الاثنين، 8 أبريل 2013

العميد ركن فني الدكتور هادي بن يحيى علي الفيفي


هادئ كاسمه في سمته وأقواله وتعامله، طلق بشوش المحيى، ولكنه في حقيقته شعلة من العزيمة والإصرار والتحفز والمضاء، صلب الإرادة قوي ذكي طموح، متطلع دوما إلى الأمام والى معالي الأمور، رافع رأسه، ماض في سبيله، لا يهاب ولا يتردد، فهو في الفعل صقر من صقورنا البواسل، في احد فروع جيشنا السعودي العظيم، في سلاح القوات الجوية.
يعشق التحدي، ويصر على النجاح، يقول في معرض حديث خاص وصريح عن نفسه، إن نفسه لا تقبل الاستفزاز والتحدي، فإذا ما أقبلت على شيء من هذا القبيل ، واستفزت وتحديت ، تحفزت له وزادها ذلك إصرارا ودافعا إلى بلوغ الغاية في هذا الشيء، بل ولا ترضى منه حتى تنال فيه التفوق المطلق ، ونجد مصداق قوله في كل أموره وأحواله، والى ما وصل إليه ،وكمثال وشاهد انه بعد قبوله في كلية الملك فيصل الجوية ، وما اعترضه في أثناء القبول ومن بعده ، وبالأخص ما واجهه فيها مع مادة اللغة الانجليزية ، وهي اللغة التي تدّرس بها جميع المواد والعلوم في هذه الكلية ، وكان التحدي الأشد في مرحلة المستجد ، حيث بدأت الدراسة فيها بكتاب يرمز له بـ (500)، وهو أدنى كتاب يدرّس عادة في الكلية، والمدرسون فيها هم من الجنسية البريطانية ، فلما لاحظوا ضعفه الشديد في هذه اللغة ، واستفسروا منه عن أسباب ذلك، تحجج بكونه خريج المعهد العلمي بفيفاء المفتتح حديثاً، وأنهم لم يدرسوا اللغة الإنجليزية عن طريق استاذ متخصص ، وكان يظن أن جميع خريجي المعاهد على هذا المنوال من الضعف فيها ، ولكنه لم يكن كما ظن ، حيث عرف بعد ذلك أن الضعف لديه وحده ، لقصور تأهيله في هذه المادة ، وعندما استشعر هذا الضعف ، وما كان يسمعه من تندر بعض الطلبة عليه، حينما لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة البديهية، استفزه ذلك وأشعره بالغبن والقصور ،فكان هذا الإحساس دافعاً له إلى بذل المزيد من الجهد، والسعي إلى تلافي هذا النقص ، وبالذات عندما أدرك أن أمامه (48)أسبوعاً لكي يرفع من حصيلته فيها إلى ما لا يقل عن (75%) من درجتها ، أو ليغادر الكلية منكس الرأس، حاملا خيبته وفشله، ومودعا أحلامه وآماله، لذلك لم يمضي عليه سوى (36) أسبوعا حتى استطاع الحصول على هذه الدرجة وأكثر.
بهذه العزيمة والهمة والإصرار، تفوق على نفسه وفاق أقرانه، وتغلب على كل خلل أو ضعف وجده لديه ، وصعد المجد والنجاح درجة درجة، إلى أن تربع في الأعالي وفي رؤوس القمم ، وما يزال بفضل الله وتوفيقه مواصلا ومتابعا للصعود والتمكن، وفقه الله وسدده إلى ما يحبه سبحانه ويرضاه.
انه العميد ركن فني الدكتور/ هادي بن يحيى بن علي بن سالم آل حاليه الخسافي الفيفي

