل إلا الهرب، لعل وعسى أن يجد في الغربة مالم يجده هنا ، فلم تعد له طاقة على الاستمرار فقد عارك الحياة وعركته حتى كادت تفنيه ،بل كانت قاسية شديدة القسوة ، لذلك قرر وعزم ، ثم أحجم لأنه لم يعد وحيدا فلديه زوجة وطفل رضيع فكيف له أن يتركهما . شعرت زوجته المحبة بما يجول في خاطره، حاورته فاخبرها،أيدته وشجعته، لأنه لا حل غير ذلك ، وأما هي فستتدبر وضعها في بيت أهلها ، قلب الأمور وفكر وقدر، فكان لا بد مما ليس منه بد، حيث صارحها انه مقدم على مجهول ، ولن يرضى لها أن تشقا وتتعذب من اجله ، أو أن يحبسها على ذمته، فلا هي متزوجة ولا مطلقة ، لذلك فقد عزم على طلاقها ، وفعلا فقد طلقها وكل منهما يذرف الدموع على صاحبه ، ولكن لا حيلة غير ما تم ، انهدمت هذه الأسرة وتشتت شملها، فهي عادت إلى أهلها تحمل طفلها الرضيع ،وهو غادر إلى حيث لا يدري،وكل منهما يحمل قلبا حزينا مجروحا . سار لا يدري إلى أين ، والى أين يتجه وما المصير الذي سيقدم عليه ، حتى وصل بعد أيام من السير المتواصل على الأقدام إلى مدينة جيزان، فعلم هنا أن القوات المسلحة تقوم بتجنيد الشباب بين فترة وأخرى ، أسعده ما سمع وانفتح له بصيص من أمل بعد طول يأس ، بقي أكثر من ستة أشهر حتى جاء الفرج ، فتم تعيينه بفضل الله جنديا في قشلة الدوسرية بمدينة جيزان، وحينها هدأت روحه ، واستقرت نفسه وجاشت عواطفه، وتذكر حينها زوجته وطفله ، فهيج ذلك أشجانه ، ومما قاله : يقول عمي يقال ## يالله تنشي امثمال ## على امعد وامطمال ## محل مسكن عيالي خسي الفقر والظلال ## معد معي رأس مال ## معل ذاك العقال ## قها حلالي ومالي كان يسلي نفسه ويصبرها بشيء من ذلك ، لكنه تم نقله بعد فترة إلى القشلة في مكة المكرمة، وفيها تغيرت عليه أمور كثيرة وتفتحت نفسه على أشياء جديدة لم يعهدها من قبل وكان غافلا عنها، محروما منها، حيث لا وجود لها في بيئته الأولى، فهنا حلق الذكر والدروس العلمية الكثيرة التي تقام في أروقة المسجد الحرام،والعلم متاح للجميع ، وطلاب العلم صغار وكبار ينهلون من معينه، ويرتادون الكثير من مدارسه المتعددة ، مما جعله يشعر بمدى حاجته الملحة إلى التزود بالكثير من هذا العلم المتاح أمامه، والخوض في غماره، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحية ،ومهما بذل من جهد وتعب فلا يقارن بما سيجنيه ،فهو ولا شك الكسبان في النهاية ، فلم يتردد فكان لا يدع فرصة راحة تتاح له من عمله إلا واتجه إلى حلق العلم في المسجد الحرام لا يكاد يشبع منها ،وكلما زاد ترددا عليها كلما ازداد إحساسا بمدى حاجته إلى الاستزادة منه ، لذلك بدا له أن ينتظم في إحدى المدارس النظامية ليستطيع تهيئة نفسه ليكون طالب علم حقيقي ، لما أشار عليه بعض الناصحين بذلك ، فتم قبوله في إحدى المدارس الابتدائية، وبفضل الله وجد من مسؤوليه في العمل من قدر صنيعه ورغبته، فدعمه وشجعه وأعانه بتخفيف عبء العمل عليه ،وجعل واجباته الوظيفية لا تتعارض مع دراسته ، بل كلفوه العمل بمسمى جندي صيدلي، ينحصر عمله على مساعدة طبيب الوحدة التابعة للقشلة بتنظيم صرف الأدوية للمراجعين من العسكريين ، فكان لديه متسع من الوقت استطاع حضور المدرسة واستذكار دروسه، وتم له بفضل الله ثم برغبته الجامحة ومساعدة من حوله أن يتذوق طعم النجاح والتفوق، فلم يدعه بعد ذلك يفلت من بين يديه ، ومضى به الوقت وهو يحقق فيه التقدم