القيادة الواعية والحازمة، تسعى عادة إلى إيجاد الضوابط والقواعد التي تنظم أمور متبوعيها، وتجعلهم في أطار واضح ومعلوم، يلتزم به الجميع، بعد أن يعرف كل ماله وما عليه ، ولا يقوم بهذا إلا من اتصف بالعدالة والحزم والوضوح، والثقة المطلقة بالنفس ،فهو ينشد العدل ويسعى إليه ، ولا يحب الغموض ولا يرضاه، لا لنفسه ولا لغيره ، بل يسير في الضوء ، خطواته ثابتة واثقة ، وآرائه حازمة قوية.
هولاء قلة ولكنهم المؤثرون المصلحون ،هولاء إذا ما أتيحت لأحدهم الفرصة وكان في موقع مؤثر، قاد الناس إلى صلاحهم والى ما ينفعهم، وترك لهم قواعد واضحة وقوية يسيرون عليها ، هولاء هم القياديون المصلحون، يبقى صيتهم ويستمر نفعهم، ويذكرهم الناس بكل خير ويدعون لهم . لو استعرضنا في تاريخنا في فيفاء، لوجدنا ممن يتصف بهذه الصفات كواكب مضيئة، توالوا على مر العصور، كانت لهم بصماتهم ولمساتهم وتأثيرهم وإصلاحاتهم، التي مازال الناس يثنون عليهم بها ، ويدعون لهم ولذرياتهم بالتوفيق والصلاح، من هولاء في فيفاء قديما الشيخ سلمان بن يحيى الظلمي (ساب يحيى) من آل القحيف ، الذي عاش في القرن الثالث عشر الهجري، وكان هو شيخ قبيلة آل ظلمة حينها، وله دور كبير في وضع قاعدة خاصة بقبيلته، تنظم لهم حياتهم وأمورهم وتعايشهم وتعاونهم وتعاملهم فيما بينهم ، كان تاريخ وضع هذه القاعدة شهر صفر من عام 1262هـ . ولما لم تكن حينها حكومة تأطر الناس وتقومهم وتقيمهم على الحق، فكان لا بد لمثل هذه الوثيقة من سلطة تحميها، وتنفذها على القوي والظالم، وعلى الكبير والصغير، فكان السبيل هو الأخذ بما هو عليه الحال حينها، من التعاضد والأخذ بمبدأ الضمانات والعهود والمواثيق، فالضمانات القوية من رؤساء العشائر والصحايب، وتسلسل الكفالات والغرامات والعيوب، لضمان تطبيقها على الجميع ، وان يسود العدل والمواخاة وعدم التظالم بين كل من ينضوي تحت هذه المعاهدة . وكانت مثل هذه القواعد توضع باتفاق عقال القبيلة، سعيا إلى تنظيم شؤونهم وحياتهم، فيما يقضي على الفتنة والتظالم فيما بينهم، وليكون الجميع يدا واحدة على العاصي الخارج عن النظام، وبهذا تستقيم أمورهم، ويأمن بعضهم بعضا، ويقوى جانبهم ويتعزز مركزهم . كانت هذه القاعدة من أقوى القواعد، فهي في مجملها وتفصيلاتها واضحة بينة ، افتتحت بعبارة : (حضر آل ظلمة وتراضت ورزت شرعا لنفوسها وجبلها ) وبعد إيراد التفصيلات في الحقوق والعيوب والجزاءات في كل بنودها وتفصيلاتها، وإيراد كبار من حضر ليمثلون من خلفهم من البيوتات، والتزموا بالموافقة على نصوص هذه القاعدة ، وتم ذكر الكفلاء والصحايب ، وان الكل ملتزم بتنفيذها والعمل بموجبها، وإنهم يد واحدة ضد كل من يخالفها، وكان منطوقها ما نصه ( وهولاء الصحايب من الدور المذكورة كفلاء على نفاذ هذه القاعدة، والنقي من فوق الباير الخاين ، وكان الكبير من آل سلمان بن يحيى محزوما بآل ظلمة ، وآل ظلمة محزومين به ) فإذا فسلمان بن يحيى أو الكبير من آل سلمان بن يحيى هو المرجعية، والقائم على تنفيذ بنود هذه القاعدة عند وجود ما يدعو إلى ذلك . آل سلمان بن يحيى كما أوردهم الوالد الشيخ علي بن قاسم (حفظه الله)، في كتابه فيفاء بين الأمس واليوم على النحو التالي : (كان آل سلمان بن يحيى من البيوتات البارزة التي لها كيان رئاسة ونفوذ ظل قائما فترة طويلة ...) ويعرّفهم في فقرة أخرى بقوله (آل سلمان بن يحيى وهم أهل الحجوري والمشبة، وكانت رئاسة القبيلة فيهم، وازدهر هذا البيت في أوائل القرن الثالث عشر، ولهم قاعدة عثر عليها في بيت العرق بتأريخ 1262هـ .... ثم يذكر أن سليمان بن قاسم صاحب المشبة، كان شيخا قبل عهد الحكومة السعودية ) . وكما هو معروف تبقى عراقة البيوتات لا تتغير، وان توارت في وقت أو عصر ،أو همد توهجها في جيل، فما أسرع ما تعود إلى مجدها من جديد، وتبرز هذه المقومات في بعض من أجيالها، فهي إذا جينات تتوارثها الأجيال، والرئاسة هي موهبة من الله يمنحها لمن يشاء، فتكون استعدادا فطريا لدى بعض الناس، يتصدرون بها القوم، ويكون لهم التأثير الايجابي الذي يجعل الناس يثقون بهم، ويتوجهون إليهم في الملمات ، ويسلمون لهم قيادهم . شيخ آل ظلمة الحالي حفيد هذا الشيخ القانوني سلمان بن يحي، وان كان قانونيا بالفطرة والتجربة والفطنة ، فان الحفيد قانونيا بالشهادة والعلم ، حاصل على البكالوريوس في القانون ، رشحه الشيخ حسين بن محمد شيخ آل ظلمة السابق (رحمه الله)، من الذين يرى مناسبتهم للشيخة خليفة له، (بعد أن خبره وعرف معدنه وسبر غوره، ووثق برأيه وحصافة فكره ، وعرف كمال عقله وحسن تصرفه) ،وبعد وفاته (رحمه الله) اجتمع أعيان قبيلة آل ظلمه في نيد المزرة ، واتفقوا على تعيين مجموعة منتقاة يمثلون أقسام القبيلة الثلاثة (آل الظهر وآل القحيف وآل جباه) برئاسة فضيلة الشيخ القاضي جبران بن سالم، ووكلوا إليهم اختيار الشخص المناسب ليتولى الشيخة فيهم ، فكان إجماعهم على ترشيحه ، ثم وافقت عرائف القبيلة على هذا الاختيار ورضوه شيخا لهم، وكان بحق جدير بهذه المهمة الجليلة ، التي أمضى فيها اليوم عشر سنوات ،واصل فيها السير والإصلاح ومعالجة أمورهم، ومراعاة مصالحهم، وتمثيلهم خير تمثيل لدى ولاة الأمر، فأصلح الله به أمورهم ، وحزم به شؤونهم، فأعان ضعيفهم، ونفع فقيرهم ، وحفظ سفيههم، وعالج مريضهم ، وشجع ناجحهم، فكانوا مجتمعا قويا متماسكا متعاونا ، انه ولاشك جدير بان ينتسب إلى هذا الشيخ الملهم ساب يحيى انه : الشيخ الاستاذ/يحيى بن سالم بن يحيى بن سليمان بن قاسم بن سلمان بن يحيى .... بن أمعان من آل قحيف من قبيلة الظلمي والذين يرجع نسبهم لأسعد بن عمر بن عبيد ![]() إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل فهو من أحفاد الشيخ سلمان بن يحي (ساب يحيى )، المذكور حكايته في المقدمة، وجده القريب هو سليمان بن قاسم، آخر مشايخ آل ظلمة من هذا البيت، قبل عهد الحكومة السعودية كما ذكرناه أيضا . والده سالم بن يحي رجل مكافح صبور، عاش في فقر وحاجة كغيره من أبناء ذلك الجيل، فكان يكدح طوال يومه في مزرعته، ويعمل لدى الآخرين بالأجر اليومي، رحمه الله وغفر له . ووالدته هي: مشنية بنت يحيى بن أسعد الظلمي من أهل امنقاع، رحمها الله وهي من بيت تقى ودين. ولد لهذين الأبوين الفاضلين، في الحجوري في بقعة السندر عام 1384هـ . وكانت هذه الأسرة فقيرة مكافحة, مكونة من الوالد والوالدة وأخ وخمس أخوات ثلاث منهن شقيقات, وكانت والدته ـ رحمها الله ـ كما يقول تتحمل الكثير من المشقة والعناء في سبيل تربيتهم، وأفاضت عليهم الحب والحنان، مما جعلهم يعيشون في جوٍ سعيد رغم الظروف القاسية التي مروا بها. وقد كافح والده ـ رحمه الله ـ وأخيه حسين ـ حفظه الله ـ حينها لسد حاجتهم من المواد الضرورية للحياة في تلك الحقبة من الزمن، بينما تفرغ هو للدراسة . تعليمه: تردد والده في البداية في إدخاله إلى المدرسة الابتدائية القائمة حينها في النفيعة، لمبررات منها ما هو حقيقي، ومنها ما هو ظني، فأما الحقيقي فلبعد المسافة ومشقة الطريق، فالعقبة الكأداء التي لا بد له من صعودها يوميا إلى أن يصل إلى النفيعة من أسفل الحجوري، فهي صعبة وشاقة على طفل في مثل سنه وضعف بنيته، فكأنّه لم يطمئن إلى انه قادر على تحمل هذه المشقة، التي قد تنهكه وتتعبه ، أما المبرر الظني الذي كان يتحجج به، فانه يظن (كما يشاع) أن بعض من المعلمين غير السعوديين في المدرسة يعاملون الطلاب بعنف وشدة، ويتسببون في أذاهم البدني دون سبب وجيه ، لذلك فهو بين هذين الموقفين، مع رغبة كبيرة في تعليم ولده، لمعرفته الأكيدة من أهمية العلم ومردوده الايجابي على صاحبه ، وهو بنفسه متعلم نسبيا يقراء القرآن الكريم ويحسن القراءة والكتابة ، لذلك فقد خصص لولده جزءا من وقته رغم كثرة مشاغله في الفلاحة وطلب الرزق، لكي يعلمه فيها القرآن الكريم، فكان يلزمه بحفظ بعض قصار السور، ولفطنته وذكائه لم يلبث طويلا حتى حفظ الكثير من السور، فحفظ ما يقارب الجزأين في فترة وجيزة. في تلك الفترة كان فضيلة الشيخ علي بن قاسم قاضي فيفاء (حفظه الله)، يسكن مع إحدى زوجاته (أم احمد رحمها الله) في بقعة السندر، وسكنوا فترة في بيت المبادي، البيت المجاور لبيت سالم بن يحي (والده)، وقد لاحظ (القاضي ) نجابة الولد، وانه في سن يفترض أن يكون فيه في المدرسة ، فلما سأل عنه والده وعرف السبب ، صار بينهما حوار ونقاش ، جعل الوالد يقتنع ويزول كل لبس لديه ، وانه لا يجوز أن يمنع ولده من المدرسة، وهو بهذه الميزات العقلية التي ستجعله ولا شك متفوقا في دراسته، وتأكدت للوالد كل القناعات التي كان يؤمن بها، من أهمية العلم والتسلح به ، وان عصرنا هذا هو عصر العلم والشهادات العلمية، فمن لم يكن حاملا شيئا منها فسيعاني ولا شك في مستقبل أيامه . اقتنع الوالد وهو يثق برأي فضيلة الشيخ، ويمايز بين كلامه والواقع المنظور الذي يؤمن به ،فزال التردد لديه وبادر بإلحاق ابنه بالمدرسة عن قناعة تامة . كانت فرحة الابن كبيرة بدخوله إلى المدرسة الابتدائية بالنفيعة ، ولا تسل عن سعادته عندما استلم المقررات المدرسية وأدواته الجميلة ، وانسجامه مع مدرسته ومع زملائه الذين تعرف عليهم وأحبهم ، ومع تجربته الجديدة التي تتكرر كل يوم في ذهابه وإيابه من والى المدرسة ، مما يجمع له بين المتعة والفائدة والمغامرة، وما أسرع ما زال الانبهار الأولي، وتلاشت الصدمة المبدئية، واطمئن هو واطمئن والداه، في خروجه من بيئته المحدودة إلى عالم آخر كبير بالنسبة له، لأنه لم يألفه من قبل، وما أسرع ما تأقلم مع كل ذلك وألفه وأحبه، ثم حفزه على الجد والاجتهاد، وقد أعانه وسهل عليه ما يتمتع به من مؤهلات عقلية وذهنية، ساعدته كثيرا على التفوق في دروسه، إضافة إلى ما كان قد حفظه من قبل من سور القرآن الكريم . مضت السنين سريعة، وهاهو ينجح كل عام بتفوق، ويصل في هذه العام الدراسي 1394/1395هـ إلى الصف السادس الابتدائي ، ويكون ضمن الطلبة الذين يغادرون فيفاء إلى مدينة صبيا، استعدادا لتقديم اختبارات نهاية العام الدراسي، أمام اللجنة المركزية التي تعقد فيها، لقد كانت الشهادة الابتدائية في تلك الفترة لها قيمة كبيرة، لنعش معه وهو يحكي لنا تلك التجربة وما علق في ذاكرته منها حيث يقول ( أذكر أننا أنا وزملائي استأجرنا بيتاً خارج صبيا في حي يقال له الموابله وقد رافقنا الوالد الفاضل يحيى بن حسين حسن الأبياتي وكان عاملاً بالمدرسة آنذاك) ولكم أن تتخيلوا الانبهار الذي عاشه في تلك الأيام، والنقلة الحضارية التي لا يتصورها أبناء العصر الحاضر، فكان النزول حينها إلى صبيا يعد اغترابا وبعدا ومشقة فوق التصور، فهم يهبطون مشيا على الأقدام إلى سوق عيبان الأسبوعي، ويتطلب منهم السير لما يقارب الثلاث الساعات ، ثم في عيبان يترقبون سيارة تقلهم إلى صبيا، فإذا ما وجدوها تزاحموا في صندوقها الحديدي المتعب ، ثم ما يعانونه من الاهتزازات العنيفة داخله ، لصعوبة الطرق الترابية الوعرة، وهم في هبوط ونزول بين الأودية والشعاب، مع الغبار المتطاير من حولهم الذي يغمرهم ، وما يسببه لهم من الصداع والغثيان والتطريش ، وبالذات لمن يركب السيارة لأول مرة ، ويستغرق الطريق بهم إلى صبيا لأكثر من خمس ساعات، مع ما قد يتخللها من تغاريز واعطالات وخطورة السيول في الأودية الكبيرة ، والحر الشديد وحرارة الشمس اللاهبة ، فكلها أمور جديدة على هذا المسافر الصغير، ويستمر العناء معهم في صبيا في جو لم يألفوه ، حر شديد ورطوبة متعبة، وحشرات زاحفة وطائرة، وأماكن للسكن غير مهيأة ، وخدمات الأكل والشرب والنظافة غير متوفرة ، ويمكثون في ذلك طوال أسبوعين كاملين هي فترة الاختبارات ، بعيدون فيها عن أهاليهم، لا تواصل ولا اتصال، مع ما يتطلب منهم من جهد وتركيز في اختباراتهم ، وما يقضونه في استذكار دروسهم ومراجعتهم لها يوما بيوم ، فلا تنتهي هذه الفترة إلا وقد بلغ منهم الجهد والإرهاق والتعب منتهاه، وبهم الكثير من الشوق إلى أهاليهم وديارهم ، ثم همّ الطريق في العودة إلى أهاليهم ، وهي بنفس المشقة والتعب في النزول، وان كان يخففها قرب اللقاء بالوالدين والأهل والمرابع الجميلة. ثم يأتي من بعد ذلك الترقب للنتائج، وحصد ثمرة الجهد والتعب طوال العام، فكانت تعلن النتائج حينها عن طريق الإذاعة بالرياض ، باعتبار أن الشهادة الابتدائية تمثل مرحلة هامة في ذلك الوقت , فكانت فرحته كبيرة لا توصف وهو يسمع اسمه يعلن عبر المذياع ضمن الناجحين . كان حظ أبناء ذلك الجيل أحسن ممن سبقوهم، فلم يضطروا للابتعاد عن أهاليهم في تلك المرحلة المبكرة من أعمارهم، فقد افتتح (بحمد الله) مرحلة متوسطة في نفس البلدة، ملحقة بالمرحلة الابتدائية بالنفيعة ، فتم قبوله بها مباشرة ، وفي نفس العام انتقل الأستاذ الفاضل الشيخ/ حسن بن فرح مديرا لها, ومضت بهم السنين سريعة، فما إن تخرج من الكفاءة المتوسطة إلا واحدثت مرحلة ثانوية (الثانوية الأولى بفيفاء) التي لم يمضي على افتتاحها إلا سنة واحدة، فواصل الدراسة فيها ضمن الدفعة الثانية من طلابها. كانت المدرستين المتوسطة والثانوية قد استقلتا عن المرحلة الابتدائية، في مبنى مستقل وإدارة مستقلة نشيطة، ومتحفزة للإبداع والتغيير والتجديد، وكانت في فترة مفصلية في المجتمع، شهدت مخاضا وانفتاحا على كل المستويات في كل أرجاء المملكة، مع بداية تنفيذ الخطط الخمسية للدولة، وكانت المدرسة من ابرز القيادات التغييرية في هذا المجتمع الصغير في تلك المرحلة، وهي حينها في أوج نشاطها وقمة حماستها، ومع البدايات المتفائلة لمديرها الشاب الواعي ، ومن كل منسوبيها من معلمين وطلاب، والتفاف المجتمع بكل أطيافه خلفها ، فأحدثت حراكا ثقافيا كبيرا، في بيئة متعطشة متقبلة، فكانت المدرسة حافلة بالعديد من الأنشطة الداخلية والخارجية ، فالكل يجد فيها ما يبحث عنه من الأنشطة المناسبة ، من رياضية ومسرحية وثقافية وعلمية ، وهناك العديد من الرحلات الترويحية ، والمعسكرات الصيفية . ومن تلك الرحلات التي يذكر انه لم ينساها، رحلتهم إلى وادي ذبوب جنوب فيفاء،والتي شارك فيها مدير المدرسة وعدد كبير من الطلاب والمعلمين والعاملين ، وكانت سيرا على الأقدام يحملون كل ما يلزمهم ، فلا يوجد يومها طرق للسيارات، وقد قضوا في ذلك الوادي الجميل يوما رائعا وممتعا ، اعدوا خلاله وجبة الغداء، ومارسوا العديد من الأنشطة والمسابقات ، واستمتعوا بالطبيعة الخلابة في جنبات الوادي ، وفي طريق العودة بعد العصر ، عرجوا على طريق يخترق جبل الدفرة ، ومروا ببيت الشيخ جبران بن مفرح شيخ قبيلة الدفرة المعروف بـ (جبران سعيدة)، وهم في حماس يرددون بصوت عذب