image

والده كما ورد هو يحيى بن علي (حفظه الله) ، كان يحترف الزارعة، الحرفة الوحيدة في زمنه وبلده، وكان يقرأ قراءة بسيطة، ولكنه يقدر العلم وأهله ، فأسرتهم أسرة علم ودين، فوالده الشاعر علي بن سالم (رحمه الله) معروف بالتدين والحكمة، ورجاحة العقل والرأي ، شاعر مجيد له قصائد كثيرة ، وبسبب موته ومازال (يحيى ) صغيرا حرمه ذلك من إن يتفرغ للعلم ، لليتم ولظروف العصر ، فسعى جاهدا أن يحقق ما لم ينله في أبنائه ، فكانوا على قدر ما أمل ، وكلهم ذلك المتميز (ذكرهم وأنثاهم)، نالوا أعلى الشهادات وارفع الدرجات ، وبفضل الله وتوفيقه فمنهم اليوم القاضي والضابط والمعلم، بارك الله فيهم جميعا ،وجزى الوالد خير الجزاء، وكثر من أمثاله من الآباء الواعين، المدركين لمعنى الأبوة ، وكانت ولا شك شريكته في تحقيق هذه النتائج ، زوجته الفاضلة الأم الرءوم/ حاليه بنت شريف حسن الخسافي الفيفي، حيث كانت نعم الزوجة والأم المربية الصابرة المحتسبة ، ختم الله لهما بالصالحات وغفر لهما.
ولد لهذين الأبوين الكريمين، في بيتهما الهطل، الواقع في الجهة الشرقية، من الجبل الأعلى من فيفاء، في عام 1385هـ
تعليمه:
عندما بلغ سن الدراسة، ألحقه والده بمدرسة النفيعة الابتدائية، اقرب المدارس لبيتهم حينذاك، وذلك في بداية العام الدراسي 1391 / 1392 هـ ،ورغم بعد المسافة التي يلزمه قطعها يوميا سيرا على الأقدام، لأكثر من ساعة ذهابا وإيابا ، حيث لا توجد حينها طرق للسيارات في فيفاء، ومع ذلك فقد كان سعيدا متفائلا، يذهب في رفقة أخيه الأكبر (فرحان)، ومجموعة من أبناء جهتهم، فاخذ الأمر بجدية من أول يوم، يحافظ على حضوره، مجدا في دروسه، ناجحا متفوقا يتقدم عاما بعد عام .
سارت الأمور على هذا المنوال إلى أن تخرج أخوه من المدرسة، وانتقاله إلى خارج المنطقة ليواصل دراسته المتوسطة وما بعدها، ، فتغير الوضع عليه قليلا، يقول عن ذلك : في الصف الخامس الابتدائي تأخرت يوما عن الحضور، لغير ما سبب موجب ولكنه التكاسل والتهاون ، فخشيت عقاب المدرسة على ذلك ، أو هكذا توهمت، ومن شدة الخوف فقد التفكير المنطقي السليم، وحار فيما يصنع، ثم هداه تفكيره القاصر، وخوفه المستحكم المسيطر، إلى مواصلة الهروب، وعدم الوصول إلى المدرسة، فكان يختفي في عرض الطريق، فيظن أهله انه في المدرسة، والمدرسة يحسبونه في البيت، وكان مخبأه في ظل أشجار ملتفة منزوية عن الطريق، والوقت في تلك الأيام شديد الضباب ، فيظل يومه متواريا عن المارة، ولما كان الموقع قريبا من بيت (المخال) المجاور لجامع نيد اللمة (جامع الشيخ ابن باز حالياً)، وقد لمحه بعض المارة وعرفه بعضهم ، ولكن من باب الرحمة والشفقة (كما يتصورون ) تغافلوا عنه وكأنهم لم يلحظوه ، وقالوا بلسان الحال لا المقال (لا شأن لنا به) ولكن لما نبه بعضهم صاحب المخال (الفاضل هادي بن أسعد الظلمي) عليه، واخبره بمكانه الذي هو فيه ، غضب على من اخبره وقال له لماذا لم تقنعه بالذهاب إلى المدرسة، أو تعلم أهله عنه، فإنهم في الغالب لا يدرون عنه ، وقال بعضهم لا شان لنا به ، فقال لهم لو كان أحدكم مكان أبيه لما رضي أن يكتم عنه أمر أبنه.
يقول: ثم جائني في مخبئي ، وناقشني في ما أقوم به ، وأوضح لي خطأ تصرفي ، ثم شجعني على العودة إلى المدرسة، وأخذني بالترغيب والترهيب ، ولمح لي بأنه سيخبر والدي أو مدير المدرسة إن لم اعد من نفسي ، ومازال بي حتى أزال خوفي، وعدت وانتظمت في مدرستي ، يقول وما أزال أحفظها له إلى اليوم والى ما لانهاية، وأدعو له كل ما ذكرت ذلك، وأقول (جزاه الله خير الجزاء ، هذا هو شأن الجار الصالح الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ونحن نردد معه جزاه الله خيرا من رجل صالح موفق.
واصل دراسته في مدرسة فيفاء الأولى، حتى تخرج منها في عام 1397هـ ، وفي هذا العام افتتح المعهد العلمي بفيفاء، فكان في أول دفعة التحقت به، وترقى في فصوله، المتوسطة ثم الثانوية، إلى أن تخرج منه في عام 1403هـ ضمن أول دفعة .
ومن بعض ذكرياته في هذه المرحلة، وعن بعض الشخصيات والمواقف ، ما يذكره عن مديره فضيلة الشيخ موسى بن حسين ضيف الله الفيفي (حفظه الله) ، الذي كما يقول عنه ، أن له أثرا كبيرا في حياته لما يتميز به من وقار وقدوة صالحة ، ولكونه قائدا متميزا، ومديرا ناجحا مهيبا، وحازما ومؤثرا ، ثم ما يذكره عن استاذه الفاضل عبد الله بن سليمان الظلمي، مدرس مادة الجغرافيا، الذي كما يقول عنه انه حبب إليه والى زملائه هذه المادة ، لما يجدونه فيه من قدوة ومثال عال ، ثم وهو يصحبهم في طريقهم إلى المعهد ذهابا وإيابا ، وهم يمشون خلفه بوقار ومهابة واحترام ، ودوره حفظه الله في مجتمعه ،وهو يخطبهم في الجمعة في جامع نيد اللمة (جامع الشيخ بن باز حاليا ) ، فكان يختار مواضيع لخطبه مناسبة لظروف الحاضر ومؤثرة مفيدة.
