لم تتح له الفرصة لتحقيق رغبته في طلب العلم كما يتمنى، لظروف الزمان والمكان الذي عاش فيهما، لذلك بذل قصارى جهده، وضحى بالكثير من الراحة، ليحقق في ابنائه ما لم يستطع هو تحقيقه، ووجد في زوجته وشريكة حياته خير معين له، حتى تحقق له بفضل الله وتوفيقه ما سعى اليه، فنال هولاء الابناء اعلى المراكز، وتحقق له فيهم ما كان يحلم ان يحققه لنفسه ،وليس ذلك بالامر السهل ولا الهين، فهو يحتاج الى كثير من التضحية، وقوة الارادة والصبر والتحمل، وطول النفس كما يقال، فانه يعتري النفس الكثير من الوهن والضعف، واستعجال النتائج، فاذا لم يوطن الانسان نفسه بقوة العزيمة والارادة وصدق التوجه ، لم يدرك ما يؤمل، وقد يكتفي بالقليل مما يود تحقيقه، ولكن اذا وجد الاصرار والعزيمة الصادقة التي تدفع صاحبها الى تجاوز كل المثبطات وكل الصعوبات،فلا شك في تحقق النجاح وبلوغ الاهداف.
وتربية الابناء من اصعب الامور، وبالذات ان كنت قد وضعت لك هدفا عاليا، تريد ان تبلغ بهم اليه ، وهذا الهدف يزداد بعدا وصعوبة، كلما كثرت بينك وبينه العوائق والمثبطات ، واشدها عدم توفر الوسائل المعينة (مادية ومعنوية واجتماعية) ، وعدم وضوح الطريق الموصل الى ما تنشد ، فجهلك بنهاية الطريق، بل وعدم وضوح معالم المسالك المؤدية اليه، يثبط العزائم ويوهن الهمم ، فاذا لم تكن الامكانيات المادية جيدة ، ومحيطك الملاصق لا يشجعك، بل قد يكسّر مجاديفك، ويوقف من تقدمك ، ويزرع الاشواك والعوائق في طريقك .
كل هذه الاموروغيرها قد اجتمعت امام هذا الاب، ولكن عزيمته الصادقة بما يومن به، واصراره الذي لا يكل ولا يتراجع، كانت عونا وسندا لاجتياز الكثير منها بعد توفيق الله وعونه ، مع وجود زوجة صابرة وفية تقف بجانبه ، طالما بثها آماله واحلامه في ابنائه ، حتى صارت تلك هي متعتهما، واحلام اليقظة لديهما، وتشبعا بتلك الاحلام وآمنا بها ،واصبحت لهما غاية وهدفا ينشدانه سويا،فوطنا نفسيهما في عهد غير مكتوب، على ان يسعيا متعاونين الى بلوغه .
في العادة يكون اكبر الاولاد هو الاساس، الذي يتضح من خلاله نجاح أو فشل الوالدين في التربية، فان نجحا معه، تبعه اخوانه من بعده في الغالب، وسلكا نفس المسلك، والعكس بالعكس، لذلك كان اصرار الابوين على ان ينال ولدهما البكر اقصى درجات الاهتمام، وان يكون مثالا وقدوة لبقية اخوته، اعانهما على من جاء بعده من الابناء ،وهذا ما سنراه ماثلا وواضحا في شخصيتنا لهذه الحلقة .
لنخرج من دائرة العموميات والالغاز، ونضع النقاط على الحروف، ونلج الى التعريف بهذه الشخصية، ودور الوالدين البارز والموثر في صقلها وتكوينها ، ونتطرق الى بعض التضحيات التي دفاعاها، ليبلغا به واخوته الثمانية الى اعلى الدرجات من النجاح والتفوق، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ومنّه.
انه الاستاذ/حسن بن سليمان بن احمد بن اسعد المثيبي الفيفي

مولده ونشأته:
كانت اطلالته على الحياة مشهودة في حياة هذه الاسرة، فالام تعاني من الآم الحمل، وفي اشهرها الاخيرة منه ، والاب والزوج غائبان من اكثر من ثلاثة اشهر،مشاركان في جهاد الريث ، الذي استنفرت فيه قبائل منطقة جازان، وقبائل منطقة عسير، من الملك سعود (رحمه الله)، عندما تمردت قبائل الريث للمرة الثانية، فشاركت قبائل فيفاء، بقياد شيخ شمل فيفا حسن بن علي الفيفي، واميرها عبدالعزيز السماري (رحمهما الله ) ، فكان والدها وزوجها ضمن هذه الحملة ، وكم عاشت اياما وليالي من الترقب والاحلام المفزعة، والاخبار تتواصل كل يوم بمقتل فلان أو جرح فلان ، فكيف ستكون فرحتها تلك الليلة وهما يدخلان عليها دون موعد أو سابق أنذار، وهما بكامل صحتهما وعافيتهما ، ما اعظمها من فرحة لا تكاد تستوعبها ، بل وكأن الفرح لايريد ان ينتهي تلك الليلة، فما زالت حبلى بالكثير من المفاجات، لتزيل عنها كل ما قاست، وتعوضها عن كل ما عانت، طوال الشهورالماضية ، فالمخاض يعاجلها، والوليد البكر يستهل صارخا معلنا مقدمه الى هذه الحياة، وكأنّه يشاركها الترحيب بابيه وجده ، ما اعظمها من فرحة تكتنف ذلك البيت، وياله من فال حسن، اذا فليكن (حسن ) انه الاسم الذي سيحمله هذا المولود، وقد كان بفضل الله اسم على مسمى، رحم الله الابوين وادام الله (حسن) صلة بر وخير لهما .
اذا فقد ولد حسن في تلك الليلة المباركة التي عاد فيها والده، وجده جبار بن يحي المثيبي ، في اواخر عام 1375هـ ، وكانت ولادته في بيت جده (ذا الرقيبة ) الواقع في قمة جبل فيفاء، اقرب البيوت لقلعة العبسية المتربعة فوق راس الجبل ، من جهة الجنوب الغربي ، وامه هي الفاضلة متعبة بنت جباربن يحي المثيبي الفيفي (رحمها الله واثابها) .
درج في هذا البيت، واستنشق الهواء لاول مرة من هذا العلو والرفعة، في اعالي القمم ، ولم تمض اربعة اشهر الا والاسرة تنتقل الى بيت الاب سهلان ،وان كان بيتا صغيرا في حجمه ،لا يزيد عن دارة وبعض الغرف الصغيرة الملحقة، وينقصه الكثير من وسائل الحياة، ولكنها كانت هي الحياة في ذلك الزمن، وكما قيل (سم الخياط على الاحباب ميدان) فالحب والالفة والتفاهم يسود هذا البيت، ، وبالذات وقد اختطا لهما طريقا ومنهجا في هذه الحياة، امنا به وتعاهدا على تحقيقه مهما ضحيا وبذلا، وها قد بدا الاختبار عن مدى صدق ما عزما عليه .
ليبدا المشوار مع بعضهما، وهذا هو اول الابناء بين ايديهما، ويعرفان انهما ان نجحا معه فسيسهل لهما الوضع مع من يليه، وهو ما كان، فقد ضحيا وتنازلا عن الكثير من راحتهما وضروريات الحياة لهما، ليحققا في هذا الابن واخوانه ما ياملان ، وتغلبا على كل الصعاب ، وكابدا وصبرا ، فالامكانيات محدودة بل معدومة، وشبه مستحيلة في معظم الامور، ولا يحصلان على الشيء من ضروريات الحياة الا بكد وعناء، قد لا يتصوره الكثير ممن لم يعش تلك الايام الصعبة، حتى ان الابن (حسن) لما بلغ سناً ابتدأ يميز فيه ، هاله التعب والكدح الذي يعيش فيه والداه، فعرض على ابيه ببرأة الطفولة القاصرة النظرة ، في ان يترك الدراسة ليعينه بجهده في العمل معه، سواء في المزرعة أو الاعمال الاخرى التي يستطيعها، فيقول لقد انتفض وغضب اشد ما رايته غضب ، وكأنني طعنته بخنجر ، أو كأنها لدغته حية ، فقد اوجعه ما قلته كثيرا ، ولم يكن يتوقعه مني، أو يحسب له حسابا، فنظر الي نظرة المغضب، والشرر يتطاير من عينيه، نظرة لم اعهدها منه من قبل، وانتهرني غاضبا، وصاح في وجهي بكل عنف وقوة ،وافصح عن منهجه الذي اختطه ، وانه لا يقبل سماع هذه الكلمة مرة اخرى، بل يجب ان انساها ولا أفكر فيها مجرد التفكير، ولم يهدئ من غضبه الا بعد حين، وكان يردد انني لا اريد منك ولا من اخوانك الا ان تتعلموا وتبذلوا جهدكم في هذا المجال، وهذه هي المساعدة الوحيدة التي اريدها منكم .
كان هذا هو معتقده وهدفه وحلمه الذي يعيش من اجله، وقد تحقق له بفضل الله وتوفيقه هذا الهدف في جميع ابنائه، وعاش هو وزوجته حتى راياه واقعا ملموسا في جميع ابنائهما، ولا شك ان ذلك انساهما كل تعب وكل تضحية قدماها عن قناعة ورضا، اثابهما الله ورحمهما، ومن حقهما علينا ونحن نستعرض سيرة ابنهما البكر، ان نعرض بايجاز وفي عجالة اسماء بقية الابناء والبنات، وما حققوه في هذا المجال بفضل الله ثم بفضل هذين الابوين الكريمين ، وهم على النحو التالي : (اسعد بكالوريوس زراعة ، موسى طب اسنان ،احمد بكالوريوس اجتماع، خالد كلية علوم صحية (تخدير) ، جمال بكالوريوس خدمة اجتماعية، صدقي دبلوم ارامكو السعودية،سعيدة معلمة معهد معلمات ، عائشة ثانوية عامة ) بارك الله فيهم جميعا، وفي ذرياتهم وفي اعمالهم ، وجعلهم في موازين وحسنات هذين الوالدين العظيمين، رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته.
مسيرة التعليمية:
لما بلغ (حسن) سن السادسة، الحقه والده بمعلامة سليمان بن احمد المشرومي المثيبي (حفظه الله)، عند بيته الثاهر في ذراع آل يحي علي، القريب من منزلهم ،ثم الحقه لفترة في معلامة الشيخ حسين بن ضيف الله (رحمه الله) ،عند بيته المبدا في ذراع آل يحي علي ايضا ،ثم الحقه لفترة وجيزة في معلامة عبد الله بن شريف العبدلي (رحمه الله) في نيد الدارة في بقعة العذر ، ومع بداية العام الدراسي 1383/1384هـ وهو في الثامنة تقريبا، الحقه مع اخيه اسعد في المدرسة الابتدائية بالنفيعة ، وتم قبولهما ورات المدرسة ان مستواه يؤهله ليكون في الصف الثاني الابتدائي ، لكونه قد قرأ القرآن الكريم ويتقن القرآة والكتابة ، تدرج بعد ذلك في السنوات الدراسية من عام الى اخر، وفي تفوق ونجاح مستمر، وفي العام الدراسي 1388/1389هـ بلغ الصف السادس، وكان لزاما عليه وبقية زملائه اداء الاختبارات في اللجنة المركزية في مدينة صبياء ، ومن هنا كانت تبدأ معاناة ابناء ذلك الجيل مع الغربة والبعد عن الاهل، في هذه السن الصغيرة، فمن لم يكن لديه الاصرار والرغبة، ولدى والديه الايمان والتضحية، فسيقف عند هذا الحد ، ولكن كما سبق وعرفنا ما يومن به والد (حسن) وماتشاركه فيه الام ،فالامر لديهما قضية مسلمة لا تحتاج الى تردد أو نقاش ، لقد نزل مع زملائه وادى اختباراته.
وهنا يجب ان لا ننظر للوضع على ما نحن عليه الان، فالامر جدا مختلف في تلك الايام، ومن لا يتصور الامور في تلك الفترة فقد يرمينا بالمبالغة، لقد كانت الظروف المعيشية سيئة لجميع الناس ، والمصدر الوحيد هو ما يستخرجه الانسان بكدحه وكد يده من الارض، مزارعا كان أو راعيا أو أي حرفة يحترفها ، ولا توجد وسائل اخرى للمعيشة ، والسيولة النقدية شبه معدومة ،والمواصلات بدائية ونادرة، فلا طرق ولا خدمات ، والمدن في المنطقة كغيرها من انحاء المملكة متباعدة متفرقة، كل منها تعيش في جزيرة منفصلة عن الاخريات، ليس بينها أي رابط من طرق أو اتصالات ، وكمثال : يعطينا صورة واقعية للحال في ذلك الزمان ، هي حكاية هولاء الطلاب عندما يتجهون لحضور هذه الامتحانات في صبيا، فالوضع يتطلب من احدهم المشي على قدميه الى سوق عيبان، حاملا فوق ظهره شنطته التي فيها ثيابه وكتبه ، وفي عيبان يترقب احدى السيارات التي لا تاتي الا يوم الخميس السوق الاسبوعي، وهذه السيارة عبارة عن شاحنة لحمل البضائع ، غامر بها اصحابها الى ان أوصلوها الى هنا، والا فليس هناك طرق مناسبة لها ، فالسائق يتقافز بها فوق الاحجار وفي الحفر وعلى الحيود والاودية ، حسب خبرته وحدسه ، وحسب قوة سيارته ومتانتها ، فيتتبع بها الاماكن السهلة ، فاذا ما تيسرت الامور، ولم يصادفها عوائق ميكانيكية أو طبيعية من سيول وغيرها ، فيحتاج الى خمس ساعات لكي يصل الى صبيا ، والركاب في عناء وشقاء ، فهذا قد ضرب براسه في احد الحنايا، وهذا قد تقيء من الدوار والاهتزازات العنيفة ، وهذا لا تكاد تعرف ملامحه من الغبار والاتربة والعرق ، فاذا ما وصلوا الى مدينة صبيا بعد هذه المعاناة والارهاق ، ياتي دور البحث عن السكن والمقر ، فالبيوت قليلة ونادرة، ومعظمها بل كلها من عشش القش، التي لا تتوفر فيها أي وسيلة من وسائل الراحة، فالاضائة عبارة عن السرج التي على الكروسين ، والمراوح من السعف ، يحركها امام وجهه بيديه ، ولا تسال عن الجو الحار والرطوبة، والحشرات الطائرة والزاحفة ، التي لم يألفها ابناء المناطق الجبلية الباردة، وعليهم ان يمكثوا في هذا المكان ما لا يقل عن اسبوعين هي فترة الاختبارات .
ها هي قد انقضت تلك المدة بكل ما فيها من اكدار وتعب، ونجح صاحبنا كما عهدناه والحمد لله ، وهاهنا يبدأ منعطف اكبر واخطر، فلا يوجد مرحلة متوسطة الا في احدى مدن تهامة ، فكيف السبيل اليه ، وهل يكتفي بما نال ولو الى حين ، وقد نال شيئا كبيرا بمعيار ذلك الزمن ، لقد كانت الشهادة الابتدائية انجازا كبيرا، والحاصلون عليها قلة ، لذلك كانت اسماء الناجحين فيها تعلن بواسطة الاذاعة، ومن يحملها يستطيع ان ينال بها وظيفة مرموقة في الدولة ، قد تعادل الشهادة الثانوية في الوقت الحاضر أو تفوقها ، لكن اصرار الاب وطموح الابن لا يقف عند هذا الحد ، ولايكفي ما تحقق بل هو البداية ، بعد تفكير لم يطل ، أتخذ الاب القرارالمناسب ، فاتجه بابنه الى مدينة ابوعريش حيث يقيم خاله (سلمان بن علي الرقيبي ) ، والحقه بالمرحلة المتوسطة فيها واسكنه مع خاله، وشعر الاب بالسعادة والاطمئنان لما حصل ، وانزاح عنه هم كان يؤرقه ، ولكن المشكلة التي برزت للوالدين ولم يفكرا فيها من قبل ، هي لوعة الفراق وألم البعاد ، وكان يزيد من أوارها انقطاع الاخبار، حيث لا يوجد من يمر على مدينة ابوعريش فينقل لهما بعض ما يطمئنهما، لان معظم من ينزل من فيفاء وهم التجار أو الموظفين، كان مقصدهم مدينة جيزان العاصمة الادارية للمنطقة لا غير ، فمضى العام ثقيلا طويلا ، فما ان جاء العام التالي الا والاب قد اتخذ قراره بان ينقله الى مدينة جيزان، وبالذات وقد لحق به اخيه الاصغر (اسعد) الذي نجح من الصف السادس، واصبح هناك مجموعة مماثلة من الطلاب من ابناء فيفاء في مدينة جيزان ،كل هذا يسهل الوضع ويطمئن عليهما ،لقد هيئ لهما السكن الملائم ، وما يعينهما فيه على حياتهما الجديدة ،التي كان لزاما عليهما فيها ان يعتنيا بكل امورهما، ويقوما على ما يلزمهما من امور الطبخ والغسل وكل ما يلزم معتمدين على انفسهم ، وسرعان ما تاقلاما مع هذا الوضع، بل كان لهما حافزا على المثابرة والجد والاجتهاد،والشعور بالمسؤولية والاعتماد على النفس.
انقضت تلك السنين بكل ما فيها من آلام وآمال، وظفروا في النهاية بالنجاح والتفوق ، وعندما حصل (حسن) على شهادة الكفأة المتوسطة ، كانت رغبته وحلمه ان يتجه الى الثانوية العامة ،ولكن شعوره بواجب الوقوف بجانب ابيه، يعينه ويحمل معه بعض الاعباء، جعله يتجه الى معهد اعداد المعلمين الثانوي، ففيه تصرف للطالب مكافاة ، وفكر بمنطق الواقع بان هذه المكافأة قد تكفيه واخيه، وتخفف عن ابيه الشيء الكثير، وفعلا فقد كان تفكيره عمليا ومنطقيا، فكانت تلك المكافاة كافية له ولاخيه ،لذلك حرص على ان يلتحق اخاه فيما بعد بالثانوية العامة ، حلمه هو وامل كان يتمناه ، والخير فيما اختاره الله.
تخرج بعد ثلاث سنوات ، وتم تعييه معلما في المرحلة الابتدائية ، في ابتدائية النفيعة بفيفاء المدرسة التي تخرج منها ، ولكن طموحه ورغبته في الاستزاده من طلب العلم لم تنتهي ، لذلك ما ان استقر في عمله الجديد، الا وبادر في التسجيل منتسبا، في جامعة الملك عبد العزيز في جده، الجامعة الوحيدة التي كانت توفرفرص الانتساب حينها ، فلما تم قبوله فيها جد واجتهد وسهر وواصل ، حتى نال بفضل الله وتوفيقه ما كان يتمناه ، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في قسم التاريخ عام 1400هـ
يقول عن تلك التجربة لقد واجهت الكثير من الصعوبات والمعوقات ، من اكبرها بعد المسافة، وندرة المراجع، وضغط العمل، ومع ذلك وجدت الكثير من الدعم المعنوي ممن يقدرون الطموح ويميزون التضحيات ، وكان من اكبر هولاء بعد والدي (رحمه الله) هو فضيلة الشيخ علي بن قاسم، قاضي فيفاء حينها (حفظه الله)، فكان يحفزني ويتابعني بسواله المستمرعن مدى تقدمي، وما هي المراحل التي قطعتها ، حتى اني كنت اتحاشا مقابلته قبل ان تطلع النتائج، خشية ان تكون مخيبة للامال ، فلما نلت هذه الشهادة كان هو اول المباركين ، والمحفزين على المواصلة وعدم القعود عند هذا الحد ، بل اطلعني على معلومات عن معهد في جمهورية مصر العربية ( القاهرة) كان قد راسله للحصول على الدراسات العليا (الماجستير)، وشجعني على اللاتحاق بهذا المعهد(معهد الدراسات الاسلامية العالية) ، وهو ما بادرت الى فعله، حيث راسلت هذا المعهد حتى تم قبولي فيه، وتحصلت منه على دبلوم الدراسات الاسلامية العليا، وكانت مدة دراسته سنتان، ثم سجلت في نفس المعهد في سنة التحضيرية للماجستير، قسم الاجتماع وقد نجحت فيها ، فلما جاء دور اختيار البحث والمشرف على الرسالة ، لم يتحقق لي ذلك حتى مضى بي الوقت ،ثم حال دون ذلك الكثير من الامور والمعوقات .
في العام الدراسي 1405/1406هـ حصل على دورة في مجال العمل الوظيفي،اقامتها جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض، لمدة سنة دراسية كاملة، تحصل فيها على الدبلوم العالي للتوجيه والارشاد.
المسيرة العملية:
بعد تخرجه من معهد اعداد المعلمين الثانوي عام 1395هـ تم تعيينه معلما في مدرسة فيفاء الابتدائية بالنفيعة .
بعد حصوله على الشهادة الجامعية في التاريخ في العام 1400هـ استمر في نفس المدرسة ولكن معلما في المرحلة المتوسطة بها .
بعد حصوله على دبلوم العالي للتوجيه والارشاد 1407هـ تم توجيهه مرشدا طلابيا في الثانوية العامة في فيفاء، ومشرفا ومرشدا زائرا للمدارس المتوسطة في فيفاء ، واستمر في هذا العمل الى ان تقاعد عام 1423هـ بناء على طلبه لظروف خاصة .
استمر بعد تقاعده متفاعلا مع بلدته واهله يشارك في كل ما فيه رفعة وخدمة لها ولمجتمعه .
اختير في عام 1430هـ عضوا في مجلس المنطقة بامارة منطقة جازان بقيادة اميرها الموفق صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر آل سعود حفظه الله ووفقه ، وما زال عضوا فاعلا في هذا المجلس، نسال الله له دوام التوفيق والسداد.
انتاجه العلمي :
له العديد من المشاركات الثقافية والبحوث العلمية ومن هذه البحوث والدراسات :
1ـ الدروس الخصوصية وأثرها على العملية التعليمية .
2ـ المدرسة الاسلامية الاولى في الاسلام .
3ـ دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الاسلامي.
وجميعها مخطوطة لم تطبع .
حياته الاجتماعية :
متزوج من الفاضلة / جميلة بنت جابر الداثري الفيفي ولهما من الابناء ستة وهم :
1ـ بندر بكالوريوس كيمياء يعمل في التدريس في وزارة التربية والتعليم .
2ـ محمد ضابط في وزارة الداخلية .
3ـ عبد الله طبيب اخصائي عظام وزارة الصحة .
4ـ منى في المرحلة الجامعية (لغة انجليزية) .
5ـ فهد في نهاية المرحلة المتوسطة .
6ـ ميمونه في نهاية المرحلة الابتدائية .
حفظهم الله ووفقهم، وبارك فيهم وجعلهم قرة عين لوالديهم ، ونسال الله ان يطيل في عمر صاحب السيرة مسددا موفقا، ويرحم هولاء الابوين المباركين، الذين عرفا واجبهما واديا رسالتهما كما ينبغي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم/عبد الله بن علي قاسم الفيفي : ابو جمال
الرياض 20/7/1431هـ
الرياض 20/7/1431هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق