الاثنين، 8 أبريل 2013

الاستاذ عبد الله بن جابر الابياتي


أوصل ابنه (المنذر)، الطالب في المرحلة الابتدائية، والمتفوق في الرياضيات، لحضور دورة أولمبياد في الرياضيات، التي تقيمها مدارس جامعة الملك فهد للبترول الأهلية، (وهي منافسة تقام بين الطلاب المتفوقين في الرياضيات على مستوى المدرسة ثم على مستوى المنطقة )، وحين عودتهما للبيت سال (المنذر) والده عن عدد المدن التي زارها خلال هذا العام 2011م حول العالم، فلما اخبره سجلها في ورقة ووضعها في جيبه ،ولما دخل البيت أجرى عملية حسابية للمسافات بين مدينة الظهران محل إقامتهم وهذه المدن، عن طريق (جوجل أيرت)، ثم جمع تلك المسافات، ثم فاجأ والده بهذه النتيجة حين قال له (أبي انك على وشك الهبوط على الأرض عائدا من سطح القمر، في حالة لو انك اختصرت رحلاتك هذه إلى رحلة واحدة إلى القمر ، فان المسافة للقمر 384403كم ذهابا وتكون ذهابا وعودة 768806 كم ).
فهذا مقياس نعرف من خلاله رحلاته المكوكية التي يتطلبها عمله الرسمي ،من خلال ما قطعه خلال عام واحد،لمتابعة وتدقيق الأعمال الحسابية والإدارية والإجرائية لأعمال شركة ارامكو، التي يعمل فيها (مديرا أولاً في تدقيق الأعمال الدولية)،ويتلخص عمله في الإشراف على أعمال التدقيق وتقييم الأعمال الدولية والمشاريع المشتركة،بين شركة ارامكو السعودية والشركات العالمية ، وفي فروع الشركة في قارات الأرض المختلفة ، ونستطيع أن نطلق عليه تجوزا (ابن بطوطة الفيفي) .
لدية همة عالية وجلد وصبر،وتأهيل علمي وذكاء فطري، جعله يتبوأ هذا المركز بجدارة واقتدار، في اكبر شركات المملكة، بل ومن اكبر الشركات العالمية في العصر الحاضر (شركة ارامكو السعودية) التي لا يرتفع فيها شخص إلا من خلال جدارته الشخصية،ومكانته العلمية والعملية الحقيقية ،فلا مجال فيها للمجاملات ولا المحسوبية، بل بالجدية والإخلاص المحض،والجدارة الفعلية، التي تؤهلك وتجعلك تتقدم الصفوف وتعلوا الدرجات،وإلا فلا مكان لك نهائيا بين موظفي هذه الشركة العملاقة.
انه الاستاذ عبد الله بن جابر بن علي بن حسن بن أسعد آل يزيد مسعود الأبياتي الفيفي

image


والده جابر بن علي احد أعيان فيفاء، ومن الشخصيات الاجتماعية البارزة،الذي توظف في البداية خويا في مركز أمارة الريث، مع الأمير احمد السديري (رحمه الله)،ثم انتقل منها إلى مركز أمارة فيفاء ليكون مع أهله ووالديه ، فلما نجح ولده عبد الله من المدرسة الابتدائية بفيفاء ، وأمضى سنته الأولى مغتربا في مدينة صبيا، يدرس في المرحلة المتوسطة ، وقد عان الكثير في هذه السنة بسبب بعده عن من يرعاه من ذويه،مع صغر سنه، لذا فقد آثر الأب أن ينتقل إلى حيث يستطيع المؤائمة بين عمله الوظيفي وتوفير الجو الأسري المناسب لولده، فطلب النقل إلى أمارة المنطقة في مدينة جيزان،مضحيا براحته واستقراره في فيفاء ، حيث اتخذ له فيها سكنا ، ونقل ولده من مدينة صبيا إلى مدينة جيزان، في متوسطة معاذ بن جبل المجاورة لسكنه ، فكان في ذلك راحة للابن، اطمأنت نفسه وارتاح قلبه،واقبل على دراسته وتفوقه ، إلى أن تخرج من الثانوية العامة في عام 1398هـ .
وإضافة إلى ما وجده من الطمأنينة وراحة البال من خلال هذا الجو الأسري،فقد تحققت له أيضا مكاسب تربوية كبيرة من خلال قربه من والده ورعايته له الرعاية المباشرة،حيث تعلم منه مهارات حياتيه واجتماعية ، حيث كان يوكل إليه متابعة بعض المصالح الشخصية، والمعاملات الرسمية، في بعض الدوائر الحكومية،مما يخصه شخصيا، أو يخص بعض الأفراد من فيفاء الذين يطلبون منه متابعتها لهم، فكان يسند اليه بعض منها،فاستفاد من ذلك الكثير من الدروس والخبرات ، وزرعت في نفسه الكثير من الثقة ، وذاق السعادة وهو يخدم الآخرين، ويسعي في قضاء حوائجهم،وتعلم من ذلك أساليب التعامل مع الناس ومع المسؤولين والموظفين في الدوائر الحكومية .