والرقي، فما أسرع ما نال الشهادة الابتدائية، وحينها شعر بالراحة والسعادة الحقيقية ، وتفتحت أمامه سبل المستقبل الأفضل، وتوسعت مداركه، وتاقت نفسه إلى الاستزادة ،وفي هذه الأثناء تم نقل عمله إلى مدينة الطائف، وفيها لم يتردد عن مواصلة الدرب فقد وضحت معالمه أمام ناظريه ، فبادر بالتسجيل في مدرسة دار التوحيد المتوسطة والثانوية، وهيأ الله له في هذه المرحلة من تعاطف معه من المسؤولين عنه في العمل، حيث سهلوا له وضعه فكان شبه متفرغ للدراسة، حيث كلف بالعمل إماما وواعظا بالسجن العسكري بالطائف،وهذا العمل خفف عنه عبء المسؤوليات العسكرية مما أتاح له الفرصة لحضور الكثير من الحصص في مدرسته (دار التوحيد) فاستطاع بفضل الله بعد بضع سنين اجتيازها والحصول على الشهادة الثانوية منها، وكانت هي المرحلة النهائية المتاحة في مدينة الطائف ،فمن رغب من الطلاب مواصلة دراسته فلا بد له من الالتحاق بكلية الشريعة بمكة المكرمة، فتاقت نفسه إلى ذلك ،وكانت إرادة الله تعينه على تسهيل ما يصبوا إليه ، حيث وجد من المسؤولين من تفهم وضعه ورغبته وعزيمته الصادقة في طلب العلم، لذلك كلف بالعمل إماما وواعظا في سلاح الإشارة بالطائف ، ولم يلزموه إلا بحضور صلاة الجمعة فقط ، فتم قبوله في كلية الشريعة بمكة المكرمة، وكان يثابر على دروسه وتحصيله طوال الأسبوع ، وفي يوم الجمعة لا يتأخر عن الطلوع إلى مدينة الطائف لأداء خطبتي وصلاة الجمعة في جامع سلاح الإشارة، وما أسرع ما مضت السنين ،حيث تخرج من كلية الشريعة في مكة المكرمة بحمد الله وتوفيقه في عام 1384هـ كأول جامعي من أبناء فيفاء، فكانت له الريادة والسبق في هذا المجال، رحمه الله واسكنه فسيح جنته .
أعماله الوظيفيه :
1. عين في 25 / 10 / 1368 هـ جنديا في قشلة الدوسرية في جيزان وزارة الدفاع والطيران. 2.انتقل منها إلى قشلة جرول بمكة المكرمة على وظيفة جندي صيدلي . 3.عين مساعدا لإمام عسكر القشلة بمكة المكرمة. 4.نقل إلى فوج المستجدين بالطائف . 5.في 28 /3 /1374 هـ عين على وظيفة إمام وواعظ بالسجن العسكري بالطائف . 6.نقل إلى مدرسة الإشارة بالطائف إماما وواعظا في 25 / 10 / 1382 هـ . 7.وبعد تخرجه من كلية الشريعة نقل عمله الوظيفي إلى وزارة المعارف ، حيث عين مدرسا في متوسطة النماص في 3/ 6/ 1385 هـ . 8.طلب النقل إلى مدرسة دار التوحيد بالطائف في 5 /7 / 1389 هـ 9.انتقل إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات مديرا لشعبة الامتحانات بالإدارة العامة لتعليم البنات بالطائف في 26/ 12/ 1395 هـ 10.تم نقله إلى المديرة العامة لشعبة الامتحانات بالرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض في 2/3/1399 هـ 11.كلف مديرا لشعبة التفتيش الإداري بالرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض في 18/6/1400 هـ 12.انتقل للعمل مديرا للتوعية الإسلامية في مكة المكرمة في 25/8/1401هـ 13.تم تكليفه مديرا للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بنجران في عام 1403هـ وبقي فيها حتى أحيل على التقاعد في تاريخ 1/7/1411هـ فلو أجملنا مدة خدماته الوظيفة، العسكرية والمدنية التي ابتدائها كما أسلفنا في 25/10/1368هـ وتنقل خلالها في أكثر من منطقة وفي أكثر من مدينة، حيث بلغت (43) سنة كانت عامرة بالجد والاجتهاد والإخلاص والمثابرة رحمه الله وغفر له .
حياته الاجتماعية :
تزوج من النساء أربع وذلك على النحو التالي : 1.فاطمة بنت أحمد زاهر الظلمي الفيفي ( أم سالم ) ( رحمها الله ). 2.خيرة بنت حسن الظلمي الفيفي ( أم أحمد ) ( رحمها الله ). 3.عالية (أم فاطمة) لم نحصل على اسمها الكامل تزوجها وهو طالب في كلية الشريعة بمكة . 4.شوقة بنت يحيى الحكمي الفيفي( أم عبد السلام ) حفظها الله . فزوجته الأولى التي كما أسلفنا فارقها مضطرا، عندما لم يعد أمامه حيلة في الاستمرار حيث تكسرت النصال بين يديه،ودقه الفقر دقا،حتى لم يعد له مخرج إلا بالغربة والفراق، ورأى انه لا يستطع حبسها في ذمته إلى اجل لا يدري متى ينتهي،وليس لديه ما ينفق منه عليها، ولكنه ما نسيها حتى فارق الحياة رحمهما الله جميعا ، فكان يدعو لها ويذكرها بالذكر الحسن ، وهكذا مع جميع نسائه ، وكما يروي ولده (سالم) انه لما باع منزله في مدينة الطائف، واستلم القيمة حتى بادر بإرسال مبالغ منه لكل واحدة من زوجاته السابقات (فاطمة) في فيفاء و(عالية) في مكة المكرمة وطلب منهن أن يعفون عنه ما قد قصر به في حقهن ويسامحنه ،ويقول ولده الشيخ (يحي) ما سمعته يوما إلا وهو يدعو لهن بالمغفرة والرحمة ، وأن يسامحه الله فيما قصر من واجب تجاههن ، رحمه الله وغفر له ولنا جميعا .
وله من الأبناء :
. 1ـ سالم / يعمل في مجال الأعمال الحرة ومقيم في فيفاء. 2.أحمد /توفي صغيرا جعله الله ذخرا لوالديه. 3.عبد السلام / موظف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنجران. 4.يحيى / مدرس بالمعهد العلمي في نجران . 5.عبد الرحمن/ موظف بإدارة التربية والتعليم بنجران . 6.تسع بنات ، توفي منهن ثلاث وبقي ست، منهن الموظفة ومنهن ربة البيت ، حفظهم الله جميعا وأمد في أعمارهم على طاعته.
صفاته ومميزاته:
كان رحمه الله يتصف بالكثير من الصفات النبيلة، التي جعلته ينال الكثير مما نال، من قوة العزيمة والإصرار والصبر والتحمل والجلد ،وعرف عنه ( رحمه الله ) الصدق في القول والعمل ، والأمانة والوفاء والرحمة والشفقة، والبشاشة وحسن الخلق وحسن المعشر،والحرص على صلة الرحم ، كثير الصيام والقيام ، وذكر الله في جميع أحواله ، محبا للخير ، كريما ، لا يحمل في نفسه بغضا أو حقدا لأحد ، وكان يستشهد كثيرا بآيات القرآن الكريم إذا رأى شيئا يطابقه من المشاهد التي يراها ، حاضر النكتة سريع البديهة رحمه الله وغفر له .
وفاته :
في حدود الساعة السابعة صباحا من يوم الأحد الموافق 21 /1 / 1430 هـ ، ترجل الشيخ عن مطيته في هذه الدنيا ، وودعها راحلا إلى رب كريم رحيم غفور ، وإلى جنة إن شاء الله عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ، وصلي عليه في جامع الشيخ العسكري بنجران بعد صلاة العصر ، وكانت جنازته مشهودة ، امتلئ المسجد بالحضور وأغلقت الطرق بسبب زحام الناس، رحمه الله رحمة واسعة ،وغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تنويه: يسرني أن اشكر الأخ الفاضل الاستاذ /يحي بن قاسم يحي، على ما زودني به من معلومات قيمة وسيرة عاطرة لوالدنا فضيلة الشيخ /قاسم بن يحي زاهر الفيفي رحمه الله، وكذلك اشكر أخي الكريم سالم بن قاسم بما تفضل به من إيضاح بعض الجوانب، حفظهما الله وكتب لهما الأجر والمثوبة . محبكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي : أبو جمال الرياض في 27/12/1430هـ |
الاثنين، 8 أبريل 2013
أول جامعي من أبناء فيفاء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
حلق الذكر
ردحذفتحت بيت القصيد
وش سالفتها وموقعها غير مناسب وذكرها غير مناسب ايضا
الفيفي
ربما تقصد حلقات الذكر زليس حلق الذكر ارجو التصحيح
حذف