ويستطرد قائلا: أن المرحلة الثانوية كانت من أجمل أيام حياته، كان فيها من الزملاء المتميزون، الذين يرتقون بمستوى زملائهم، ومنهم : الشيخ عبد الله بن حسن العمري ( مدير المعهد العلمي حاليا) وحسين بن يحيى العمري ( مدرس بالمعهد حاليا ) ويحيى بن جابر المشنوي وغيرهم ، وممن يعتز بزمالتهم لما اتصفوا به من المثابرة والكفاح، الطالب يحيى بن قاسم الداثري، الذي ألتحق بالمعهد وكان كبير السن بل من أكبر الطلاب سنا ، وكان متزوجا ويعول أسرة ، وليس له دخل إلا مكافأة المعهد ، وتميزه يزداد بوضعه الصحي ، حيث سبق أن وقع له حادث بترت بسببه كف يده اليمنى ، فجاهد واجتهد وواصل دراسته ، وتغلب على وضعه وعلى فقد كفه اليمنى، فدرب يده اليسرى على الكتابة حتى أتقنتها ، ونجح في دراسته وتفوق فيها، وكان مع ذلك يحفظ القرآن الكريم كاملا ، فكان هذا الزميل محل إعجاب وتقدير واحترام من المدرسين والزملاء، وقد عمل بعد تخرجه من المعهد ، كاتب ضبط في المحكمة الشرعية في فيفاء، إلى أن احيل على التقاعد من فترة قريبة.
ومما يذكره عن هذه المرحلة المهمة في حياته التي كان يمر خلالها بمراحل بداية الشباب وتبلور الشخصية المستقلة ، انه كان يعمل مع أبيه في مزرعتهم وبالذات في العطل وفي المساء بعد عودته من المدرسة، حتى تمرس في ذلك وأصبح يجيد جميع أعمال الزراعة والحرث وكذلك البناء ، بل كان أحب الأعمال إليه (البناء بالحجر)، فكان يبني المدرجات والجدران الصغيرة عند سقوطها، نتيجة الأمطار الغزيرة(الخرم).
ولكن حبه لهذا العمل وإتقانه له، كان يقلق والده، خشية أن يؤثر على دراسته ، فكان الأب حريصاً كل الحرص على أن يواصل دراسته، ولا ينقطع ولا ينشغل عنها مهما كلفه ذلك ، وشاركه في نفس القلق العم الشيخ أحمد بن علي سالم (رحمه الله)،لنفس السبب ، فكان من عبارات العم التي يكرر عليه إذا رآه منهمكا في احد أعمال المزرعة ، أن يخاطبه في عتاب أبوي (إننا نستطيع إحضار من يعمل في المزرعة وغيرها، ولكن لا نستطيع أن نأت بمن يذاكر عنك دروسك) حتى انه كان لا يمارس هذه الهواية في حضور أي منهما .
وكان من أعظم أحلامه في هذه المرحلة (الثانوية) ، في أن يصبح طيارا، وأن يلتحق بكلية الملك فيصل الجوية، حبا وإعجابا منه للعسكرية وللطيران بالذات، وخاصة الطيران العمودي، فقد بهره منظر الطائرة العمودية، وهي تهبط وتقلع من المكان المخصص لها في بقعة العذر ، لا تحدها حواجز أو عقبات ، وبسبب ذلك الحب والتعلق قرأ كثيرا عن الكلية الجوية ، ولكن مما كان يحبطه أن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية ، فيشعر باليأس وانه قد لا يتحقق له القبول فيها ، ويرى انه سيكون مستحيلا ؛ لما يواجه من صعوبة في هذه اللغة تحدثاً وكتابة، بل يشعر انه لا يجيد أساسياتها ، ومن أسباب ذلك كون المعهد حديث التأسيس، وعلى مدى سنواته الأولى لم يتوفر له معلما متخصصا في اللغة الإنجليزية، إلا ما يقارب فصلا دراسيا واحدا، ويعود ذلك لصعوبة المنطقة، وعدم رغبة معظم المعلمين البقاء فيها، ولديهم فرص متاحة في معاهد أخرى، أماكنها أفضل وأسهل من فيفاء ، وكان من حظ المعهد العاثر ، انه كلما عين له متخصص في الانجليزية ، حصل له ظرف يحول دون استمراره فيه، حتى أن أحدهم تعثر فسقط وأصيب بكسر في ظهره .
لذلك فعندما تخرج من المعهد العلمي بفيفاء ، مع أول دفعة تخرجت منه ، كان قد بلغ منه اليأس في أن يحقق حلمه ذلك مبلغا كبيرا، وما باليد حيلة كما يقال، لأجل ذلك توجه تلقائيا مع معظم زملائه، يحمل شهادته إلى فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أبها، وتم قبوله في كلية أصول الدين .
ولكن إذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه ، لنستمع إليه يحكي لنا كيف تغيرت الأمور ، واستطاع تحقيق حلمه ورغبته ، يقول ( بعدما قمت بالتسجيل في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين بابها، ولازالت فكرة العسكرية تراودني، فزرت العقيد المتقاعد / هادي بن سليمان الداثري، وكان حينها برتبه ملازم أول، وهو خريج كلية الملك عبد العزيز الحربية، فلما أعلمته برغبتي وأسباب إحجامي عن السعي إلى تحقيقها ، عتب علي لضعف همتي ، وأشار علي بأن أسجل في كلية الملك فيصل الجوية، ثم طمأنني بأن الطالب في الكلية يبدأ في دراسته من الصفر، والطالب الجاد يستطيع التغلب على ما يعترضه من معوقات في حينه ، ولكل مقام مقال ، وأما أن يحكم الإنسان على نفسه بالفشل في شيء لم يجربه فهذا يعتبر من الحمق.
لقد هزته هذه الكلمات الصادقة الناصحة ، وحركت كوامن الرغبة المتجذرة في نفسه،ولم يخرج من عنده إلا وقد تغير تفكيره تماما ، وعزم على أمر مختلف، فيقول: (أخذت بمشورته وسحبت ملفي من كلية أصول الدين ، وبدأت التقديم على كلية الملك فيصل الجوية ، وتم قبولي بالكلية والحمد لله).
طبعا لم يتجه هذا الاتجاه إلا بعد أن عرض الأمر على والديه، واخذ موافقتهما، وكان والده مقتنعا بما يختاره لنفسه فلم يمانع ، وأما الوالدة فقد عارضت في البداية ، شفقة عليه وخوفا، لما يشاع ولما تسمعه عن العسكرية وعن الطيران بالذات، ولكن أخيه الشيخ فرحان تكفل بهذا الأمر، وجلى لها حقيقته، وانه كغيره من الدراسات العلمية ، لا يختلف كثيرا ، والحياة في عمومها لا تخلوا من الأخطار والمصاعب ، وما زال بها حتى أزال عنها ما تجده من مخاوف طبيعية ، ورضيت لما يختاره لنفسه ولمستقبل حياته .
بعد قبوله في كلية الملك فيصل الجوية، اتضح له حقيقة صدق تخوفه من اللغة الإنجليزية، وان ذلك كان تخوفا حقيقيا ووجيهاً ، ففي مراحل الدراسة الأولية، حيث بدأت الدراسة بكتاب يرمز له بـ (500) وهو أدنى كتاب في هذه اللغة يدرس للطلاب في الكلية، والمدرسون فيه من الجنسية البريطانية ، فلاحظوا ضعفه الشديد في اللغة ، فلما استفسروا عن السبب، كانت حجته كما كان يعتقد راجعة لكونه خريجا من معهد فيفاء العلمي الذي أفتتح حديثاً، ولان تدريس اللغة الإنجليزية فيه لم تكن عن طريق متخصص ، وكان يعتقد كذلك أن جميع خريجي المعاهد العلمية، على هذا المنوال من الضعف في هذه اللغة ، وقد اتضح له بعد ذلك خطأ ذلك ، وإنما الأمر عائد لضعفه هو فقط، فقد تعرف على كثير من زملائه من خريجي بعض المعاهد العلمية، ومن دار التوحيد بالطائف، وغيرها من المعاهد الشرعية ،وكانوا من ضمن الطلبة الأوائل في الكلية، سواء في اللغة الإنجليزية أو غيرها من المواد المقررة، فكان شعوره بالضعف في اللغة الإنجليزية ، وتندر بعض الطلبة عليه عندما لا يستطيع الإجابة عن أسئلتهم البديهية، دافعاً له على بذل المزيد من الجهد في تعويض هذا النقص ، وبالذات عندما أدرك أن ليس أمامه إلا (48) أسبوعاً للحصول على ما لا يقل عن 75% درجه في اللغة الإنجليزية، أو عليه مغادرة الكلية بالكلية.
حفزه ذلك ليثبت صواب رايه ، وحسن اختياره لهذه الكلية ، وانه أهل لهذا الاختيار ، ولا يقبل لنفسه الفشل مهما كان ، فيقول سعيت بكل جهدي على تلافي ما أنا عليه من ضعف في هذه اللغة، ومن ضمن ذلك أني كنت أتردد على طالب الطيران حينها (علي بن أحمد المشنوي الفيفي) ـ عميد طيار ركن حالياً ـ ، وكان متميزاً في دراسته ، وقد اجتاز مرحلة اللغة الإنجليزية ،وانتقل إلى دراسة العلوم الجوية، فبذل معي جهدا كبيرا، فعرف عن طريقه مفاتيح اللغة الإنجليزية، وكذلك الرياضيات والفيزياء، فأدرك أن لكل علم مفاتيح لابد من معرفتها لتستطيع تعلمها بسهولة ، ومع جهده وإصراره الذي لم يذهب هباء، استطاع الحصول على الدرجة المطلوبة 75% في اللغة الإنجليزية ، بعد حوالي (36) أسبوعاً فقط .
وبعد تخرجه من مرحلة اللغة الإنجليزية، تبدأ المرحلة الدراسية في العلوم الإنسانية، ثم الرياضيات والفيزياء، وبعدها العلوم الجوية، ثم يبدأ بعدها الطالب بالتدريب على الطيران .
ولكن وما أصعب لكن! عندما تقف أمام قطفك لثمرة حلمك، بعد أن قطعت معظم الطريق ، وتغلبت على كل المعوقات والصعاب التي اعترضتك إليه ، ولم يبقى أمامك إلا أن تمد يدك لتتلذذ بقطافه، ولكنه قدر الله وما شاء فعل ، والخير فيما اختاره الله (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) يقول : في ليله الجمعة السابقة لبداية التدريب على الطيران ، خرجت إلى ميدان الكلية ، فشعرت بألم في أذني ، وانشداد في جلدة وجهي، فعدت مسرعا إلى غرفتي، فلما وقفت أمام المرآة، لاحظت ميولاً في الوجه، وتوقف لرمش العين ، وتوجست خوفا من أني لن أستطيع التدريب على الطيران في الغد، وأنا على تلك الحال، لذا قررت إخفاء ما أصابني، لذلك لم يذهب إلى العيادة الخاصة بالكلية ، بل ذهب مع زملائه في الصباح إلى جناح الطيران ، وتظاهر بأنه لا يشكو شيئا ، وبدأ التدريب العملي على الطيران ، ولكن المدرب لاحظ بعد عدة أيام مرضه ، فقام على الفور بالاتصال بطبيب الكلية ، الذي أحاله مباشرة إلى المستشفى العسكري للعلاج ، وفي المستشفى قرروا إيقافه عن الطيران لمدة ثلاثة أشهر ، ليتم بعدها معرفة مناسبته على الطيران أم لا ، ولما مضت الثلاثة الأشهر، أضاف الطبيب إليها شهرا أخر ، وأحاله إلى طب الطيران بمدينة الظهران ، وفيها قرر الأطباء عودته إلى الطيران ، فاستأنف التدريب من جديد ، ولكن ظهرت لديه مشكلة أخرى، فقد أصيب بنزيف من الأنف وغثيان أثناء الطيران ، والسبب بعد فحصه وجود تكسرات في خلايا الدم بنسبة لا تسمح معها بالطيران ، لأجل ذلك تم تحويله إلى تخصص (موجّه مقاتلات).
فما هو هذا التخصص وما مدى أهميته:
إن موجّه المقاتلات من أهم التخصصات في الطيران الحربي ، فالطيران الحربي يلزم أن يكون لكل مجموعة طائرات مراقب ارضي، أو مراقب على إحدى الطائرات (الاواكس)، ليتابع هذه الطائرات متابعة دقيقة، من خلال شاشات الحاسبات والرادارات والخرائط أمامه، ويكون على اتصال تام بكل الطيارين فيها ، فهم يأتمرون بأمره، فالطيران الحربي يكون بسرعات عاليه جدا ، فالطائرات لها نفاثات قوية تفوق في سرعة اندفاعها سرعة الصوت ، مما يجعل الطيار لا يميز بسبب هذه السرعة العالية بنفسه عدوا من صديق، ولا يكشف مكامن الخطر التي قد تعترضه ، ويجب أن يتخذ قراراته في اقل من ثانية، وهنا يبرز أهمية الموجه ، الذي هو العين الثالثة والضرورية لكل طيار حربي، فهو يعتمد بنسبة كبيرة جدا على هذا الموجه ، الذي يعطي كل طائرة مسارها الذي يجب أن تلتزم به، وارتفاعها وسرعتها، وما هو التصرف المطلوب من الطائرة، أو الهدف الذي يكون أمامه الآن، وأين هو بالضبط، ومكان العدو وموقعه منه ، هل هو أمامه مباشرة، أو خلفه أو عن يمينه أو شماله أو فوقه أو أسفل منه، بل متى يستطيع رؤيته، ومتى يطلق صواريخه وغير ذلك، فهو العين الناظرة والعقل الموجه للطيارين، لذلك يكون أمام موجه المقاتلات خارطة شاملة ، وشاشة رادارية واضحة ، عليها كل المعلومات والتحركات على طول المساحة الممتدة أمامه، فيعرف موقع كل طائرة متحركة بالضبط ، وهل هي عدوة أو صديقة ، لذلك (فموجه المقاتلات) من التخصصات المهمة والدقيقة.
لما حُولت دراسته إلى هذا التخصص، وتلقى الدراسة النظرية عليه ، وتم تدريبه العملي في مدينة الظهران ، أحب هذا التخصص، ووجد ضالته فيه، فهو من التخصصات الدقيقة التي يبرز فيها التحدي الذي ينشده، فأتقنه بسرعة عالية ، وتعلم مهاراته وكشف أسراره وخباياه ، واجتاز مواده وتطبيقاته بنجاح وتفوق ، وتخرج من كلية الملك فيصل الجوية في 23/8/1407 هـ .
وبعد أن مارس عمله الوظيفي المتخصص، بمهارة وتفان وإتقان، تم اختياره في عام 1410هـ ضمن(عشرة )ضباط من وزارة الدفاع، لترشيحهم للابتعاث إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، للدراسة في كلية الشريعة، ليكونوا نواة لإدارة الشؤون الدينية بالقوات المسلحة ، ولما تزامن ذلك مع قيام حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)، تأجل إتمام ابتعاثهم إلى بعد انتهاء الحرب ، فلم تبدأ دراستهم إلا في العام التالي 1412هـ في كلية الشريعة بالرياض ، والتي تخرج منها عام 1415هـ ، حاصلا على شهادة البكالوريوس في الشريعة.
والتحق فيما بعد بدورة القيادة والأركان، كلية القيادة والأركان بالرياض، واجتازها بنجاح ، حيث قدم في نهايتها بحثا كان بعنوان (أحداث 11 سبتمبر وتأثيره على الأمة الإسلامية ) وشهادة القيادة والأركان تعادل درجة الماجستير .
وفي عام 1430هـ التحق بجامعة أبو هريرة في دولة الهند، وهي من الجامعات الإسلامية الكبيرة، للحصول على درجة الدكتوراه، وذلك بإشراف وتشجيع الأستاذ الدكتور محمد بن حمد المنيع، الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض ، حيث حصل منها على هذه الدرجة العلمية ، وكان موضوع الرسالة فيها (أحكام التعزية في الشريعة الإسلامية )، ولأهميتها وتميزها تم ترجمتها إلى اللغة الأردية، من احد الدكاترة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واحد الدكاترة في جامعة أبو هريرة ،وطبعت في نفس الجامعة.
وكان لحرصه على الرفع من قدراته ومعلوماته أثناء عمله ، والذي تنقل خلاله لأكثر من مهمة في نفس القطاع العسكري، حيث كان لا يدع فرصة تمر به دون أن يسعى إلى تحسين مستواه، والارتقاء بقدراته العلمية والمهارية ، فتحصل على العديد من الدورات والشهادات العلمية والفنية والإدارية والثقافية ، منها ما ذكرنا وغيرها ، على النحو التالي :

1. الدورة التأسيسية لموجهي المقاتلات، في 1407هـ لمدة عام.
2. دورة دبلوم لمكافحة المخدرات، بالمعهد العالي للدراسات الأمنية بكلية الملك فهد الأمنية، لمدة فصل دراسي .
3. دورة في الحاسب الآلي، لمدة شهر بالقوات الجوية .
4. دورة قصيرة في التخطيط الاستراتيجي، بمعهد الإدارة العامة .
5. دورة في الإشراف الإداري، بمعهد الإدارة العامة.
6. دورة دبلوم عالي في مكافحه المخدرات، بجامعة نايف العربية لمدة عام .
7. دورة القيادة والأركان، بكلية القيادة والأركان بالرياض .
8. دورة في البرمجة العصبية اللغوية .
9. دورة في مهارات وفن الاتصال .
10. الدكتوراه من جامعة أبو هريرة في عام 1430 هـ .
الأعمال الوظيفية :
تم تعيينه بعد التخرج مباشرة في عام 1407هـ، بقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، موجه مقاتلات برتبة ملازم ، وكلف بعد ذلك بالعمل بالتناوب مع زملائه ،في كل من شروره، وينبع، ومملكة البحرين.
وبعد ما حصل على البكالوريوس في الشريعة عام 1415هـ من كلية الشريعة (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، وذلك بعد تفريغه وبعض زملائه، ليكونوا النواة المتخصصة لإدارة الشؤون الدينية بالقوات المسلحة ، تم تعيينه ضابط توعية إسلامية، بإدارة الشؤون الدينية للقوات الجوية، وفي العام التالي 1416 هـ عين مديراً للمكتبات، بنفس الإدارة لمدة عام ، وفي عام 1417 هـ عين مديراً لقسم التوعية الإسلامية ، ومديراً مكلفاً لقسم البحوث والفتاوي والدراسات ، وفي عام 1424 هـ تم تعيينه مساعداً لمدير إدارة الشؤون الدينية للقوات الجوية، ومشرفا على قسم التوعية الإسلامية، وفي تاريخ 1/7/ 1427هـ تم تعيينه مديراً لإدارة الشؤون الدينية للقوات الجوية، وما زال إلى تاريخه .
المهام الأخرى التي مارسها:

1. عضو اللجنة الرئيسة لمكافحة المخدرات، بالقوات الجوية لمدة (6) سنوات .
2. رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز الدولية السادسة في حفظ القرآن الكريم.
3. رئيس مجالس الإدارة لصناديق التكافل بالقوات الجوية.
4. عضو مجلس إدارة جمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم.
5. عضو اللجنة المركزية لعسكرة الجامعيين بوزارة الدفاع من عام 1422 هـ.
6. رئيس اللجنة الشرعية والاجتماعية في اللجنة المركزية لعسكرة الجامعيين بوزارة الدفاع لمدة ثلاث سنوات .

الأوسمة والأنواط
حصل على العديد من الأوسمة والأنواط ومنها:
1. نوط المعركة.
2. نوط تحرير الكويت.
3. نوط المئوية.
4. نوط القيادة.
5. نوط الإتقان.
6. نوط الإدارة العسكرية.
7. نوط عاصفة الصحراء.
8. نوط الخدمة لمدة 25 عاما.
الحالة الاجتماعية :

زوجته هي الفاضلة / مريم بنت يحيى اسعد آل السلعي الخسافي الفيفي .
ولهما ثلاث أولاد وأربع بنات على النحو التالي :
1. نبيل : وهو أكبر الأبناء، خريج كلية الملك عبد العزيز الحربية ، ملازم أول متقاعد، شارك في حرب الجنوب لدحر المتسللين الحوثيين ، وأصيب برصاصة قناص في إحدى رجليه، أحيل بعدها على التقاعد.
2. عبد المحسن: خريج كلية الملك عبد العزيز الحربية عام 1433 هـ .
3. مالك: انتقل إلى المرحلة الدراسية الثانوية .
4. عبد الملك: رابع ابتدائي وهو أصغر الأولاد.
5. نورة : متزوجة ولها ولد وبنت .
6. آفاق : متزوجة حديثاً .
7. أسماء : في المرحلة الابتدائية .
بارك الله فيهم وحفظهم ووفقهم إلى كل خير دنيا وآخرة .

أشخاص كان لهم بصمات في حياته كما يقول ومنهم :
• أبويه حفظهما الله وشفاهما، وأجزل لهما المثوبة والأجر، يقول عنهما ( لهما دور كبير بعد توفيق الله في التوجيه، والحث على الفضيلة ،وعلى طلب العلم، وكانا لا يقبلان مني ومن إخوتي القيام بأي عمل يصرفنا عن المذاكرة، رغم حاجتهما إلى ذلك - فجزاهما الله خير الجزاء).
• شقيقه الأكبر الشيخ فرحان، الذي يكبره بثلاث سنوات، يقول عنه (وكان مثقفا منذ صغره، وكثير القراءة، مما حبب إليه اقتفائه في ذلك، وتأثره به في هذا المجال،وكان ومازال قريبا منه في فكره وحياته يستوعبه ويفهمه ، وكثيرا ما سهل له بعض ما يعترضه، بل واوجد له الكثير من الحلول لها ، ولا ينسى أن له اكبر الأثر في إقناع أمه بالموافقة على التحاقه بالكلية الجوية، وقد كانت معارضة في ذلك خوفا عليه مما تسمعه عن الخطورة المتوقعة في هذا المجال الصعب).
• في المرحلة الابتدائية كان لمدير المدرسة حينها، الأستاذ علي بن فرحان الخسافي ( شيخ قبيلة الخسافي الآن ) مثالا وقدوة، بحسن توجيهه وتواضعه ، وكذلك الأستاذ يحيى بن علي الابياتي (رحمه الله) بتواضعه ولطفه، والأستاذ حسين بن جابر الخسافي وكيل المدير، بحزمه واقتداره ، ثم جارهم الكريم هادي بن اسعد الظلمي بغيرته وصلاحه .
• في معهد فيفاء العلمي، الشيخ موسى بن حسين ضيف الله الفيفي مدير المعهد بهيبته وحزمه ، والأستاذ الفاضل عبد الله بن سليمان الظلمي بإخلاصه واقتداره .
• في الكلية الجوية الدكتور حسين بن ناصر الحكمي، المدرس ورئيس قسم العلوم الإنسانية، وكان مرجعا علميا لجميع منسوبي الكلية، وملاذا للطلبة يحل مشاكلهم، ويشفع لهم فيما قد يلحق بهم من تأديب وخلافه، فكان بمقام الوالد والأخ الأكبر للطلبة جميعا، وقد تميز (حفظه الله) بأنه كان مكافحا حيث حصل على الدكتوراه في (السُنة) وهو دون السادسة والعشرين من عمره ، وهو حينها على رتبة عريف ، فكان محل إعجاب وفخر لقيادة الكلية ومنسوبيها.
• أما في الحياة العملية يقول: عملت مع عدد من القادة والمدراء، أبرزهم العميد : غيثان القرني، مدير إدارة الشؤون الدينية للقوات الجوية، لمدة عشر سنوات من عام 1416هـ، وتعلمت منه الكثير، ومن القادة الكبار أيضا، معالي الفريق عبد العزيز هنيدي ، وسمو الأمير الفريق عبدالرحمن الفيصل ، ومعالي الفريق محمد بن عبد الله العايش، فكل منهم يتميز بمؤهلات عالية، وصفات قيادية يندر وجودها، ومن مميزاتهم الحرص، واحترام الوقت، وشحذهم للهمم ، ومنحهم الثقة في مرؤوسيهم .
كل هولاء وغيرهم كثير، ممن يذكرهم باعتزاز وفخر، فكان لهم أثر كبير في حياته ومسيره في هذه الحياة، تعلم منهم واستفاد من خبراتهم وتجاربهم، جزاهم الله خيرا، ووفقهم إلى ما يحبه ويرضاه .
ونحن بدورنا نكبر فيه هذا الوفاء وهذا التميز، والاعتراف منه لأهل الفضل بفضلهم، وليس بمستغرب على من يعرف أدبه وتربيته وحسن ذاته .
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ## وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
كثر الله من أمثاله، ورفع من قدره ، وأعلى من رتبه ومراتبه ، في الدنيا والآخرة، وغفر له ولوالديه ومتعهما بالصحة والعافية، ورزقهما بره وبر إخوانه ، وأصلح له زوجه وذريته ، ومد الله في عمره على طاعته ومرضاته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم / عبد الله بن علي قاسم الفيفي /أبو جمال
الرياض في 1433/11/22هـ

هناك 3 تعليقات:

  1. أنت تبحث عن القراصنة المحترفين والموظفين ، والتي سوف تعمل من أجلك خلال 1 ساعة ، لدينا البرنامج الذي لا يوجد لديه المتسللين الآخرين. ثم الاتصال: لدينا مديري ITC المهنية في PRUDENTHCAKERS@GMAIL.COM مع أحدث وأحدث البرامج لدينا ، يمكننا HACK ومنع الآخرين من اختراق الارتباط الخاص بك ، وتشمل خدماتنا
    التغييرات في درجات الكلية
    هاك الحسابات المصرفية هاك
    الزقزقة
    القرصنة حسابات البريد الإلكتروني الإلكترونية
    الصف التغييرات هاك
    تحطم هاك الموقع
    خادم تحطم هاك
    استعادة الملفات / المستندات المفقودة
    حذف السجلات الجنائية هاك
    قرصنة قواعد البيانات
    ماكينة الصراف الآلي
    هاك فارغة بطاقة الائتمان هاك
    ايب لا تتبعها
    موقع مرصوص
    فيسبوك هاك
    أجهزة التحكم عن بعد هاك
    أرقام الموقد هاك
    التحقق من باي بال هاك الحسابات
    اختراق أي حساب وسائل الاعلام الاجتماعية
    Android و iPhone Hack
    اعتراض الرسالة النصية هاك
    اعتراض البريد الإلكتروني هاك ، إلخ.
    جهة الاتصال: PRUDENTHCAKERS@GMAIL.COM
    لنتائج فعالة

    ردحذف
  2. Internet Of Today is filled with Scam? With Mills Dachin Quality jobs Delivery Assured, We have help Individuals Organization to Secure and to Recover there lost files/Password/ funds etc. We Are Hacker for Hire. I am saying leave your problem & your Worries for us to solve for you 100%✓guarrantee

    * iOS/windows/iPhone/Android Phone Hacking
    * All kind of loans
    *University Grades
    *Iclouds breaching
    *Criminal Records
    *Hacking ATM Cards
    *Binary Recoveries
    *BTC Mining
    * Cyber Scam recovery
    etc...!!!

    All you need do just Email:- *pointekhack@gmail.com
    *hyperhackerone@gmail.com *cyberhackertap@gmail.com
    *phdatabasesolution@gmail.com

    ردحذف
  3. Internet Of Today is filled with Scam? With Mills Dachin Quality jobs Delivery Assured, We have help Individuals Organization to Secure and to Recover there lost files/Password/ funds etc. We Are Hacker for Hire. I am saying leave your problem & your Worries for us to solve for you 100%✓guarrantee

    * iOS/windows/iPhone/Android Phone Hacking
    * All kind of loans
    *University Grades
    *Iclouds breaching
    *Criminal Records
    *Hacking ATM Cards
    *Binary Recoveries
    *BTC Mining
    * Cyber Scam recovery
    etc...!!!

    All you need do just Email:- *pointekhack@gmail.com
    *hyperhackerone@gmail.com *cyberhackertap@gmail.com
    *phdatabasesolution@gmail.com

    ردحذف