وبما أن منزل والده كان مفتوحا لكثير من الضيوف، وبالذات من أهالي فيفاء الذين يفدون إلى مدينة جيزان ، لمتابعة أعمالهم الخاصة والرسمية، فيجدون في بيته الضيافة، ويجدون منه المشورة والمعونة في متابعة كثير من أمورهم ومصالحهم،لعلاقاته الشخصية المتعددة مع كثير من المسؤولين في المدينة، وبالتالي فقد كان في ذلك مدرسة أخرى لعبد الله،تعلم من خلال احتكاكه بالناس، واختلاطه بهولاء القادمين لبيتهم،على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ، العديد من الفوائد التربوية والاجتماعية ، من خلال مجالستهم والتحدث إليهم ، فاكتسب الكثير من الثقافات والخبرات، والدروس الحياتية والاجتماعية ، وحسن التعامل والأدب ، ومنهم صفوة الشخصيات في مجتمع فيفاء كأمثال: (جده لأمه الشيخ حسن بن يحيى شريف السنحاني الفيفي، والشيخ حسن بن أحمد آل خفشة الأبياتي، والشيخ علي بن قاسم آل طارش الفيفي قاضي فيفا حينها، والشيخ حسن بن علي يحيى الفيفي شيخ شمل قبائل فيفاء، والشيخ حسن بن جابر الابياتي شيخ قبيلة الابيات حينها، وغيرهم وغيرهم ) وكذلك المجلس شبه اليومي في مجلس الأمير احمد السديري (رحمه الله) عندما يرافق والده إليه بعد صلاة العصر ، فيكون عامرا بالأحاديث والأحداث المهمة.
أما والدته فهي الفاضلة عافية بنت حسن بن يحيى شريف السنحاني، وهي على قدر لا باس به من العلم، حيث ختمت القرآن الكريم وأتقنت تجويده وهي صغيرة، على يد والدها الشيخ حسن بن يحي (رحمه الله)، وكذلك على يد أخيها الشيخ موسى بن حسن (حفظه الله)، مما كان لها اكبر الأثر والدور العظيم في تربية أبنائها ، لذلك فقد تعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض من سور القرآن الكريم، على يديها قبل أن يلتحق بالمدرسة، مما ميزه على كثير من أقرانه، وجعله متفوقا في دراسته والسير فيها على خير وجه.
لقد ولد لهذين الأبوين الفاضلين في بيتهما الفرحة الواقعة في الجهة الشمالية من سوق النفيعة بفيفاء في صبيحة يوم عيد الفطر المبارك من عام 1379هـ .
ثم كان لجده لأبيه علي بن حسن (رحمه الله )، وجدته لأبيه مريم بنت قاسم محمد السلماني (رحمها الله) الأثر الكبير في تربيته وتكوين شخصيته الأولى، حيث أثرا عليه منذ طفولته المبكرة، والى أن تخرج من الصف السادس الابتدائي، حيث لازمهما كثيرا،ونسبر تأثيرهما عليه من خلال هذه الحكاية، لنتعرف على أسلوبهما الرائع في التربية ، وتأثيرهما الذي ما زال صداه يتردد في جوانب نفسه وخلجات قلبه، يقول : لما كنت في الصف الأول الابتدائي، كان يدرسني فيها معلم فلسطيني اسمه (عرفات)،وكان شديد على طلابه وعنيف في أسلوبه معهم ، مما ادخل الرعب على قلوبهم الصغيرة ،ومن خوفهم منه انعكس على استيعابهم لدروسه، حتى انه في إحدى حصص القرآن وهم يقرؤون سورة (التكاثر) ، لم يستطع قراءتها من شدة خوفه وهلعه ، مما جعل المعلم يظن انه لم يذاكرها جيدا في البيت ، ومن باب العقاب له اكتفى بأخذ (كوفيته) من على رأسه، وغرزها في خشب سقف الفصل ، فكان وقع ذلك في نفسه كبير جدا، فأصابه الرعب والخوف من الموقف ولم يدري ما يفعل وكيف يتصرف، فما ان انتهت الحصة وكانت الأخيرة حتى انطلق يعدو مسرعا إلى منزل جده المجاور للمدرسة، فاستقبلته جدته،فما إن رآها حتى أسرعت دموعه تسبق كلماته، فلما أفصح لها عن ما أصابه ، حتى انطلقت مغضبة إلى المدرسة التي يسكن المعلم قريبا منها ، وفي الطريق وصوتها قد ارتفع من الغضب، تنبه المعلم إلى الأمر واتضح له انه المقصود من هذه الغضبة ، وتأكد عندما رأى طالبه يتبعها ،فأسرع في استقبالها وهو يحمل الكوفية في يده معتذرا لها، وشارحا سبب تأديبه له ، وبان الطالب لم يكن حافظا لدرسه في القرآن الكريم هذا اليوم على غير عادته،وإنما أراد تنبيهه ليهتم بالاستذكار في المرة القادمة ،عندها اقتنعت الجدة بما سمعت،وما أن عاد الجد في المساء حتى أخبرته بإهمال حفيدهما لدروسه، وانه لم يحفظ درسه في القرآن الكريم هذا اليوم ،فطلب منه الجد قراءة الدرس، فوجده حافظا لم يغلط أو يتلعثم ،فأدرك السبب بأنه شدة المعلم الزائدة ، وأسلوبه العنيف مع الطلاب، فانطلق في الحال إلى المعلم ونبهه إلى خطأ أسلوبه، وانه يلزمه تغيير طريقته مع الطلاب ، حتى لا يكون سببا في تنفيرهم من المدرسة.
من خلال هذا الموقف وأمثاله من هذين الجدين الفاضلين (رحمهما الله)، ومن حسن تفاعلهما الفوري والايجابي، ومعالجتهما الراقية للموضوع ترك في نفسه عظيم الأثر.

تعليمه:
سمعنا طرفا من محيطه وبيئته الأولى،فأمه المتعلمة الحافظة للقرآن الكريم،التي لقنته بعض من قصار السور، وهذه البيئة الأسرية الواعية من أبوين وجدين والأسرة بكاملها ،كان لكل ذلك التأثير الكبير في حسن فهمه وإدراكه ومحبته لطلب العلم ، فما إن بلغ السادسة من عمره حتى ألحقه والده بمدرسة النفيعة الابتدائية ، المجاورة لسكنهم، ولم يواجه أي صعوبة فيها،لأنه مهيئ من قبل،يحفظ بعض سور القرآن ويحسن تهجئة الحروف ،مما أعانه على دراسته وأعطاه دافعا قويا لان يتميز عن بقية زملائه، مع ذكاء فطري لماح ،واهتمام متواصل ممن حوله ، وكان لتخرج عمه شقيق والده الاستاذ يحي بن علي (رحمه الله) في هذه الفترة من معهد إعداد المعلمين في جيزان، وتعيينه معلما في نفس المدرسة ،مما جعله يوليه الكثير من العناية والاهتمام، فواصل تفوقه في هذه المرحلة حتى نجح من الصف السادس،وكان يميل فيها إلى المواد الرياضية ، حتى أصبحت مادة الحساب من أفضل المواد إليه ،وكان مبرزا أيضا في الإلقاء والخطابة في هذه المرحلة، فكان يلقي كل أسبوع كلمة الصباح أمام الطابور ، ولقي في ذلك التشجيع من مدير المدرسة حينها الاستاذ علي بن فرحان الفيفي والمعلمين، وكان يعد هذه الكلمات بنفسه ويساعده في إعدادها الاستاذ حيمور(فلسطيني) والاستاذ حسين جابر الفيفي، وعمه الاستاذ يحي علي الفيفي (رحمه الله ).
كان عند تخرجه من المرحلة الابتدائية صغير السن،ولا يوجد مرحلة متوسطة إلا في بعض المدن الكبيرة في المنطقة ، وليس هناك من يطمئن أهله ليعيش معهم ليواصل دراسته،مما اضطر والده أمام رغبته العارمة في مواصلة دراسته ، أن يسجله في متوسطة مدينة صبيا، واسكنه عند صديقه محمد عبدالله عبد الباقي احد اعيان صبيا، ومضت به هذه السنة وهو في اشد المعاناة من الغربة والبعد عن الأهل لأول مرة ، وعاش في قلق نفسي جعله لا يرتاح في هذا المكان ، مع انه كان يلقى من أهل الدار الكثير من اللطف والعطف ، الا انه يشعر في قرارة نفسه بالوحدة والغربة، انتهى العام الدراسي على خير ، وقد أحس والده بما يعانيه، وبما هو فيه من تأثر وشتات فكر ، والإحراج الذي عاشه عند هولاء الطيبين ، فلما خشي أن يتسبب له إحساسه هذا بردة فعل عكسية ، قد تؤثر على مستقبله الدراسي، وتحطم رغباته وطموحه، لذلك رأى انه من الأحسن والأفضل أن يضحي هو براحته واستقراره، ليضمن لولده حياة دراسية مستقرة، فلم يتوانى في اتخاذ القرار الذي كان فيه الخير بفضل الله، مع ما صاحبه من الكثير من التعب والتضحيات،حيث سعى إلى طلب نقل عمله الوظيفي إلى مدينة جيزان، فتم له ذلك واستقر فيها، ثم نقل ابنه إلى متوسطة معاذ بن جبل المجاورة لسكنهم ، وهنا عادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وعادة الطمأنينة إلى نفسه، بجوار والده يحوطه برعايته وعنايته .
استأنف تفوقه وترقيه في دراسته عاما بعد عام ، وما أسرع ما انقضت السنين ، وحصل على الشهادة المتوسطة ثم الشهادة الثانوية،من نفس المدرسة (معاذ بن جبل)، حيث تخرج منها من القسم العلمي في عام 1398هـ ، وقد اكتمل شبابه ورجولته ، ممتلئ حيوية وطموحا ، وقد اكتسب الكثير من الخبرات والتجارب العلمية والاجتماعية والنفسية، وكان من تجاربه الممتازة في هذه المرحلة ، أن شارك في الإحصاء الأول للسكان في عام 1393هـ وهو في المرحلة المتوسطة، ضمن الفرقة المشاركة في فيفاء .
حمل شهادته فرحا سعيدا، يكتنفه الأمل وتحوطه الأحلام، مغادرا منطقة جازان ، إلى حيث يحقق طموحه ويبني مستقبله ، إلى جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض،ليبحث عن التخصص العلمي الذي يحقق له الآمال والمستقبل السعيد ، فأهلته درجاته العالية في القبول في كلية الهندسة ، ومشت به الأيام في البداية متثاقلة ، لأنه لم يجد نفسه في ما يدرسه في هذه الكلية وهذا التخصص ، حاول إقناعها بما هو عليه وانه تخصص يحلم به الكثير من الشباب، ولكنه لم يجد منها أي ميل لما تدرسه ، وشعر انه إنما يخدعها ، فرغباته وميوله ليس هنا ،مضت أكثر من سنة ونصف وهو في صراع داخلي رهيب، فقرر بكل صرامة أن يعاود قراءة حساباته من جديد، وخرج بقواعد ونظريات ألزم نفسه بها، ورأى أنها ما يجب أن يسير عليه، ليكون صادقا مع نفسه ، وليعود إليها صفائها وراحتها الذي طالما افتقدها ، فكان مما توصل إليه ، انه يجب أن يتحقق في المجال الذي يدرسه عوامل ثلاثة ، وهي: (القدرة على التفوق في هذا التخصص ، والرغبة الأكيدة والميل الحقيقي إليه، وفرص العمل المتاحة بعد التخرج )،لذلك اتخذ قراره الذي لا رجعة فيه، وترك الكلية التي لا يجدها تحقق له هذه القواعد،وبالأخص الرغبة والميول ، فانسحب من الكلية ومن الجامعة ومن الرياض ، لينسى كل تجاربه وفشله فيها مع نفسه ، وحزم حقائبه متوجها إلى الساحل الغربي في مدينة جدة، وبادر في الالتحاق بكلية الاقتصاد جامعة الملك عبد العزيز، حيث وجد فيها ضالته وأمنيته وأحلامه ، ووجد قواعده الثلاث تنطبق تماما على هذه الكلية .
لما كانت رغبته المتجذرة في نفسه، من مراحل التعليم الأولى، وميوله الحقيقية تميل إلى المحاسبة، فقد اقبل على هذه الكلية بكل حماس ورغبة ، وزاد من تفوقه أن وجد في جدة مكاتب محاسبية خاصة، على مستوى عال ، التحق بها ومارس فيها تخصصه عمليا ، مما أضفى الكثير من التفوق في دراسته الأكاديمية، فكان يعمل في عدة مكاتب معتمدة للمحاسبين القانونيين ، وكذلك في بعض البنوك الكبيرة ، على فترات متقطعة ، على مدار سنوات دراسته الجامعية ، وقد كثف دراسته في السنتين الأخيرتين في مكتب الدكتور عبد اللطيف العمري محاسبين قانونيين، عمل فيه لمدة سنتين بدوام كامل في العطل الصيفية، ودوام مسائي أثناء العام الدراسي ، وعمل لما يقارب خمسة أشهر في البنك السعودي الفرنسي أمينا للصندوق .
وحضي بالعديد من الدورات بعد تخرجه، التي إتاحتها له شركة ارامكو السعودية، التي التحق بالعمل فيها في السنوات الأخيرة وما زال،
ومن هذه الدورات :
1. استخدام الأساليب الرقابية لتحسين الجودة والمراقبة
2. مهارات التواصل مع العملاء (الإدارة العليا).
3. استخدام وسائل تقييم المخاطر لرفع الكفاءة الإنتاجية.
4. إدارة الوقت .
5. تنشيط وتفعيل العمل الجماعي.
6. الإرشاد العملي للموظفين .
7. إدارة التموين الفعالة.
8. برنامج الإدارة المالية المتكامل.
9. تطوير الإبداع الإداري.
10. الإدارة لأغراض الابتكار والتطوير.
11. تطوير الأهداف الإستراتيجية وطريقة تحقيقها.
12. الإدارة الفعالة.
13. المقابلة الشخصية الفعالة.
14. التوجيه والإرشاد.
15. إدارة المحادثات المعقدة.
16. تقييم نظام الرقابة الداخلية .
17. الذكاء العاطفي.
18. تقييم وتحفيز القيادات الواعدة.
19. تحسين وسائل التواصل مع العملاء.
20. القيادة المثلى في إدارة المصانع بإتباع أصول السلامة .
21. قيادة التغيير.


إضافة لمشاركته في العديد من المؤتمرات الدولية السنوية، التي غالبا ما تعقد كل سنة في دولة، ومن هذه المؤتمرات مؤتمر إعداد المدراء التنفيذيين، الذي عقد مؤخرا في دبي، وكان سابقا يعقد في المدن التالية (أورلاندو ـ أمريكا ـ لندن، أمستردام ،دبي ، كوالالمبور ، سنغافورة)
وكان له حكاية أخرى مع تعلم اللغة الانجليزية ، التي تعتبر شرطا أساسيا في أعمال شركة ارامكو السعودية، ويترتب النجاح في العمل على مدى إتقان هذه اللغة، فالأعمال والتقارير والمحادثات والاتصالات والمخاطبات تقوم جميعها على هذه اللغة العالمية، وإذا علمنا أن عمله في معظمه يكون في الخارج مع شركات وعملاء من جميع أنحاء العالم، واللغة المشتركة بينهم هي اللغة الانجليزية،وكل التقارير التي يتلقاها والتي يعدها هي بهذه اللغة فقط ، فما هي حكايته في تمكنه من تعلمها وإتقانها على هذا المستوى ، إنها حكاية أخرى من حكايات الإصرار وقوة العزيمة والذكاء،فلما كانت دراسته الجامعية داخل المملكة ، واللغة الانجليزية فيها لغة ثانوية،لا يتطلب منه إلا معرفة أهم المصطلحات العلمية ومعظمها كان معربا، وعمله الأول أيضا في (بترومين)، ثم في شركة (سمارك)، يكتفي في أعماله باللغة العربية،ولا يتطلب التعمق في اللغة الانجليزية، فلما تم دمج شركة سمارك التي كان يعمل بها، مع شركة ارامكو السعودية في عام 1993م،وتم نقله من مدينة ينبع إلى مدينة جدة مبدئيا، ليشارك ضمن اللجان الخاصة بالإشراف على الدمج،والعمل على توحيد الإجراءات ، فتطلب تهيئة الموظفين لانتقالهم إلى الشركة الأم، عقد دورات مكثفة في اللغة الانجليزية ، لمدة ثمانية أشهر بمعدل ثمان ساعات يوميا، ولأجل حرصه على إتقانها كما ينبغي ، كان يعمل على متابعة الدروس في الدورة ، وفي نفس الوقت يعمل على ترقية قدراته على الاستيعاب ، فيواصل الدراسة في البيت لمدة أربع ساعات إضافية، يحفظ فيها الكثير من الكلمات، وينمي حصيلته المهارية فيها،مع سعيه إلى إتقان القراءة والفهم والاستيعاب، فيقراء الكثير من الصحف والمجلات الانجليزية، ويراجع قدراته بقراءة بعض التقارير في العمل ، ولا يفوت أي فرصة تتاح له في هذا المجال، إلا وزاد من حصيلته وتطوير ما لديه ، لذلك كان ترتيبه الأول على كامل الدفعة، مع أن كثير منهم قد سبق له الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية .
وكما قيل النجاح يولد النجاح،وذوي الطموحات العالية يحرصون على التميز في كل شيء، وهو سعى بكل جدية وإصرار على أن يحصل على الزمالة، وبما أن شركة ارامكو السعودية تتيح لأصحاب الطموحات والجادين من منسوبيها، إلى الارتقاء بمستوياتهم التعليمية والتدريبية، وان ينال موظفيها ما يرغبون من ذلك، لذا فقد تحصل على العديد من الشهادات والتي من أهمها :
أولا: الزمالة العالمية للمراجعين الداخليين، من المعهد العالمي للمراجعين الداخليين بأمريكا، وهي الجهة العالمية الوحيدة التي تمنح مثل هذه الشهادة في هذا المجال، ( ويعتبر رابع سعودي يحصل على هذه الشهادة).
ثانيا: شهادة الزمالة الأمريكية في مجال اكتشاف حالات الغش والاحتيال (ويعتبر ثالث سعودي يحصل على هذه الشهادة).
ويدل هذا على تميزه، ويدل على تميز شركة ارامكو السعودية، واهتمامها بتطوير موظفيها، وهم على رأس العمل، واتاحت الفرص لهم بالدراسة والتدريب،حيث ترسلهم لحضور الدورات التدريبية في دول مختلفة، وحضور مؤتمرات دولية لتمثيل الشركة، وعرض الإجراءات والتقنيات الحديثة المتبعة في الشركة، للأعضاء المشاركين في المؤتمرات
العمل الوظيفي :
كان يمارس العمل في تخصصه الذي أحبه من قبل أن يتخرج، واتخذه نوعا من التدريب وتنمية المهارات والقدرات العلمية والتطبيقية، وكما اشرنا سابقا لبعض منها، فقد عمل في البنك السعودي الفرنسي، في احد العطل الصيفية لمدة خمسة أشهر أمين للصندوق ، وعمل في مكتب الدكتور عبد اللطيف العمري، وهو مكتب محاسبين قانونيين، والدكتور عضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وهو من اكبر المكاتب المحاسبية في المملكة، وعمل فيه لمدة سنتين متقطعة حسب الدراسة، فينتظم فيه في العطل الصيفية بدوام كامل، وفي أثناء الدراسة يداوم دواما مسائيا، بحيث لا يوثر على دراسته بل يربطه بها .
بعد تخرجه كانت تنتظره العديد من الفرص الوظيفية، ومنها بعض ما سعى والده (حفظه الله) إلى التحاقه بها، وحصل له على وعود بتعيينه عليها، عندما اطلاع المسؤلون فيها على شهاداته الدراسية ،وخبراته المكتسبة ، وهذه المجالات المتاحة كانت ( رئيس البلدية في فيفاء ، مدير المستشفى في فيفاء عند بداية تأسيسه ، مدير فرع البنك الزراعي بفيفاء ) ولكن كان اتجاهه وتفكيره وطموحاته في غير العمل الوظيفي الحكومي المحدود، فله اتجاه آخر، وعندما اطلع والده عليه وعلى قناعاته وتطلعاته ، بارك له مسعاه وشجعه.
إذا فقد آثر العمل في القطاع الخاص وفي الشركات،رغم توفر الفرص الوظيفية الكثيرة والمرموقة في ذلك الوقت في القطاع الحكومي، سعى للعمل أولا في مصفاة بترومين ينبع ، وكانت حينها شركة ذات شخصية اعتبارية مستقلة،وتعين في مصفاة ينبع ، وفي تاريخ 22/6/1993م تم دمجها مع المصافي الأخرى في المملكة، تحت مظلة شركة واحدة ،الشركة السعودية للتكرير والتسويق (سمارك)، وكان عمله فيه مشرفا على إدارة التدقيق ، وفي عام 1994م تم دمج هذه الشركة تحت مظلة شركة الزيت العربية السعودية (ارامكو السعودية)، وخلال دمج هاتين الشركتين، تهيأت له فرصة مميزة لكسب مزيد من الخبرات في معرفة أفضل السبل الممكن إتباعها بعد هذا الدمج، كما كانت له فرصة جيدة في التواصل مع أعضاء الإدارة العليا لهذه الشركات، فدمج الشركة العربية السعودية للتكرير والتسويق (سمارك) تحت مظلة اكبر شركة بترول في العالم (ارامكو السعودية) أتاح له الانتقال إلى مقر الشركة الرئيس في الظهران، وتحديدا في إدارة مراقبة الأداء، التي تعتبر إدارة مستقلة، ترتبط مباشرة بمجلس إدارة الشركة ، مما ساعده على الاطلاع على سير الأمور، وحسن الأداء والتنظيم في كافة قطاعات الشركة .
ولان شركة ارامكو السعودية ، تتميز بأنها تولي عناية متميزة لموظفيها، وخاصة من يثبت جدارته في مجال تخصصه، فتوكل لكل شخص مؤهل مهام تتصف بالتحديات، مما يجعله يثبت جدارته ليمضي متقدما في سلمه الوظيفي، لذلك أبدى استعدادا تاما لقبول أي مهمة تسند إليه، مما حدى بالإدارة إلى أن توكل إليه مهام مختلفة عن بعضها، فقد اسند إليه مهام الإشراف على أعمال التدقيق وتقييم الأعمال الآتية:
1. خدمات العمليات .
2. قطاع التكرير والتوزيع.
3. قطاع الإنتاج.
4. قطاع الخدمات الصناعية والمالية .
5. قطاع عمليات الغاز .
وقد اسند إليه مؤخرا(كأول سعودي) العمل مديرا أولا في الإشراف على أعمال تدقيق وتقييم الأعمال الدولية للشركة، والمشاريع المشتركة لها مع شركات عالمية كبيرة، مثل شركات (اكسون موبيل ،شل ، سانيوبيك الصينية ،شواشل اليابانية ،هانجسن الكورية) ومهام هذه الوظيفة تتطلب منه السفر المتواصل حول العالم، حيث تتواجد أعمال شركة ارامكو في عدة دول، ومنها (الولايات المتحدة الأمريكية ،كندا ، بريطانيا ، فرنسا ، اسبانيا، ايطاليا ، هولندا ،مصر ، الأمارات العربية المتحدة ،الصين ، هونج كونج، سنغافورة ، ماليزيا ، كوريا الجنوبية ، اليابان) فهو يرأس فريق متكامل من الخبراء في التدقيق على أعمال الشركة في المملكة وفي خارجها في قارات العالم المختلفة .
ولفهم طبيعة عمله الذي يعتبر الجهة المهيمنة والراصدة لجميع أعمال شركة ارامكو العملاقة، فيحسن أن نتعرف بصورة مبسطة لأعمال هذه الشركة، فهي بحق شركة عملاقة ضخمة، ليس من السهولة التعريف بها في اسطر محدودة، ولكن رؤوس أقلام تقرب الصورة للافهام ، فالشركة تقوم بعدة أعمال ومهام على عدة خطوط، وكل خط منها له مهامه العظيمة، وذلك على النحو التالي:
1. خط الاستكشاف ، والحفر ، والتنقيب.
2. خط الإنتاج الخام.
3. خط التكرير والتسويق.
4. الأعمال الدولية وهي في هذا تدخل في تعاملات وشراكات مع الكثير من الشركات العالمية.
5. تمتلك صهاريج ضخمة للتخزين في ثلاث أماكن خارج المملكة، إضافة إلى ما في الداخل، ففي الخارج توجد في (الكاريبي، وهولندا، واليابان).
6. تقوم بتكرير مشتقات البترول في عدة دول، إضافة إلى الداخل، وفي الخارج في كل من (الصين ، كوريا ، امريكا، اليابان ) .
7. التسويق العالمي في (الصين، اليابان ، سنغافورة، لندن ، نيويورك ).
8. لها أساطيل شحن ضخمة مقرها الرئيسي في دبي (فيلا).
9. لها إدارة خدمات في أمريكا تقوم بشراء المعدات الضخمة، التي يتطلبها أعمال الحفر والتنقيب والتكرير، ويتم اختيار واختبار الأفضل مما يقدم منها ، وتقوم هذه الإدارة أيضا بالتوظيف، وتقييم الفنيين والمهندسين الذين تسعى إلى استقطابهم ضمن موظفيها، ومقرها في هيوستن في أمريكا، ولها فروع في الشرق الأقصى .
10. هناك إدارات تقدم خدمات للعمليات السابقة، فلدى الشركة طيران خاص بها، وخدمات بحرية ، وإدارة للمعلومات (التكالوجيا) .
فالإدارة التي هو مديرها الأول، هي الإدارة العليا المهيمنة على كل هذه الخطوط، التي ترتكز عليها شركة ارامكو السعودية، فعمله وفريقه يتلخص في (تقييم الأداء الكامل للشركة وتحسينه إلى الأفضل).
قبل أن يكلف بهذا العمل ، سبق إعداده الإعداد المتكامل، حتى يكون مؤهلا لهذه الإدارة الخطيرة، مع ما سبق ذكره مع خبرات ودورات ، فقد مر في مسيرته العملية بكل أو معظم هذه الأقسام وخطوط الأعمال جميعها، ولم يصل إلى هذا المركز (كأول سعودي) إلا لكفاءته الشخصية، حيث كان حكرا على الإداريين من الجنسية الأمريكية، وهم لا يتيحون لغيرهم الوصول إلى مثل ما وصل إليه، فلا يسعون إلى إعداد الكوادر التي تستطيع أن تحل محلهم، ولكن جدارته وطموحه الشخصي هو من أوصله، وبالتالي فهو يسعى الآن إلى تكوين الكوادر القيادية من السعوديين ، التي تواصل النجاح من بعده ، وذلك من خلال إعدادهم الإعداد الجيد، ومنحهم الثقة في أنفسهم ، ثم اكتساب ثقة الشركة فيهم لجدارتهم.
طبيعة عمله متعبة ومضنية وصعبة ، ولكنه من خلالها اكتسب العديد من الخبرات، فهو يلتقي فيها بكبار ممثلي الشركات العالمية، وهذه اللقاءات لا شك لها الأثر الكبير في تبادل الخبرات، التي يعود نفعها عليه شخصيا، ثم على الشركة ، وقد اثبت بما لا يدع مجالا للشك، من خلال جديته وتفانيه وإتقانه لعمله ، أن الكفاءات السعودية لا تقل عن غيرها ، بل قد تكون أكثر تميزا وإخلاصا ، وتستطيع أفضل من الآخرين على تحسين الشراكة والانفتاح مع الشركات المماثلة عالميا، فلم يعد هذا المنصب وأمثاله في الشركة حكرا على الخبرات الأجنبية فقط .
هذا وبالإضافة إلى عمله في شركة ارامكو السعودية، فهو يمضي جزء من وقته لتطوير مهنة المراجعة الداخلية في المملكة العربية السعودية، فهو عضو مؤسس لمعهد المراجعين الداخليين السعوديين، الذي صدر قرار مجلس الوزراء بتأسيسه من بداية العام الحالي .
إضافة إلى انه عضو في العديد من الجمعيات المهتمة بهذه الجوانب في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ذلك فهو :
1. عضو في معهد المراجعين الداخلين الأمريكية .
2. عضو في معهد المحاسبة الإداريين الأمريكي .
3. عضو في الجمعية الأمريكية لتقييم المعايير المهنية الخاصة باكتشاف حالات الغش والاختلاس.
أشخاص في حياته لهم فضل عليه:
كما قيل :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ### وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
الكريم في شخصه وأخلاقه لا ينسى صاحب الفضل والمعروف عليه أبدا، مهما كان هذا المعروف قليلا، فالإنسان دوما لا يستغني في حياته عن هولاء الكرماء اللطفاء، الذي يقفون بجانبه ويدعمونه، وصاحب السيرة يذكر أشخاص كثر في حياته ، لهم فضل كبير اثر في شخصيته وفي مسيرته ، ولكنه لا يستطيع ذكرهم جميعا، وان خص بعضهم بالذكر كما يقول فان دعائه موصول لكل من له فضل أو معروف عليه ، ومن هولاء كما تحدث :
أولا: والدته (عافية بنت حسن) حفظها الله، كان لإجادتها وحفظها القرآن الكريم دور كبير في تعليمه شيء منه في صغره، وفي تعلم القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة، وكان لمتابعتها والتشجيع المستمر اكبر الأدوار في تفوقه في دراسته، ويقول ما زلت استشعر دعواتها المباركة تحوطني في كل المواقف وكل الحالات ، حفظها الله وختم لها بالصالحات واسكنها فسيح جناته ، ووفقني إلى برها وصلتها.
ثانيا : والده (جابر بن علي) حفظه الله، كان لقراره الانتقال إلى مدينة جيزان من اجل أن يتيح له مواصلة تعليمه في جو اسري مستقر، وتضحيته في سبيل ذلك بالكثير من راحة نفسه ، وما أحاطه به من قبل والى اليوم من نصح وتوجيه ودعاء ، أطال الله على الخير والإحسان عمره ، وجعلني بارا به.
ثالثا: الشيخ علي بن قاسم الفيفي حفظه الله، والد زوجته وشريكة عمره، له الفضل الكبير، بمواقفه التربوية على مدى مراحل حياته ، يقول أحسست بها تدفعني دوما من صغري إلى الأمام، فهي مواقف لا أنساها، تدل على لفتاته التربوية الكريمة ، مما كان لها ومازال اكبر الأثر في حياتي، ومنها إجمالا:
• في أول سنة درست فيها الصف الأول متوسط في مدينة صبيا، وإثناء العطلة الصيفية التي قضيتها مع أهلي في فيفاء، أقيمت وليمة في احد بيوت جيراننا، وتوافد إليها الضيوف، ومن ضمنهم العم الشيخ علي بن قاسم (قاضي فيفاء حينها) ،وأثناء تبادل الضيوف للأحاديث والمجاملات ، في انتظار تحضير الغداء، وكنت اللهو والعب مع أقراني، حيث لا يتجاوز عمري الثالثة عشرة، واغلب هولاء الأطفال ممن توقفوا عن الدراسة، ولم يكملوا تعليمهم ، ولم اشعر إلا وهو يناديني باسمي ويخصني من بينهم، ثم يجلسني بجانبه على الأريكة ، ويلاطفني بالسؤال عن دراستي والمواد التي ندرسها وعن المعلمين ، وكنت أجيبه بمنتهى الفخر والفرح لما خصني به دون الآخرين ، ولما دعينا لتناول الغداء، والعادة كما هو معروف أن الصغار لا يجلسون فيها مع الكبار، ولكنه اخذ بيدي أثناء توجهه إلى المائدة حتى أجلسني بجواره، فلا تسال عن أحاسيسي وما أشعرني به من تكريم، وما رفع به من معنوياتي ، ولا بد انه تعمد ذلك لكي يشعر غيري ممن قعد عن مواصلة دراسته بهذا التمييز، وانه يجب عليهم تلافي القصور لديهم ، أما تأثيره على نفسي فكان كبيرا، ما زلت أحس بطعمه إلى اليوم، أتذكره ولا أنساه .
• كذلك كانت لعلاقته بوالدي وصداقتهما الوثيقة، انه كلما مر بجيزان دخل لديه وزاره في بيته، وكنت في تلك الفترة ادرس المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ولدي حب كبير للقراءة والثقافة، فكان يفرح كلما رأى بيدي كتابا ويثني علي ويشجعني، ومما اذكره له ولا أنساه انه راني وأنا أتصفح احد أعداد مجلة العربي (مجلة كويتية شهرية من أقوى المجلات العربية حينها تحوي العديد من المقالات والاستطلاعات والأدب) وكان عددا قديما استعرته من احد زملائي ، فما كان منه في اليوم التالي إلا واحضر لي العدد الجديد منها كهدية، اشتراها من مكتبة العقيلي (المكتبة الوحيدة في جيزان في ذلك الوقت) ، ثم من بعدها لم يزرنا إلا وهو يحمل لي منها كل عدد جديد ، ولم أنسى ولن أنسى تلك أللفتة الكريمة المشجعة ، حفظه الله وأطال على الخير عمره.
رابعا : زوجته (حفظها الله)، يقول ساندتني وآزرتني في كل ادوار حياتي، بجميع تقلباتها وتنقلاتها، فالعمل الطويل في الشركة، واستقطاعه جل وقتي، وبالذات في السنوات الأخيرة، فلا أكاد استقر في المملكة لأسابيع متتالية قد تمتد لأشهر، فتقوم هي برعاية البيت والأولاد، ومتابعة شؤونهم ودراستهم، وإشعارهم بعدم غيابي عنهم، كل ذلك يجعلني أعيش مطمئن البال، لا يكدر علي تفرغي للعمل الوظيفي الصعب الذي أقوم به شيء ، فمهما قلت وعددت وأثنيت فلن أوفيها حقها، أدام الله المحبة والألفة والمودة وجزاها عني كل خير.
واخيرا يقول: من اسباب النجاح الكبيرة ، بيئة العمل في شركة ارامكو السعودية، والدينامكية التي تتبعها، والتغيير والتطوير المستمرين في أعمالها، وتحديث أساليب الأداء، وإعطاء الفرصة للتغيير والتنقل السلس في إداراتها المختلفة، والدعم المتزايد للموظفين السعوديين ،هو اكبر حافز ومشجع ، أرجو أن أرى هذه السياسة متبعة في كل دوائرنا الحكومية.

الحالة الاجتماعية :
زوجته هي الفاضلة فائزة بنت علي بن قاسم آل طارش الفيفي (حفظها الله).
ولهما من الأبناء خمسة على النحو التالي :
1. دعاء طالبة طب المستوى الرابع .
2. البراء يدرس المحاسبة في أمريكا.
3. ديمة طالبة في المرحلة المتوسطة .
4. المنذر طالب في المرحلة الابتدائية .
5. اليمان في القسم التمهيدي .
حفظهم الله وبارك فيهم وسدد على طريق الخير خطاهم .
وبعد فهذه جزئية مختصرة، من حياة وسيرة شخصية ناجحة، بكل المقاييس من أبناء هذا الجيل، الذين نفخر بهم، ونرفع بهم رؤوسنا ، فهو يستحق بكل جدارة واقتدار ما وصل إليه، بجده وجلده وصبره وتفانيه، وحسن أدبه ورفيع أخلاقه، وما تميز به من ذكاء وفطنة، وما هو عليه من علم واطلاع وثقافة، وما يتصف به من أدب وكياسة وحسن حوار، متحدث لبق ومستمع جيد، يجبرك على احترامه وتقديره، يتصف بروح اجتماعية مرحة، سريع البديهة حاضر النكتة .
نموذج يستحق الإشادة، وجدير بكل احترام وتقدير، وان يتخذ قدوة ومثالا حيا لشبابنا الصاعد، في هذا العصر الذي لا يتوقف لغير الجادين المؤهلين ، حفظه الله وبارك فيه، وزاده علما ورفعة ونجاحا وتوفيقا، وبارك فيه وفي والديه وذريته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

محبكم / عبد الله بن علي قاسم الفيفي /أبو جمال
الرياض 17/4/1433هـ

هناك تعليق واحد:

  1. شاب مثقف خلوق مثابر مثالي في عمله طيب السجية حميد الخصال
    من القلب احييه. ...

    ردحذف