الأهازيج الشعبية، لتعينهم على قطع الطريق, واستقبلهم الشيخ جبران (رحمه الله) استقبالا حافلا ، وأخذ يطلق الأعيرة النارية فرحا بمقدمهم، حسب العادات القبلية المتوارثة ، وأصرَّ على أن يكرمهم ويكونوا ضيوفه في تلك الليلة ، ولكنهم اعتذروا منه حتى قبل عذرهم ، وواصلوا سيرهم صعودا إلى المدرسة ، التي لم يصلوها إلا بعد غروب الشمس ، وفي أثناء الطريق يستقبلهم العديد من الأهالي الذين يمرون بجهاتهم ، بإطلاق الرصاص تحية لهم وتعبيرا عن فرحهم وسعادتهم ، وكم كان لمثل هذه الرحلات والأنشطة من مردود ايجابي وتربوي عليهم كطلاب في تلك المرحلة، وعلى أولياء أمورهم وعلى المجتمع بكامله، فالكل تفاعل بقوة مع هذه المدرسة وحراكها ، وهي شعلة من النشاط والحركة ، ونقطة ارتكاز حضارية وتوعوية مهمة في حياتهم في ذلك الوقت البديع . هاهو العام الدراسي 1400/1401هـ يكتمل ، وهاهو يتخرج من المرحلة الثانوية ، ولا بد له من المغادرة لاستكمال دراسته الجامعية ، وقد غدا شابا يافعا مكتمل الرجولة والشخصية، واع بكل أموره وبكل ما حوله ، استوعب الحياة واكتسب الثقة المطلوبة ، وحدد هدفه وعرف طريقه ، فكان مقصده المباشر إلى مدينة الرياض ، وهناك يلتحق بجامعة الملك سعود، طالبا في كلية العلوم الإدارية (قسم القانون) , ولم يكن في الجامعة حينها من أبناء فيفاء سوى أربعة طلاب؛ هم كما يذكر : يحيى بن سليمان قاسم طالباً في كلية الهندسة، و يعمل الآن مديرا عاما للحاسب الآلي في جامعة الإمام محمد بن سعود، و حسن بن سلمان يحيى وكان طالباً في كلية الزراعة، وهو الآن صاحب مجوهرات فيفاء، وأيضاً محمد بن موسى أحمد طالباً في كلية الزراعة، ويعمل الآن مديراً لصندوق التنمية الزراعية بفيفاء, والرابع هادي بن علي حسن وكان طالباً في قسم الآثار (رحمه الله) , وهؤلاء الأخوة كما يذكر كان لهم الدور الكبير في استقباله ومساعدته في التسجيل والسكن بإسكان الجامعة، فيدعو لهم دوما بان يجزيهم الله عنه خير الجزاء, وكانت بالنسبة له نقلة كبيرة في حياته ، جد خلالها واجتهد حتى تخرج ونال شهادة البكالوريوس منها في عام 1406هـ. وأثناء عمله الوظيفي حرص على مواصلة تعلمه وتطوير قدراته، حيث التحق بالعديد من الدورات التدريبية، لمعرفته وإيمانه بأهميتها، لكونها تطور وتوسع مدارك الشخص ،وكان من ضمن تلك الدورات والبرامج التي حرص على حضورها : - الإدارة المدرسة (دورة مكثفة في الإدارة المدرسة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة). - التوجيه والإرشاد. - البرمجة اللغوية العصبية. - العلاقات الأسرية. - مهارات تطوير الذات. - مهارات الاتصال. - مهارات الحوار. - التفكير الإبداعي. - تربية الأبناء . - إدارة الموارد. - تحقيق النتائج من خلال الآخرين. - فن الخطابة والإلقاء - خطط لحياتك ـ دورات في فنون الدعوة إلى الله . ـ دورات في الحاسب الآلي . ـ دورتان في التعرف على المخدرات وأثرها على المجتمع. - إدارة الوقت... وغيرها من الدورات. الأعمال الوظيفية : تعين في نفس عام تخرجه 1406هـ باحثاً قانونياً في وزارة المواصلات ، وعمل فيها لأكثر من عامين ،مارس خلالها العمل في تخصصه، وصقل فيها مهاراته . كان مرتاحا في عمله متفائلا فيه ، لا ينغص عليه شيء إلا بعده عن والديه، وهما في اشد الحاجة إليه في هذا السن من العمر ،ليكون بجانبهما وقريبا منهما، وكان يدرك أن فرص العمل لمثل تخصصه في بلدته (فيفاء) شبه مستحيل في تلك الفترة ، ولكن أتيحت له بحمد الله وتوفيقه الفرصة في منتصف عام 1408هـ , في إدراك ما حقق له كل آماله، حيث تمت الموافقة لخريجي الأقسام غير التربوية بالالتحاق بوزارة المعارف (التربية والتعليم حالياً) للعمل مدراء مدارس في مناطق نائية بدل المتعاقدين، فكان من ضمن المتقدمين المقبولين , وكانت الشروط منطبقة عليه، وتم توجيهه مديراً لمدرسة ذراع آل يحيى علي الابتدائية في فيفاء، مع بداية الفصل الدراسي الثاني عام 1408هـ. باشر عمله الجديد فرحا مستبشرا ، لأنه عاد إلى والديه يرعاهما ويعيد لهما شيئا من حقهما عليه , ومع بعد المسافة بين بيته ومقر عمله ، ولا يوجد وسيلة للمواصلات يومها، فلم تشق بعد طرق السيارات إلى هذه الجهة، فكان يذهب من مقر سكنه (الحجوري) إلى المدرسة (ذراع آل يحي علي) سيرا على الأقدام، ولكن حماسه للعمل، مع فتوة الشباب والنشاط المتدفق، تطغى على أي أحساس بالتعب، استمر عمله مديرا في مدرسة آل يحي علي قرابة العامين، كانت كما يذكر من أجمل أيام عمله ، مع ما فيها من المشقة والتعب, ولكنها في المقابل تجربة ثرة ومفيدة ، اكتسب كثيرا من التجارب والخبرات ، وتعرف على كثير من أسرار المهنة الجديدة ، وكون له شخصية قيادية تربوية ناجحة ، في هذا المجال المهم بفضل الله وتوفيقه ، وشعر بحب وتقدير الأهالي وأولياء أمور الطلاب في المدرسة، لما لمسوه فيه من حرص وحدب على أبنائهم ،مما دفعه إلى التفاني أكثر وأكثر، ويذكر انه لن ينسَ كرم ومروءة أهل تلك الجهة الغالية. انتقل بعدها إلى مدرسة قرضة الابتدائية، حيث كلف بالعمل مديراً لهذه المدرسة، وكان الوضع فيها أفضل من سابقتها ، بالنسبة لسهولة المواصلات إلى المدرسة، فطريق السيارة يصل إلى فناء المدرسة، مع ما فيه من الوعورة والصعوبة ، وانقطاعه عند هطول الأمطار، مما يضطره إلى المشي أثنائها, وكان معظم المعلمين في تلك الفترة من الأخوة المتعاقدين، وقد عمل في تلك المدرسة عدة سنوات، كانت حافلة بالجد والاجتهاد ، ومواصلة نجاحاته السابقة ، وفي اكتساب مزيد من الخبرات . بعدها انتقل وكيلا لمدرسة العدوين الابتدائية والمتوسطة، وكانت مشتركة في مبنى واحد، فاختلف العمل عما سبق نوعا وكما، ولكنه ما أسرع ما استوعب الأمر وتأقلم معه وانسجم فيه ، فجد واجتهد وقام بعمله كعادته على أكمل وجه ، وكان لجهوده مع مدير المدرسة الأستاذ حسن بن حسين الدور الكبير في الرفع من أداء المدرسة ، وسعيا جادين حتى تم افتتاح المرحلة الثانوية فيها ، وعملا على إيجاد فصول إضافية لها، واستيعاب طلابها ، واستمر في عمله وكيلاً في هذه المدرسة إلى منتصف عام 1417هـ , وفي هذا العام حصل على دورة مكثفة في الإدارة المدرسة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة. بعد الانتهاء من دورة الإدارة المدرسية ، تم تكُليفه بالعمل مديرا لإدارة متوسطة وثانوية فيفاء، التي كانت فرصته في العودة إلى بيته الأول، ومدرسته التي تخرج منها، ليعيد لها شيئا مما كان دين مستحق عليه تجاهها ، وكان كلما استشعر ذلك دفعه إلى مزيد من الجد والمثابرة ، وزاد من حماسه وعطائه ، وبقي في إدارة المدرسة إلى عام 1422هـ. كانت كلها أعواما حافلة بالعمل والجد والنشاط ، وكان هو في تلك الفترة شعلة من التوهج والحماس ، والمعلمون والطلاب يتجاوبون معه بما يبثه فيهم كقائد محفز ، فالمدرسة تعيش فترة تناغم وانسجام ، فالرغبة في العطاء والعمل عالية، وارتفعت وتيرة الجد والاجتهاد ، وتعددت الأنشطة والرحلات العلمية والترفيهية , حيث زارت المدرسة خلالها القاعدة الجوية في خميس مشيط , وميناء الملك عبد العزيز بجدة, ومجمع المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وقامت برحلات ترفيهية إلى وادي امرزان قرب هروب, وكذلك رحلة إلى محافظة العارضة، وأخرى إلى وادي ضمد، شارك فيها المعلمون والطلاب وعدد من الأهالي. وفي هذه الفترة أصدرت المدرسة مجلة تحمل اسم (سنا فيفاء)، عبارة عن كتيب يحوي العديد من الإحصائيات عن التعليم في فيفاء، والمقالات والقصص والمقابلات , وقد حوى العدد الأول مقابلة مع فضيلة الشيخ القاضي علي بن قاسم الفيفي، لما له من دور بارز في تطوير وتنمية فيفاء , وفي عددها الثاني كان لقاء مع فضيلة الشيخ القاضي الدكتور سليمان بن قاسم الفيفي ، وقد كان لهذه المجلة صدى واسع على مستوى المنطقة. إن العمل في الإدارة، وبالذات الإدارة المدرسية، عمل مجهد ومظن، يحتاج إلى طاقات متجددة، ومتابعة دقيقة متواصلة، فالمدير يعيش في جهاد مستمر، وعمل دؤوب لا ينقطع، ينهك القوى ويعتصر كل طاقة ونشاط مختزن ، والإنسان في هذا المجال يفقد الإبداع إذا ما طال بقائه فيه ، فلها عمر افتراضي إن زاد تحول إلى عمل روتيني لا نفع فيه ولا إبداع ، والناصح لنفسه يدرك هذا، فيتوقف في الوقت المناسب، وعادة حدد بما لا يقل عن أربع سنوات ولا يزيد على الثمان في الغالب ، فتكون هي قمة العطاء والبذل الايجابي ، ثم تأخذ في التناقص والخفوت والذبول ، فإذا لم يتنبه لنفسه وأغتر بالنجاح الآني، ولم يتنحى ويترجل وهو في قوة عطائه، ليحافظ على مكانته ونجاحه وتوهجه، انقلب نجاحه فشلا ذريعا ، لان الروتين والرتابة تصبح المسيّرة للعمل ، فينقلب السحر على الساحر، لذلك وهو قد أحس بذلك، وشعورا منه بأنه قد أعطى كل ما لديه ، فقد قرر في عام 1422هـ ترك مكانه القيادي في المدرسة إلى من هو أنشط منه . آثر التنازل عن كرسي القيادة الإدارية في المدرسة ، وهو في قمة عطائه ، بعدما أجهد تماما ، وشعوره انه قدم كلما يستطيع تقديمه ، وكان قد أمضى في متوسطة وثانوية فيفاء ما يقارب خمس سنوات، وما مجموعه أربع عشرة عاما، متنقلا فيها ما بين مدرسة ذراع آل يحي علي، وقرضة والعدوين ومتوسطة وثانوية فيفاء، فطلب إعفائه من الإدارة، واتجه بعدها إلى مجال آخر لا يقل أهمية في المجال التربوي ، حيث انتقل إلى الإرشاد الطلابي في نفس المدرسة، خلفاً للأستاذ حسن بن سليمان الفيفي، وما زل في هذا العمل إلى تاريخه. ولم يكن عمله ومشاركته في مجتمعه قاصرة على العمل الوظيفي، بل امتد نشاطه إلى العديد من الأدوار المهمة، التي خدم بها مجتمعه وأهله، وكان له أدواره الخدمية والاجتماعية والتربوية المؤثرة في حياتهم، ومن ذلك : - رشح شيخاً لقبيلة الظلمي في أواخر عام 1424هـ ومازال يخدم قبيلته ويدير أمورهم على خير وجه. - عضو مجلس إدارة مكتب الدعوة في فيفاء ومشرف قسم الجاليات بالمكتب. - عضو مجلس إدارة لجنة التنمية الاجتماعية في فيفاء. - عضو في جمعية البر الخيرية في فيفاء ومنسقاً بها في لجنة تنمية الموارد. - عضو في لجنة الإصلاح في محافظة فيفاء. - عضو في جمعية تحفيظ القرآن الكريم. - مندوب سابق للندوة العالمية للشباب الإسلامي. - عضو في لجنة متابعة مشاريع فيفاء ـ سابقاً. - قام على تأسيس روضة أطفال فيفاء، التابعة للجنة التنمية , وأشرف عليها من عام 1425هـ إلى عام 1429هـ ، حيث حلت بدلها الروضات الحكومية. - شارك في العديد من الملتقيات، والمراكز التربوية والدعوية، داخل منطقة جازان وخارجها، وحصل على شهادات تقديرية من كل من: مركز فيفاء (محافظة فيفاء حالياً)، إدارة تعليم صبيا, الندوة العالمية للشباب الإسلامي, مصلحة الإحصاءات العامة, دارة الملك عبد العزيز (توثيق مصادر تاريخ المملكة), ملتقى المكاتب التعاونية بالمنطقة الشرقية, مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وكذلك مما قدمه خاصة لقبيلته (آل ظلمة) شيخا لها ، وهو الإداري التربوي الناجح ، والقانوني المؤهل، عدة أمور منها ( قاعدة للتحديد المهور والتخفيف من التغالي فيها ــ احتواء العاطلين من شباب القبيلة ومساعدتهم في البحث عن أعمال لهم ــ تكريم الناجحين والمتفوقين والمتميزين من أبناء القبيلة في احتفالية تقام سنويا ــ عمل استراحة تخص القبيلة تكون لإقامة مناسباتهم في (الأعياد والاجتماعات العامة والخاصة والنزهات) ــ عمل على إيجاد مركز اجتماعي يسمى (مركز التآلف)،يستفيد منه أبناء قبائل الظلمي والدفري والعمري، له نشاطات رياضية واجتماعية وثقافية، يحتوي الشباب وينفع المجتمع ، وبصفته عضوا في لجنة التنمية فهو يشرف على هذا المركز، ويدعمه ماديا ومعنويا، ويحضر فعالياته ومناسباته ــ يقوم الآن على إنشاء قاعدة بيانات كاملة لأفراد القبيلة، وهي في مراحلها النهائية) . له كتابات ومشاركات دعوية وثقافية ، وله بحثان مخطوطان هما ( من غريب الألفاظ في اللهجة الفيفية ـ أسماء الأشجار والنباتات في فيفاء، موثق بالصور) نأمل أن نراهما مطبوعان ، وان يضيف اليهما غيرهما ، وان يواصل جهوده في هذا المجال، ولديه لا شك القدرة ولديه التأهيل. حياته الاجتماعية: له زوجتان الأولى: خيرة بنت يزيد يحيى الظلمي الفيفي ربة منزل، تزوجها في أثناء دراسته في الصف الثالث الثانوي، وكانت له خير معين على دراسته سواء في الثانوية أو الجامعة ، وخير رفيق . والثانية: فاطمة بنت عبدالله علي الداثري الفيفي خريجة معهد معلمات. وله من الأولاد اثنا عشر .. الأبناء ستة : 1. فواز/ خريج معهد التمريض الألماني ويعمل في مستشفى فيفاء. 2. عبد العزيز/ خريج جامعة جازان، تخصص سجلات طبية. ويعمل حالياً في إدارة بعض الأعمال التي تخص العائلة. 3. عبد الله/ طالب في الصف الثاني الثانوي. 4. محمد/ طالب في الصف الثاني المتوسط. 5. عبد الكريم/ طالب في الصف الثالث الابتدائي. 6. أيمن/ عمره سنتان. والبنات ست : 1. فاتن سبق لها الزواج، وقد توفيت قبل سنتين، رحمها الله وجعلها فرطا لوالديها وشفيعا لهما. 2. فوزية : متزوجة ربة منزل. 3. حنان: متزوجة ربة منزل. 4. حليمة: متزوجة ربة منزل. 5. سارة/ طالبة في الصف الرابع الابتدائي. 6. إيمان/ عمرها سنتان. حفظها الله من أسرة مباركة وأدام له التوفيق والسداد . وقبل أن نختم حديثنا عن هذه الشخصية الناجحة، نورد بعض أقواله، حيث يقول من باب الوفاء وكريم الخلق (عاصرت فترة بقائي في متوسطة وثانوية فيفاء، وفي مدرسة العدوين ومدرسة قرضة ومدرسة ذراع آل يحيى، الكثيرين من المعلمين والطلاب الذين أفتخر بذكرهم وأعتز بمعرفتهم). ويورد أشياء مما علمته إياه الحياة ومنها : 1- العفو عن الإساءة والصبر على المسيء. 2- لكي يحبك الناس أعطهم ، ولا تطلب منهم شيئاً. 3- تلـَــمُّـسك حاجات الناس، ثم دعواتهم لك، وقود يحركك للاستمرار في فعل الخير والعطاء. 4- في كل شخص جوانب إيجابية ؛ والقائد الماهر هو من يكتشف هذه الجوانب وينميها، ويستفيد منها. 5- الثناء على الآخرين وتبجيلهم وذكر محاسنهم، له أعظم الأثر في تعاملاتنا اليومية. 6- إذا رأيت الناس يتنافسون في أمور الدنيا فنافسهم في أمور الآخرة. نسال الله أن نكون ممن يتنافسون على أمور الآخرة، وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وان يكثر في مجتمعاتنا من أمثال هولاء الرجال العاملين المبدعين ، وفي مراكز القيادة في قبائلهم ومجتمعاتهم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم / عبد الله بن علي قاسم الفيفي / ابو جمال
الرياض في 12/8/1433هـ |
الاثنين، 8 أبريل 2013
الشيخ يحيى بن سالم الظلمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق