يسيّر أموره وحياته على نظام دقيق ومرتب، يحب وضع كل شيء في موضعه الصحيح، لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد ، في بيته تجد كل شيء مما يخصه في مكانه المناسب ، وقد اعد في مخطط منزله زوايا وملاحق تعينه على كثير من ذلك، كل أموره وأعماله على نظام بديع ، بل ومن حبه للتنظيم حتى فواتير الكهرباء والتلفون لها ملفاتها الخاصة ، وأوراقه الرسمية والأشياء المهمة والصور يحسن أرشفتها وحفظها، فهي قريبة متى ما أرادها، مرتب في كل أموره ، يحب النظام ويعشقه، حتى أصبح له عادة ألفها ولا يستطع تركها.
يحب العمل ، ولا يرضى الجلوس خاليا من أي شغل ، يقوم بصيانة أجهزة البيت بنفسه ، تجده يفهم في الكهرباء والسباكة والنجارة والديكور، وحتى في الميكانيكا ، ولديه في مستودع منزله ما يعينه على القيام بذلك ، من المعدات اللازمة والأجهزة (مفكات ومناشير ومطارق ومفاتيح) وهي مرتبة على أحسن وجه ، وإذا ما فرغ من استخدام الأداة أعادها مباشرة إلى مكانها الخاص، دون تأجيل أو إبطاء ، ليس في عرفه الفوضى أو التسويف ، قد ألزم نفسه بالانضباط وسار عليه ، وصار جزءا من حياته لا ينفك عنه. وفي عمله الوظيفي لا يختلف عن هذا المنوال، إن لم يكن اشد وأكثر ، بل إن نجاحه المعروف في عمله الوظيفي أكثره راجع إلى طبيعة نفسه المنظمة، وسيره على هذا النهج الدقيق المنضبط ، فكل مهامه الوظيفة كانت تتطلب الكثير من الدقة والتنظيم والالتزام ، فمن بداياته الوظيفية مديرا لمكتب مدير عام فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الجنوب، وقد سار وتعود على الدقة والالتزام وحسن التنظيم ، ونجح في كل ذلك بكل المقاييس، واستمر على ذلك النجاح والتفوق في كل ما أوكل إليه من أعمال، وطور قدراته ليرتقي بها بما يناسب مهامه، فعمل في إدارة فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجنوب، ثم في عمادة كلية الشريعة وأصول الدين، ثم في إدارة جامعة الملك خالد بعدما أدمجت فروع الجامعات في أبها (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وجامعة الملك سعود ) إلى جامعة مستقلة، وفيها توسعت وزادت الكليات والأقسام المتخصصة، وعليه زادت الأعمال والمسؤوليات ، وهو على انضباطه وعمله ودقته، وحسن أدائه وتنظيمه لم يتغير. وأما في السفر والرحلات فحدث عنه ولا حرج، ما أحلى وأمتع رفقته يسعدك ويريحك، بحسن تنظيمها وترتيبها، يحسب لكل شيء حسابه، ويعد لكل أمر عدته ، لا يترك الأمور فوضى ، لا يرضى لمن هم في معيته إلا الالتزام بنظام يسيرون عليه، في سيرهم وفي وقوفهم ، وهو خدوم لرفقته لا يكل ولا يتعب ولا يتأفف، بجعلك تستمتع بالسفر في رفقته، فهو رحالة من الطراز الأول، إن سافر إلى مكان لأول مرة، المّ بمواطن جمال الطبيعة فيه، وآلة التصوير لا تفارقه ،وهو ذو عين لماحة ،وبصيرة حاذقة دقيقة، إن تحدث لك عن رحلة أو سفرة، أبهرك بواسع معلوماته ،وشوّقك بحسن عرضه، وحلق بك بجميل ذوقه ، وبديع وصفه، ينقل لك الصور الزاهية، ويريك ما لن تستطيع رؤيته لو ذهبت بنفسك، إنسان متميز في كثير من أموره وحياته، كتلة من المشاعر الفياضة والعواطف، رحيم خدوم كريم، تفخر بمعرفته وصحبته، وتثني على كل أحواله. انه الشيخ احمد بن سليمان بن قاسم بن سلمان آل طارش الفيفي ![]() والده فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم (حفظه الله) والمعروف كما قيل لا يعرّف، قبس منه ولا شك الكثير من الأخلاق والعادات، وحب الناس والسعي في خدمتهم ،فهو على خلق عال وتربية متميزة، فيه من الأدب والاحترام للآخرين الكثير، كيف لا يكون كذلك وهو خريج مدرسة والده وطالبها النجيب. وأمه الفاضلة حالية (حليمة) بنت سلمان بن يحي الداثري (حفظها الله)، امرأة فضل وحلم وتقى، أحسنت التربية وزرعت في أبنائها كل مكرمة وكل فضيلة. ولد لهذين الفاضلين وهو بكرهما،ولد في بيت الحليق (بيت أخواله) في بقعة البثنة من غرب الجبل الأعلى من فيفاء في عام 1380هـ، وانتقلت الأسرة (رواح) بعد ولادته بقليل إلى بيتهم خيران ، الواقع في شرقي الجبل الأعلى، وفيه درج وترعرع في رعاية أمه، حيث كان والده في تلك الفترة كثير الغياب عن البيت، لأنه طالب في المعهد العلمي في صامطة، فلا يحضر إلا لماما وعلى فترات متباعدة ، في العطل الرسمية والأعياد، ولكن كان حول الأسرة وفي القرب منها الجد والجدة، والأعمام والأخوال، فالبيت لا يخلوا من الأقرباء ، ولم يمضي سوى عام حتى انضم إليه شقيقه يحيى، ثم شقيقهم عبد الله، والوالد مكب على طلب العلم يجد ويجتهد ، حيث تخرج من المعهد العلمي ، وسافر مباشرة إلى مدينة الرياض والتحق بكلية الشريعة التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما بعد)، ودرس السنة الأولى وحيدا، ومع بداية السنة الثانية قرر اصطحاب اسرته معه، فسافروا في معيته، واستقر بهم المقام في مدينة الرياض ، وهنا كانت نقلة مختلفة في حياة احمد والاسرة جميعا. تعليمه: لما بلغ سن الدراسة(6) سنوات لم يلحقه والده بالمدرسة مباشرة، نظرا لضعف بنيته وبعد المدرسة عن المنزل، فآثر أن يؤخره للسنة التالية ، حتى يكون شقيقه يحيى الذي يصغره بسنة واحدة في معيته، ليكونا مع بعضهما، فيشجعان بعضهما ويطمئنون عليهما، ويؤنس كل منهما صاحبه، وفعلا فقد ألحقهما في بداية العام الدراسي 1387/1388هـ ، في مدرسة الإمام احمد بن حنبل الابتدائية، التي تقع في الحلة، وتبعد عن منزلهم حوالي الكيلوين, يقطعانها سيرا على الأقدام لعدم توفر وسيلة نقل، لنسمع هذه البدايات منه حيث يقول (كان الوالد يصحبنا أنا والأخ يحيى في الصباح، إلى المدرسة سيراً على الأقدام، ويرافقنا في العودة لعدة أيام, ثم بعد ذلك أصبحنا نرافق العم يحيى قاسم ، الذي كان طالباً في الجامعة في تلك الأيام (شارع الوزير) ، وبعد أيام قليلة من مرافقة الوالد والعم يحيى أصبحنا نسير إلى المدرسة بمفردنا، وتعرفنا في تلك الفترة على طالب من نفس الحي، وهو في سننا فأصبح يرافقنا في الذهاب والعودة إلى المدرسة). ولكنهما في يوم من الأيام تاها في الطريق، ولم يستطيعا العودة إلى البيت، فماذا حدث وما هي الحكاية، وكيف تصرفا، يقول عن ذلك ( في يوم من الأيام ذكر لنا أحد الطلاب عند الخروج من المدرسة، أن هناك بئرا (قليبا) كما يسمى في الرياض، قريب من المدرسة ،وأغرانا بالذهاب إليه, فغيرنا اتجاه سيرنا لنشاهد ذلك البئر. والآبار في نجد عميقة جداً، فقد كنا نلقي بالحجر الكبير فيه، وننتظر وقتا طويلا حتى يأتينا صوت ارتطامه بالماء, وهذا يدل على مدى خطورة ذلك التصرف، وستر الله علينا فلم يسقط أحدنا فيه، رغم كونه مكشوفا ولا حواجز عليه . بعد أن أرضينا غرورنا، وحب الاستطلاع في أنفسنا ، وشبعنا من المرح واللعب ، وذهبت الخمرة وجاءت الفكرة ، اكتشفنا أننا ضيعنا الاتجاه الصحيح إلى البيت, وبعد نقاش فيما بيننا وجدال، اجتهدنا ولكن يبدو أن اجتهادنا كان خاطئا, حيث سرنا حتى تعبنا ولم نصل إلى مقصدنا ، وكلما أدركنا الخطأ صححنا في اتجاه آخر ، حتى زادت حيرتنا وتأكد ضياعنا ، وعميت بصيرتنا ولا وسيلة للوصول أو الاتصال بالمنزل، ولم نعد ندري ما العمل، وما هو التصرف الصحيح، ولكننا كلما وجدنا شخصا نسأله عن طريق (العود) اسم الحي الذي نسكنه ، وعن (قراش) الحرس الوطني القريب من منزلنا، فيصفون لنا بطريقة لا تناسب أعمارنا، فيقول احدهم تتجه شمالاً إلى شارع كذا ثم تتجه غرباً ثم تتجه يميناً ... وهكذا، ونحن لا نعرف الاتجاهات ولا مسميات الشوارع، وبقينا على هذا الحال ندور وندور لعدة ساعات حتى بلغ منا التعب والإعياء غايته ، فنحن نسير من قبل صلاة الظهر إلى بعد صلاة العصر ، فما بالك بقلق الوالدين في البيت . وفي النهاية وجدنا شخصاً طيباً تفهم وضعنا ورق لحالنا ، فأخذ بأيدينا وسار بنا باتجاه العنوان الذي ذكرناه له, وما إن اقتربنا من المنزل حتى عرفنا الطريق، فانتزعنا أيدينا منه، وأخذنا نركض غير مصدقين إلى البيت، وهو يحاول اللحاق بنا ليتأكد من وصولنا إلى المنزل, وقد تصادف وصولنا مع خروج الوالد ليبحث عنا ) وهكذا كانت تجربة لا تنسى، فالحياة معاناة ومكابدة ودروس لا تنتهي. لقد درسا في هذه المدرسة السنة الأولى والثانية , وفي السنة الثالثة انتقلت الأسرة للسكن في سكن آخر، ونقلهما والدهما إلى مدرسة قريبة من هذا المنزل ، وهي مدرسة عبد الله بن الزبير الابتدائية , ودرسا فيها السنتين الثالثة والرابعة الابتدائية، وكان ينجحان في كل عام بتميز، وكانت حياتهما في هذه المرحلة حياة البراءة والطفولة والدروس والتجارب والعبر ، لا يعكرها إلا بعض المشاغبات البسيطة التي تحدث دائما بين الطلاب في كل زمان وفي كل مكان . الانتقال إلى خارج المملكة: في عام 1393هـ انتدب والده فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن قاسم، للعمل قاضيا في دولة الأمارات العربية المتحدة، في محكمة أمارة أم القيوين الشرعية, وقبل أن يباشر عمله سافر بأهله إلى فيفاء ، ثم توجه وحيدا إلى دولة الأمارات ، ليتعرف على أوضاع الحياة فيها، ويهيأ لهم السكن المناسب ، وحيث بدأ العام الدراسي وما زالوا في فيفاء ، فقد التحقوا بمدرسة النفيعة الابتدائية ، وكان احمد وشقيقه يحيى يدرسان في الصف الخامس، حيث مكثا في هذه المدرسة ما يقارب الشهرين ، إلى أن حضر الوالد ليصطحبهم معه إلى مقر إقامته وعمله الجديد. كانت دولة الأمارات العربية المتحدة في ذلك الوقت ، دولة ناشئة خارجة من الاستعمار الانجليزي، تعيش في دويلات وأمارات متفرقة، كل منها له حكومة خاصة وحدود مستقلة ، تتضح الصورة من خلال هذه الحكاية، التي حدثت لهم في أول سنة يعيشونها هناك ، حيث يقول (في السنة الأولى التي انتقلنا فيها إلى دولة الإمارات، صحبت أبي أنا والأخوين يحيى وعبد الله إلى مدينة دبي, لكونه لا يشتري متطلبات المنزل من الخضار والفواكه واللحوم، وغيرها من المواد التموينية إلا من أمارة دبي، لعدم وجود أسواق جيدة في أم القيوين حينها. ولما وصولنا تلك المرة إلى دبي، طلب منا البقاء عند السيارة إلى أن ينتهي من التسوق ، وحذرنا من الابتعاد عنها, وبينما نحن ننتظر عودته، جذب انتباهنا في القرب شخص هندي يلاعب ثعبانا بواسطة المزمار, والناس ملتمة حوله يتفرجون , فلم نطق صبرا عن مشاهدة ذلك المنظر ، فذهبنا نتفرج مع الناس، ولم نشعر بمضي الوقت، وفي هذه الأثناء عاد الوالد ولم يجدنا عند السيارة ، وانتظرنا كثيرا وكان على عجلة من أمره, وأراد في نفس الوقت أن يلقننا درساً في عدم مخالفة الأوامر ،وكان على يقين أنه لا خطورة علينا ونحن الثلاثة مع بعضنا، ولسنا صغار سن (فوق العاشرة)، لذا تركنا وعاد إلى البيت وحده. لما عدنا إلى مكان السيارة لم نجدها ، وطال بنا الانتظار، وزاد بنا الخوف لما أدركنا أنه لن يعود (يقول عن ذلك ) : فأخذت أنا وأخي عبد الله نبكي، أما الأخ يحيى فقد أظهر الجلد وأخذ يطلب منا السكوت، وفي هذه الأثناء شاهدنا دورية الشرطة، فتوجهنا إليها في الحال ، وطلبنا منهم إيصالنا إلى منزلنا بأم القيوين، (تبعد حوالي ثمانين كيلا) فقالوا أنه لا يمكنهم ذلك، لأنه لا يحق لهم تجاوز حدود أمارة دبي، فكل إمارة تعتبر حكومة مستقلة، ويتطلب المرور بثلاث أمارات (الشارقة وعجمان ثم أم القيوين)، ولا يسمح لهم بتخطيها والدخول في سيادتها، ولكن اقترحوا علينا أن يأخذونا إلى مقر الشرطة، للإعلان عنا بواسطة التلفزيون. ولكننا رفضنا ذلك، وأكدنا رغبتنا في إيصالنا إلى المنزل , ولما رأوا إصرارنا، اتصلوا بإدارة الشرطة يبلغونهم بطلبنا ، وبعد طول انتظار طلبوا منا ركوب سيارة الدورية، وتوجهوا بنا إلى أخر نقطة من حدود إمارة دبي مع إمارة الشارقة, وتم الاتصال بدورية للشرطة من أمارة الشارقة التي أخذتنا إلى أخر نقطة من حدودها، وسلمونا لدورية أخرى من إمارة عجمان، قامت بإيصالنا إلى حدودها، وهناك استلمتنا دورية شرطة أم القيوين،وهي بدورها أوصلتنا إلى المنزل) فالشاهد أنه حينها كان لكل أمارة كيان مستقل ، لها حدودها الرسمية ، ولها شرطتها المستقلة ، وحتى ألوان سيارات الشرطة ونوعها وتجهيزاتها، وحتى الزّي الخاص بأفراد شرطتها مختلف، فأنت تنتقل من دولة إلى دولة أخرى رغم قرب المسافة . ولما كانت دولة ناشئة قليلة الإمكانيات والخبرات ، لذلك كانت تستعين بخبرات ودعم ومعونات دول الجوار (السعودية والكويت)، ومن ذلك استعانتها بمناهج ومقررات التعليم فيها ، فكان المطبق في أمارة أم القيوين مناهج دولة الكويت، فلما التحقوا بالمدرسة الابتدائية فيها (الصف الخامس) ، وجدوا اختلافا كبيرا في مناهجها الدراسية، عما كانوا يدرسونه في السعودية، فالتركيز فيها أكثر على المواد العلمية واللغة الإنجليزية, دون العلوم الشرعية واللغة العربية . ولأجل ذلك سببت لهم مادة اللغة الانجليزية صدمة كبيرة ، حيث فاتهم فيها الأساسيات الضرورية ، فهي تبدأ في المقرر من الصف الرابع الابتدائي، وهم الآن في منتصف الصف الخامس، فأربكهم واحدث لديهم صدمة وعقبة كأداء، أشعرتهم بالإحباط والعجز، ولكن الوالد لكي يتجاوزوا ذلك، احضر لهم بعض المدرسين في المنزل، ليعطوهم دروسا مكثفة في هذه المواد (اللغة الإنجليزية والمواد العلمية) ، ليتمكنوا من تعويض هذا القصور ، وليلحقوا ويسايروا زملائهم الذين سبقوهم، وفعلا لم يمضي طويل وقت حتى استعادوا توازنهم ، وتجاوزوا ما كان يعترضهم من صعاب ، وتأقلموا مع الحياة الجديدة والمواد الدراسية، فمضت بهم الأيام سعيدة سهلة ، ينجحون في كل عام، ويحققون خطوة اثر خطوة إلى الأمام، فاجتازوا تلك المرحلة بنجاح ، والتحقوا بعدها بالمرحلة المتوسطة في مدرسة الأمير بأم القيوين، وواصلوا الدراسة فيها على نفس المنوال من التفوق والنجاح، وحصلوا على الشهادة المتوسطة منها في العام 1397هـ ، ثم التحقوا بالمرحلة الثانوية في نفس المدرسة، ولكن لميوله غير العلمية سبب له بعض التعثر، لذا اقترح عليها والده أن يواصل دراسته في المعهد العلمي برأس الخيمة ، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فراقت له الفكرة لتوافق مواد المعهد مع ميوله ورغبته، فانتقل للدراسة إلى المعهد العلمي في عام 1398هـ . وهنا ولأول مرة يفترق عن أخيه يحيى ، بل ولأول مرة يخرج من محيط الأسرة مستقلا ينفسه، ومعتمدا عليها في تدبير أموره، فكانت له تجربة جد مفيدة، ودرساً نافعاً، اكتشف فيه نفسه وقدراته وكيفية التعامل مع الآخرين من غير أهله، إضافة إلى ما تعلمه دراسيا في هذا المعهد العلمي، الزاخر بكثير من القدرات العلمية والمواد الدراسية . يصف شيء من ذلك بأسلوبه الماتع، وما تعلمه فيه، وعن انطباعاته وذكرياته الجميلة عن تلك الفترة، حيث يقول : ( من ذكريات تلك الفترة التي درست فيها الصفين الثاني والثالث ثانوي، بمعهد رأس الخيمة العلمي، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد كانت هذه المرحلة فترة تحول لي, فكانت المرة الأولى التي أعيش فيها بعيداً عن جو الأسرة وأتغرب فيها, فرأس الخيمة تبعد حوالي ستين كيلاً عن أم القيوين التي تقيم فيها أسرتي، وان كانت قريبة ولكنها بعيدة بالنسبة لي فانا لا آتي أهلي إلا في نهاية الأسبوع ، ففي السنة الأولى التي درست فيها في المعهد لم يكن للطلاب سكن, وكانوا يسكنون في سكن الثانوية الزراعية بمدينة (الدقداقة)، تبعد حوالي اثنا عشر كيلا عن مدينة رأس الخيمة ، وهذا السكن عبارة عن مجموعة (بركسات) في وسط منطقة من الغابات والمزارع, يسكن فيها بعض طلاب الثانوية الزراعية، ومعظمهم من سلطنة عمان، يسكنون في بعض هذه البركسات، وخصص لطلاب المعهد العلمي بعضها على النحو التالي : يسكن في بركس اثنا عشر طالباً من السعوديين والأردنيين والبحرينيين, وفي آخر يمنيين عددهم حوالي العشرة، وفي بعضها طلاب من نيجيريا، وكان هذا الإسكان دون إشراف ،تعمه الفوضى وعدم النظام ، يخرج الطالب متى شاء ويعود متى شاء، دون رقيب أو حسيب، وفيه الكثير من الإهمال وعدم الاهتمام). ومن المواقف اللافتة للنظر التي لا ينساها ، وتدل على اختلاف العادات والطبائع بين الأجناس البشرية المختلفة ، ما يذكره في قوله : ( انه مع بداية العام الدراسي وصلت دفعة كبيرة من الطلاب النيجيريين, ولما وصولوا إلى السكن تفاجئوا بوجود زملاء لهم من أبناء جلدتهم ، فوقفوا أمام بعضهم ينظر بعضهم لبعض، ويطلقون أصوات مشابهة لأصوات القرود في الغابات, يتبادلونها فيما بينهم، وكأنه نوع من الترحيب والتحايا ، وظلوا على ذلك الوضع يتبادلون هذه الصيحات, وبقية الطلاب من الجنسيات الأخرى ينظرون إليهم باستغراب. ثم بعدها سلم بعضهم على بعض) . يقول: في نهاية العام الدراسي الأول اعتذرت الثانوية الزراعية عن إسكان طلاب المعهد العلمي لديها, ولما لم يكن قد اكتمل السكن الخاص بالمعهد، فقد تفرق الطلاب في عزب مختلفة, فسكنت أنا والأخ محمد علي قاسم (الذي كان يدرس حينها في المعهد) وزميلين آخرين من اليمن في عزبة ، ولم يمضي بضع أشهر حتى انتهى سكن المعهد فانتقلنا إليه، كان السكن نظيفا وأثاثه جديد, ولكن كان يطبق فيه نظام صارم لم نألفه من قبل ، بل فيه شدة مبالغ فيها أحيانا , فهو أشبه بالسجن أو المعسكر، فيه تفتيش ومراقبة مستمرة لغرف الطلاب ، ويمنع الخروج منه بعد المغرب أو الدخول إليه . كلها كانت دروس وتجارب استفاد منها كثيرا ، إضافة على ما تعلمه من المواد العلمية التي يتلقونها ، حيث يقول: (حقيقة كان في المعهد العلمي عدد من الأساتذة الفضلاء، نخبة من خيرة الأساتذة ، وجميعهم من السعوديين عدا مدرس اللغة الانجليزية ، وكثيراً منهم من المعيدين والمحاضرين بكليات جامعة الإمام، ومن أبرزهم فضيلة الشيخ/ إبراهيم حسين ضيف الله الفيفي (رحمه الله)، كان عالماً بكل ما تعنيه الكلمة، واسع الإطلاع في الشرعية والتاريخ واللغة العربية , ومعظم المعلمون يحيلون إليه كل سؤال من الطلاب في الفقه أو التفسير أو الحديث والتاريخ والنحو, فإذا سُئل أحدهم عن سؤال لا يجد له إجابة، أحاله على فضيلة الشيخ إبراهيم ، فيجدون عنده الجواب الشافي. وكان رحمه الله صاحب شخصية قوية مهابة يجله الطلاب ويحترمونه, رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء. وقد درّسنا رحمه الله النحو والتاريخ واستفدنا منه كثيراً).. وقد درس كما أسلفنا في هذا المعهد السنتين الثانية والثالثة ثانوي، وحصل منه على الشهادة الثانوية في نهاية عام 1400هـ ، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية ، اتجه مباشرة إلى مدينة أبها، حيث قدم أوراقه للقبول في كلية الشريعة وأصول الدين فيها ، التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتم قبوله مع بداية العام الدراسي 1400هـ/1401هـ ، وكانت هذه نقلة أخرى اكبر من الأولى، في ابتعاده الكبير عن أهله، الذين خلفهم في دولة الأمارات العربية المتحدة، ولا يلقاهم إلا في العطلة الصيفية، ولكنه حينها قد بلغ سن الرجولة وأصبح له زوجة ، حيث تزوج في هذه الأثناء من ابنة عمه، وأبقاها في منزل أهلها في فيفاء، ويأتيهم إن استطاع في نهاية كل أسبوع، ولما لم يناسبه السكن الجامعي، سكن مع مجموعة في (عزبة) معظمهم من طلاب الكليات من أبناء فيفاء، ويقيم معهم الرجل الفاضل محمد بن فرحان الداثري (حفظه الله) ، الموظف حينها في فرع وزارة المالية في أبها، فكان لهم بمنزلة الأب والراعي، وقد سن لهذه العزبة نظاما صارما، أعانهم على دراستهم ، يحكي عن تلك التجربة فيقول : ( كنت متعزباً مع أخوة أعزاء, كان رئيس العزبة محمد بن فرحان الداثري، وهو أكبرنا سناً ، ومن الزملاء الشيخ حسن محمد أحمد الداثري, والشيخ أحمد عبد الله العمري, والاستاذ محمد سلمان العمري وينضم لنا أحياناً الاستاذ جابر يحيى الثويعي، وكانت مجموعة متجانسة في الطباع، يسود بيننا التعاون والتآخي, وتميزوا جميعاً بالنشاط والتعاون, وكانت العزبة منظمة تتميز بالترتيب والنظافة , ونعد جميع الوجبات بأنفسنا ولا نشتري شيئا من المطاعم إلا في النادر جداً). في العام التالي أخذ زوجته معه إلى أبها، بعد أن رزقا بولدهما عبد الله، وعمره في تلك الفترة حوالي ستة أشهر, استأجر شقة صغيرة جداً، لا تتجاوز مساحتها ستين متراً مربعاً, مكونة من ثلاث غرف صغيرة (3×3 و4×4 م) وأثاثها بسيط جداً. ومع ذلك كانا يشعران فيها بالسعادة والراحة، ويستقبلان عددا كبيرا من الأهل والأصدقاء, ولا يحسون بضيق المكان، ويتذكر ذلك فيما بعد ويعجب كيف كانت تتسع لكل هولاء). هذا الجو الأسري والإحساس بالمسؤولية ، أعانه على الدراسة والتفوق فيها، ومضت به السنين سريعة ما بين جد واجتهاد ، يوافق بين الاعتناء بنفسه وأسرته الصغيرة وتحصيله الدراسي ، إلى أن تخرج من هذه الكلية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة بتاريخ 3/12/1404هـ. توظف بعد تخرجه مباشرة ، ومع ذلك فلم يقف في تنمية معلوماته، وتوسيع مداركه، والاستزادة من العلم والمعرفة عند هذا الحد ، بل واصل تطوير قدراته ومعلوماته متى ما سنحت له فرصة لذلك ، فحصل على العديد من الدورات التدريبية، داخل وخارج المملكة، على مدى حياته الوظيفية ، وما زال وفقه الله وسدده ، ومن ذلك : 1. دورة تدريبية للمستوى المتوسط (1) في اللغة الإنجليزية عقدتها كلية التربية/ جامعة الملك سعود بابها عام 1405هـ . 2. دورة تدريبية للمستوى المتقدم الأول والثاني في اللغة الإنجليزية عقدتها كلية التربية/ جامعة الملك سعود بابها عام 1406هـ . 3. برنامج مديري المكاتب ـ دورة بمعهد الإدارة العامة في جدة عام 1407هـ . 4. دورة مقدمة في الحاسب الآلي ونظم التشغيل، نظمتها عمادة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1418هـ . 5. مجموعة من الدورات في معهد التدريب المالي والمصرفي، بالمملكة الأردنية الهاشمية، عام 1421هـ (القيادة الفعّالة ــ التفكير الإيجابي ــ التخطيط الإستراتيجي ــ إدارة الجودة الشاملة) . 6. دورة (قياس النتائج وتقويم الأداء المؤسسي)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في جدة، عام 1422هـ . 7. برنامج (ملتقى التطوير الإداري الثاني)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في تركيا عام 1422هـ، وفيها عدة برامج (تنمية المهارات الإشرافية والإدارية ــ تحقيق الذات ــ القيادة تحت مظلة المبادئ ــ تطوير العمل الجامعي) . 8. برنامج (ملتقى التطوير الإداري الثالث)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في الدمام عام 1423هـ، وفيه برنامجين (دورة مهارات التعبير عن الذات ــ دورة مواجهة ضغوط العمل) . 9. دورة (منهجية التطوير الإداري بالجامعات)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في أبها عام 1423هـ . 10ـ دورة (التخطيط الإستراتيجي)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في جدة عام 1424هـ . 11ـ دورة (المفاهيم الحديثة في القيادة)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في جدة عام 1424هـ . 12ـ برنامج (تطوير المهارات القيادية)، نظمتها النخبة للتدريب والتنمية في جدة عام 1428هـ، وفيها عدة برامج (أنماط التفكير ومنهج إدارة الأولويات ــ تقنيات إبداعية في حل المشكلات ــ إدارة الحوار في بيئة عمل ناجحة). العمل الوظيفي: 1. عيّن بعد تخرجه مباشرة من الكلية ، على وظيفة مشرف ثقافي، بالمرتبة السادسة، بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجنوب، في تاريخ 25/1/1405هـ ،وعمل في بداية تعيينه في إدارة الإسكان الجامعي. 2. كلف بالعمل سكرتيرا لمدير فرع الجامعة بالجنوب، في 1/4/1405هـ، وكان مدير الفرع في تلك الفترة فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن مصلح آل شاكر، واستمر في هذا العمل حتى تم إلغاء فرع الجامعة بالجنوب في تاريخ 30/8/1406هـ . 3. أنتقل عمله إلى كلية الشريعة وأصول الدين، وكُلف بالعمل مديراً لمكتب عميد الكلية من 1/9/1406هـ إلى 1411هـ، وكان عميد الكلية في هذه الفترة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المصلح . 4. كُلف في عام 1411هـ بالعمل مديرا للشؤون الإدارية، بكلية الشريعة وأصول الدين، وأُدخل إلى الكلية في نهاية ذلك العام نظام الحاسب الآلي ، وكلف بالإشراف عليه، رغم محدودية معلوماته عن الحاسب الآلي (كما يقول) , مما اضطره إلى تحسين خبراته ومعلوماته في هذا الجانب، فأخذ الكثير من الدورات في نظام التشغيل ومبادئ الحاسب، حتى أن بعضها كان يتلقاها وهو على رأس العمل مباشرة، ثم توسع عمل الحاسب الآلي، باعتماد عدة برامج جديدة، من إدخال معلومات الطلاب ونتائجهم, ثم إدخال مكافآت الطلاب، ورواتب أعضاء هيئة التدريس والموظفين، وهذه زادت العبء على القسم، وأضيفت إلى مهام عمله (الإشراف على الشؤون المالية بالكلية) ليصبح مديراً للشؤون الإدارية والمالية والحاسب الآلي بالكلية، وبقي على رأس هذا العمل يمارس هذه المهام بكل جدارة واقتدار، إلى أن أنشئت جامعة الملك خالد في عسير، بدمج فرعي جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وصدر قرار نقله إلى إدارة الجامعة في تاريخ 10/9/1419هـ. 5. كلف في الجامعة الجديدة مديرا لسكرتارية المجالس, (سكرتير مجلس الجامعة، والمجلس العلمي) ، وفي عام 1420هـ أُضيفت إليه مهام (أمانة المجلس العلمي) ، ثم أضيفت إليه في عام 1421هـ (أمانة اللجان الدائمة), وفي نهاية العام 1421هـ أُضيفت إليه (مهام إدارة المناصب الإدارية بالجامعة من ترشيحات العمداء والوكلاء، ورؤساء الأقسام، ومديري مراكز البحوث ) وفي عام 1422هـ أُضيفت إليه (عقود الاستشارة)، فأصبح يرزح تحت كثير من المسؤوليات والوظائف في الجامعة، وكان في البداية الأمر شبه مقدور عليها، والجامعة حديثة وقليلة الموظفين ، وبحاجة إلى تظافر الكل وبذل المزيد من الجهد، وحينها لم تكن الجامعة تضم إلا أربع كليات، فيها سبعة عشر ألف طالب وطالبة. 6. تطورت الجامعة في السنوات الأخيرة بشكل هائل ، حتى وصلت كلياتها في عام 1433هـ إلى ما يزيد على (54) كلية ، بعد إعادة هيكلتها، وضم كليات البنات، وكليات المعلمين، والكليات الصحية ، وبلغ عدد طلابها أكثر من ثمانين ألف طالب وطالبة، فزاد العبء حتى أصبح شبه مستحيل عليه وعلى طاقمه المحدود، مهما كان الجهد والحرص ، بل أصبح يستنفد كل الوقت والجهد، ولا يستطيعون الجمع والتوفيق بين كل هذه الأعمال، وأدائها بالطريقة الصحيحة المطلوبة، مما جعله يقترح على إدارة الجامعة إعادة توزيع مهام هذه الإدارات ، فاستجابت الإدارة وأنشئت (أمانة للمجلس العلمي) في نهاية عام 1433هـ ، وعُين أحد أعضاء هيئة التدريس أميناً لها، و عُيّن (مقرران للجان الدائمة فيه), ثم في عام 1434هـ (حٌلّت أمانة اللجان الدائمة) وكُلف رؤساء اللجان ومقرريها بالقيام بأعمال اللجان, ولأجل مواصلة نجاح هذه اللجان، وعدم أرباك العمل فيها، كُلف بتدريب العاملين في أمانة المجلس العلمي واللجان التابعة له، لمدة ستة أشهر، وفي نفس العام أُنشئ كذلك (معهد البحوث والدراسات الاستشارية)، وعُيّن أحد أعضاء هيئة التدريس عميداً له، وأصبحت عقود الاستشارة من مهامه، وهو بهذا قد فرغ من كثير من الأعمال والأعباء التي كانت مؤكلة إليه، وأصبح حالياً سكرتيرا لمجلس الجامعة، ومديراً لإدارة المناصب القيادية بالجامعة فقط. ما سبق هو ما كان يمارسه فعلا، من مهام ومسؤوليات تفوق قدرات شخص واحد، ليديرها وان كان لديه الكثير من الطاقم الوظيفي، ولكنه هو المسؤول الأول وفي فوهة المدفع كما يقال، وقد أداها بكل نجاح واقتدار، ولولا جدارته وتفانيه لما اسند إليه كل هذه الأعمال والمهام، ولولا نجاحه لما استمر فيها لأكثر من عشر سنوات، وفيما يلي خلاصة لمسميات وظائفه الأساسية ومراتبها، طوال سنوات عمله الرسمية والتي مازال يؤديها بكل جدية واقتدار ،وفقه الله وسدده، وهي على النحو التالي: أولاً: تعين على وظيفة مشرف ثقافي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (المرتبة السادسة) في تاريخ 20/1/1405هـ إلى 22/12/1410هـ ثانياً: ترقى على وظيفة مشرف ثقافي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (المرتبة السابعة) من تاريخ 23/12/1410هـ إلى 11/4/1417هـ . ثالثاً: رقي على وظيفة باحث ثقافي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (المرتبة الثامنة) من تاريخ 12/4/1417هـ إلى 4/9/1422هـ . رابعاً: رقي على وظيفة أخصائي تعليمي في جامعة الملك خالد (المرتبة التاسعة) من تاريخ 5/9/1422هـ إلى 9/6/1426هـ . خامساً: رقي على وظيفة أخصائي تعليمي في جامعة الملك خالد (المرتبة العاشرة) من تاريخ 10/6/1426هـ إلى 23/12/1431هـ . سادساً: رقي على وظيفة أخصائي تعليمي في جامعة الملك خالد (المرتبة الحادية عشرة) من تاريخ 24/12/1431هـ وما زال إلى تاريخه . زاده الله رفعة وتوفيقا، وأعلى من رتبة ومراتبه، دنيا وآخرة. أشخاص كان لهم أثر عليه : هناك أشخاص يذكر انه تعلم منهم الكثير، ويدين لهم بالفضل بعد الله سبحانه ، وهم كثر ولكن من أبرزهم كما يقول : 1ـ والدي ووالدتي حفظهما الله فأنا أدين لهما بعد الله تعالى بما أنا فيه من خير وما قد أكون حققته من نجاح في حياتي. فهما خير قدوة لي لما يتمتعان به من صفات الدين والخلق وحسن التعامل الذي قلّ نظيره. ومهما قلت عنهما فلن أتمكن من إيفائهما ولو جزء يسير من حقهما وفضلهما عليّ. فجزاهما الله عني وعن جميع أخوتي خير الجزاء، ومتعهما بالصحة والعافية، وأمد الله في عمريهما على طاعته ورضاه ورزقنا برهما. 2ـ فضيلة الدكتور عبد الله المصلح، فقد كان حفظه الله عميد كلية الشريعة وأصول الدين عندما التحقت بالجامعة, وبعد تخرجي عملت مديراً لمكتبه لأكثر من ست سنوات، وقد تعلمت من فضيلته كثيراً فهو عالم جليل، إضافة إلى ما يتمتع به من صفات قيادية وإدارية, وقد كانت مسؤولياته في ذلك الوقت تتعدى دوره كعميد كلية, فقد كان عضو في لجنة الحدود السعودية اليمنية, وكان يعمل مع هيئة الإغاثة الإسلامية ومع رابطة العالم الإسلامي, وغيرها من الجهات الدعوية. 3ـ معالي الدكتور عبد الله بن محمد الراشد فهو أول مدير لجامعة الملك خالد, وقد عملت تحت إدارته ما يقرب ثلاث عشرة عاماً. وذلك بحكم عملي في أمانة مجلس الجامعة والمجلس العلمي وكذلك في اللجان الدائمة وفي إدارة المناصب القيادية بالجامعة. وقد تعلمت من معاليه الكثير فهو إداري وقيادي من الطراز الأول، استطاع بهمته العالية وحزمه ونشاطه غير الطبيعي أن ينقل جامعة الملك خالد في فترة وجيزة نقلات سريعة نادر ما تجد جامعة تحققها في مثل هذا الزمن القصير. فقد استلم الجامعة وهي أربع كليات يدرس فيها حوالي ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة، فأصبحت تضم عند انتهاء فترة إدارته للجامعة (57) كلية ، وبها أكثر من ثمانين ألف طالب وطالبة، ومما يحسب له أنه استلم العمل في الجامعة وجميع مبانيها مستأجرة، ولم يخرج منها إلا ومعظم الكليات في مبان مملوكة للجامعة, إضافة إلى نجاحه الباهر في تسريع مشروع المدينة الجامعية بأبها وطرحه في منافسة دولية في التصميم والتنفيذ ، وهو أول مشروع حكومي سعودي ينفذ بهذه الطريقة . هذا بالإضافة إلى عدد من مشاريع المدن الجامعية المصغرة، في النماص وبيشة ومحايل ، وغيرها من محافظات منطقة عسير. إضافة إلى ما أرساه من نهج حازم وعادل في القبول في الجامعة, وكذلك في ترقيات الموظفين، استطاع أن يلغي فيها المحسوبية، رغم الضغوط الشديدة التي يلقاها من المجتمع. 4 ــ هناك العديد ممن عملت معهم، ودرست على أيديهم وتعلمت منهم الكثير، ولا يتسع المقام هنا لذكر كل واحد منهم على حده, ومنهم عمداء كلية الشريعة الدكتور زاهر بن عواض الألمعي وكذلك الدكتور سالم القرني ،وكذلك وكلاء جامعة الملك خالد الذين عملت معهم ومنهم معالي الدكتور محمد هيازع (مدير جامعة جازان حاليا) ومعالي الدكتور اسماعيل البشري (مدير جامعة الجوف حاليا) والدكتور سعيد رفاع والدكتور سالم الوهابي والدكتور احمد طاهر مبارك .. وغيرهم الكثير ، ولا أنسى الأساتذة الذين علموني في مراحل تعليمي المختلفة فألتمس منهم العذر في عدم إفراد سيرة كل منهم. الحالة الاجتماعية: زوجته هي شقيقتي الغالية/ عائشة بنت علي بن قاسم ابنة عمه, وهي كما يقول عنها (على خلق كريم ودين وتتمتع برجاحة عقل كبير, فكانت خير معين لي على الحياة وتربية الأبناء, بل أخذت الدور الأكبر في تربيتهم، ومتابعة تعليمهم، وخصوصاً مع انشغالي المستمر في العمل في السنوات الأخيرة، وسفري أحياناً, فجزاها الله عني خير الجزاء). ورزقا من الأولاد بابنين، وخمس بنات، على النحو التالي : 1_ عبد الله : وقد ولد عام 1401هـ وهو الآن حاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء ويعمل معلماً في مدينة الرياض, متزوج وله بنتان. 2_ سلطان : من مواليد عام 1404هـ يعمل موظفا في جامعة الملك خالد، وفي السنة الأخيرة من مرحلة البكالوريوس, متزوج. 3_ ندى : من مواليد 1407هـ ،متزوجة ولها بنتان, وهي حاصلة على الدبلوم في الحاسب الآلي من جامعة الملك خالد. 4_ نسيم : من مواليد 1410هـ وهي حاصلة على الدبلوم في الإدارة من جامعة الملك خالد. 5_ أنوار : من مواليد 1413هـ طالبة بجامعة الملك خالد. 6_ أزهار : من مواليد عام 1416هـ وهي في الصف الثالث ثانوي. 7_ شذى : آخر العنقود كما يقال من مواليد 1418هـ, طالبة في الصف الثالث متوسط. بارك الله فيها من أسرة مباركة ،وزاده الله توفيقا ونجاحا ،وكثر الله في مجتمعاتنا من هولاء الناجحين ممن نفخر بهم ونرفع بهم رؤوسنا ، ونعتز بما يحققونه من سمعة طيبة راقية ، لأنفسهم ولفيفاء ولأهلها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/عبد الله بن علي بن قاسم الفيفي ـ أبو جمال
الرياض 28/4/1434هـ |
الاثنين، 8 أبريل 2013
الشيخ احمد بن سليمان آل طارش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق